سرقة أعضاء الإيغور الحلال… عندما سمعنا بتعبير أعضاء حلال، قادتنا الحشرية الصحافية إلى الغوص أكثر في تفاصيلِ ذلك المصطلح أو العبارة. فماذا يعني أعضاء حلال؟ وهل هناك أعضاء حلال وأعضاء حرام أصلاً؟ ومَنْ هم أصحاب تلك الأعضاء في الأصل؟
نما ذلك الفضول لدينا أكثر، وهنا دخلنا في رحلة البحث عن الحقيقة، ورحنا في أخبار الآن نبحث ونتمحّص حتّى تمكّنا من الوصول إلى طرف الخيط، ومن هنا بدأت الحكاية تتكشف أكثر فأكثر، إلى أنّ اكتمل التحقيق بتفاصيل مثيرة للغاية. ووفق منطق الحزب الشيوعي الصيني، يكفي أن لا تشرب الخمر أو تأكل لحم الخنزير، لتكون أعضاؤك حلالاً، وتصبح صيداً ثميناً للحزب الشيوعي الصيني.
لكنّنا اليوم نتوقف مع معنى ذلك المصطلح لنغوص في تفاصيل وهب، بيع، شراء… الأعضاء من شخص إلى آخر، من وجهة نظر الإسلام. فماذا يقول الدين الإسلامي في ذلك الإطار؟ وهل يجوز شراء عضو من شخص آخر أو مؤسسة ما؟ وما هي شروط الحصول على عضو إذاً؟
الدكتور عبد الرحمن فايد، الأستاذ في جامعة الأزهر الشريف، يقول لـ”أخبار الآن” إنّه لا يجوز شرعاً بيع الأعضاء البشرية مطلقاً لأنّ ذلك يفتح أبواباً مُتعددة من المحرّمات والانتهاكات التي نشاهدها فى بيئتنا وحياتنا اليومية”. وأشار إلى أنّ مصطلح أعضاء حلال الذي جرى استخدامه في الصين، يحمل كثيراً من الغموض، إذ من غير المعلوم إنْ كان المقصود بـتعبير “الحلال” عملية البيع نفسها أم صفة العضو، ولكن بشكل عام هو كناية عن الانتهاكات التي يرتكبها الحزب الشيوعي الصيني بحقّ جميع البشر.
وتابع فايد: “قضية بيع الأعضاء اتفق علماء الشرع على حرمتها وعدم جوازها لأنّ الإنسان لا يجوز له أن يبيع ما لا يملك، فأعضاء الإنسان ليست ملكاً له إنّما هي هبة من الله سبحانه وتعالى، كما أنّ عملية بيعها تتنافى مع تكريم الله للإنسان لأنّ أعضاءه أرقى من ذلك”.
وأوضح فايد أنّ “هناك فرقاً بين الهبة والبيع، فالأولى تتمّ من دون مقابل مادى وبموافقة وإرادة المتبرع، لكن في حالة الحزب الشيوعي الصيني فهم يأخذون الأعضاء من أصحابها بعد الضغط عليهم ومن دون إرادتهم، وذلك حرام، وحتّى فى حالة الشخص المتوفى لابد من أن نحصل على موافقة كتابية من أهله، ونتأكّد من وفاته تماماً ليس فقط موته سريرياً لأنّه قد يعود إلى الحياة مجدّداً، وفي تلك الحالة يعتبر إزهاقاً للأرواح وذلك ما يفعله الحزب. وختم فايد: “ما يحدث على يد الحزب الشيوعي الصيني ليس فقط انتهاكاً للمسلمين، وإنّما للبشرية عموماً لأنّ المبدأ الإسلامي حرّم انتهاك جسد الإنسان حتى وإنْ كان غير مسلم”.
وكانت “أخبار الآن” وثقت فى تحقيق استقصائي بالأدلة والبراهين ، الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها مسلمو الإيغور على يد الحزب الشيوعي الصيني ، والممثلة فى انتزاع الأعضاء قسرياً منهم، وفي حقيقة الأمر لم تقتصر تلك الانتهاكات على مسلمي الإيغور فحسب ، ولكن أيضا ممارسي شعائر الفالون غونغ ، مما يعني أن هذا الحزب يتبع سياسته الإجرامية في تصفية كافة الأقليات التي تحمل أفكاراً ومعتقدات مغايرة.
وتضمن التحقيق ما يقرب من 11 شهادة توثق تلك الجريمة تُنشر لأول مرة في وسيلة إعلامية عربية ، وكان على رأس تلك الشهادات ما أدلت به الفتاة الصينية “هان يو”، والتي زعمت أن والدها أُستئصلت أعضاءه أثناء وجوده فى المعتقل تحديدا عام 2004 ، كما أدلى كذلك الطبيب أنور توختي بشهادته مع برنامج “بالعين المجردة”، قائلاً ، إنه أُرغم على إنتزاع الكبد والكليتين من سجين بينما كان حياً ، مؤكداً على ان انتزاع الأعضاء قسرياً من سجناء الرأي كان ومازال موجوداً في الصين .
يذكر إنه في العام 2009 نفت السلطات الصينية قيامها باستعمال أعضاء سجناء في عمليات زرع الأعضاء، لكنّ العام 2005 اعترفت الصين أخيراً بأنّ الأعضاء تعود حقاً لسجناء كان قد تمّ إعدامهم، لكنّها زعمت بأنّ السجناء كانوا مجرمين حُكم عليهم بالإعدام وبالتالي تمّ استئصال أعضائهم. لكن التحقيق الأول الذي أُجري العام 2006 على يد النائب الكندي ديفيد كيلغو والمحامي الدولي ديفيد ميتيس، أثبت أنّ الضحايا كانوا سجناء رأي وأتباعاً لطائفة فالون غونغ، وأنّهم قد قُتلوا بهدف أخذ أعضائهم وليس لأنّهم مجرمون.