هجمات الحوثيين ضد السفن التي تمر في البحر الأحمر ستخلف تداعيات اقتصادية
حذر متخصصون في النقل البحري وخبراء اقتصاد مما وصفوه بـ”صدمة جديدة” وشيكة في نشاط التجارة حول العالم على شاكلة الصدمة التي شهدها هذا القطاع الحيوي إبان وباء كورونا، وذلك بعد قرار شركات شحن كبرى تعليق نشاطها عبر البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين على سفن تجارية في باب المندب.
ويقول خبراء بحسب بي بي سي إن هجر السفن لمسار البحر الأحمر لصالح طريق رأس الرجاء الصالح سيرفع كلفة الشحن والتأمين والخدمات اللوجستية البحرية الأخرى بنسب تصل إلى 30 في المئة، وتوقعوا ارتفاعا في الأسعار في أوروبا والولايات المتحدة بنسبة 10 إلى 15 إذا توقف الشحن عبر ممر قناة السويس خلال الأسابيع القليلة القادمة.
تداعيات هجمات الحوثيين
حول ذلك قالت الباحثة في الاقتصاد السياسي سمر عادل لأخبار الآن إن “الهجمات سيكون لها تبعات، وهناك سفن فعلاً بدأت بتغيير مسارها والتأثير موجود على التجارة العالمية”.
وأكدت أنه “مع تحول السفن إلى رأس الرجاء الصالح فإن ذلك سيزيد من مدة الوصول وبالتالي زيادة التكلفة وهذا ما يقع عبؤه على المستهلكين وبالتالي زيادة التضخم”.
تأتي هذه التطورات في أعقاب قرارات شركات منها بريتش بتروليوم للنفط والغاز(BP) البريطانية و(OOCL) ومقرها هنوج كونج، وميرسك (Maersk) الهولندية، وهاباك لويد (Habag LIyod) الألمانية و(CMA CGM) الفرنسية، وشركة البحر المتوسط للشحن (MSC) الإيطالية السويسرية تعليق نشاطها عبر البحر الأحمر مرورا بقناة السويس، أو تحويل مسار رحلاتها نحو طريق رأس الرجاء الصالح في أعقاب هجمات الحوثيين ضد ما قالت أنه سفنا ذات صلة بإسرائيل.
وتبنى الحوثيون هجمات عدة على سفن تجارية قرب باب المندب منها سفينة شحن تابعة لشركة ميرسك مؤخراً، كانت متجهة إلى إسرائيل، بطائرة من دون طيار وأصابتها بشكل مباشر مشيرة إلى أن السفينة استهدفت بعدما رفضت الاستجابة للتحذيرات.
قطاع الطاقة والتأثر المباشر
ذكرت الباحثة في الاقتصاد السياسي سمر عادل لأخبار الآن أن “بعض مواد الطاقة مرشحة لارتفاع أسعارها على اعتبار أن بديل قناة السويس سيكون أكثر تكلفة”.
وأكدت أن “مواد الطاقة هي عنصر مهم، وبالتالي ستصل للمستهلك بشكل مرتفع.. الأزمات التي تحدث في العالم لا نهاية قريبة لها، وبالتالي فإن الاقتصاد معرض للتداعي”.
وشددت على أنه مع “استمرار حرب غزة طويلاً، يعني انعكاسه على أزمة سلاسل الإمداد لفترة أطول، والتأثير لن يقتصر على الأسعار فقط وإنما على جودة المنتجات”.
كم يستغرق الطريق البديل؟
تقدر الرحلة بين الخليج العربي ولندن بحرا عبر قناة السويس بنحو 6400 ميل بحري (12000 كلم) وتستغرق 14 يوما، بينما تمتد نفس الرحلة لنحو 11300 ميل بحري (20900 كلم) عبر طريق رأس الرجاء الصالح وتستغرق 24 يوما، أي أن الرحلة عبر ممر البحر الأحمر توفر أكثر من 40 في المئة من المسافة والزمن مقارنة برأس الرجاء الصالح.
الجفاف في قناة بنما يلقي بثقله
تمثل موجة الجفاف التي تتعرض لها منطقة قناة بنما حاليا تحديا آخر أمام التجارة بين الشرق والغرب حيث لجأت عدة سفن تجارية لقناة السويس لتوصيل حمولاتها لوجهاتها في آسيا أو الغرب الأمريكي بدلا من الانتظار لأسابيع للمرور بقناة بنما.