التناقضات الإيرانية.. طوفان الأقصى وعلاقته بقاسم سليماني
- إيران وحماس: تفسيرات متناقضة لعملية طوفان الأقصى
بين تأكيدٍ ونفي، ارتبط اسمُ الحرس الثوري الإيراني بعملية طوفان الأقصى، والتي نفذتها “حماس”، حيث شنت الحركة الفلسطينية هجومًا غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أودى بحياة نحو 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، كما تم اقتياد خلال الهجوم نحو 250 رهينةٍ إلى قطاع غزة؛ لا يزال 129 منهم محتجزين، وفق إسرائيل، بعد إطلاق سراح أكثر من 100 منهم في صفقة تبادل أسرى، وهدنة استمرت أسبوعًا أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
بعد ساعاتٍ من تصريحات المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف، أن الهجوم الذي شنته كتائبُ القسّام على مستوطنات ومقرات عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة؛ كانت إحدى عمليات الثأر لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني (1957-2020). رد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، قائلا إن عملية طوفان الأقصى فلسطينية بالكامل، وليست انتقامًا لـ”سليماني”.
“سلامي” أكد أن عملية “طوفان الأقصى كانت عملية فلسطينية تامة وتم تنفيذها من قبل الفلسطينيين أنفسهم بدون أي دعم خارجي”، مشيرا إلى أن حركتي حماس، والجهاد تنتجان السلاح في الداخل.
وفي هذا الإطار، ولفهم تخبط الحرس الثوري الإيراني، بين الإعلان والنفي بعلاقته بعملية طوفان الأقصى، قال الدكتور فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، إن “الربط بين طوفان الأقصى ومقتل قاسم سليماني، من قبل الحرس الثوري الإيراني هو لعدة عوامل، أولًا قد يكون حقيقي، حيث قد تكون عملية طوفان الأقصى هي انتقام لمقتل قاسم سليماني ولتدخلات إسرائيلية وأمريكية في اغتيالات بعض الشخصيات الإيرانية، وقد يكون اختلاف وجهات نظر لأن الخارجية الإيرانية تنفي والحرس الثوري يؤكد -حتى وإن كان نفى بعد ذلك- أن العملية انتقامًا لقاسم سليماني”.
وأضاف الشليمي، في تصريحات خاصة مع “أخبار الآن”: “هناك سبب ثالث لهذا التخطب، فقد يكون للكسب المحلي للشعب الإيراني، بإننا كـ”إيران” استطعنا التدخل والضغط على إسرائيل وبالتالي هي كسب سياسي لإيران كدولة، وهذا عندما نفت حماس هذا الموضوع، حماس قالت إن طوفان الأقصى لم تكن عملية انتقام لسليماني والحكومة الإيرانية نفت هذا الموضوع، أنا أعتقد أن هناك تبادل أدوار الحكومة الإيرانية تنفي والحرس الثوري يقول نعم نتدخل لإعطاء نفسه التأثير والقوة وإعطاء قوة للموقف التفاوضي للحكومة الإيرانية”.
وأوضح رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام قائلا إن “البيان المخجل اللي أصدرته حماس يجعلنا نشك، كما أنه يدل على تدخل الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر حتى في القرار الفلسطيني في غزة”.
وعن التخبط في التصريحات قال “الشليمي”: “إيران تنين برأسين، تنين للحكومة وآخر للحرس الثوري، وهؤلاء يتحركان بدون تنسيق بينهما التنسيق الذي يتم.. يتم في حالة النفي، الحكومة الإيرانية تنفي دبلوماسيًا، والحرس الثوري يتحرك من أجل المصلحة الإيرانية، يخدمان على بعضهما بمواقف متناقضة”.
هل تتهرب الحكومة الإيرانية من المحاسبة؟
أكد رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام في حواره مع “أخبار الآن”، أن “الحكومة الإيرانية مدركة كلمات قائد الحرس الثوري… وأنه يترتب عليها عقوبات لأنه أكد مشاركة الحرس في عمليات ضد المدنيين الإسرائيليين وهذه لها عواقب أخرى، كما أن الحرس الثوري يصرح بهذه العملية بغية كسب الشعبية في العالم العربي”.
وعن انتهاء الحرب، وإعادة الأعمار، قال “الشليمي” إن عملية إعادة إعمار غزة لن تكون سهلة، حيث قد يستغرق سنوات، مضيفًا: “إسرائيل حققت أهدافها عبر الدعم الإيراني لحماس وإيهامها لجرها إلى معركة مع عدم الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل، كما أن إيران طعنت حماس في الظهر… إيران قالت إنها سوف تدعم حماس… ووعدت بتحرك الحوثيين وحزب الله، والميليشيات العراقية، وبعدها تخلت عنهم وتركتهم وحدهم في الميدان”.
تأكيد ونفي
كان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف قال إن الهجوم الذي شنته كتائب عز الدين القسام في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مستوطنات ومقرات عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة كانت إحدى عمليات الثأر لاغتيال سليماني.
وردت حركة حماس سريعًا بنفي صحة ما ورد على لسان شريف بشأن دوافع عملية طوفان الأقصى؛ مؤكدة أنها “جاءت ردا على الاحتلال وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني”.
وقالت حماس، في بيان، إنها أكدت مرارا دوافع وأسباب عملية “طوفان الأقصى” وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى، وشددت على أنّ “كل أعمال المقاومة الفلسطينية تأتي ردا على وجود الاحتلال، وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني ومقدساته”.
من ناحيته دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، عن “أخلاقية” الحرب التي تخوضها القوات الإسرائيلية ضد حركة حماس في قطاع غزة رافضا اتهامات جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب “إبادة ضد الشعب الفلسطيني”.
وصرح نتنياهو لدى بدء اجتماع لحكومته في تل أبيب “سنواصل حربنا الدفاعية التي لا مثيل لعدلها وأخلاقيتها”، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يتصرف “بأكبر قدر ممكن من الأخلاقيات” في قطاع غزة.
وقال إن الجيش “يبذل كل ما بوسعه لتفادي إصابة مدنيين، فيما تفعل حماس كل ما أمكنها لإلحاق الأذى بهم وتستخدمهم دروعا بشرية”.
وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يترافق منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية عن مقتل 21822 شخصا معظمهم نساء وأطفال، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد.