تايوان.. انتخابات رئاسية تحت أنظار الولايات المتحدة والصين
- لماذا تحظى الانتخابات في تايوان باهتمام العالم؟
- كيف سيكون لهذه الانتخابات أثر حاسم في العلاقات مع الصين وكذلك على جيران تايوان؟
- لماذا تخشى الصين لاي تشينج-تي؟
اهتمامُ واسع اجتذبته الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تايوان، والتي أجريت السبت وسط ضغوطات بكين لدفع الجزيرة إلى قبول سيادتها عليها، والتي شهدت فوز لاي تشينغ-تي الذي تصفه الصين بأنه “خطر جسيم”، بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان.
وصوت ملايين التايوانيين لانتخاب رئيسهم المقبل على الرغم من التهديدات المتزايدة للصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها وتتوعد “بسحق” أي محاولة للاستقلال.
وفي هذا الإطار، تُشير الكثير من التقارير العالمية والمُحللين إلى تداعيات كبيرة قد تطرأ على طبيعة العلاقة بين تايوان والصين، – على خلفية الانتخابات -، والتي ربما تؤدي نتائجها إلى تفاقم التوترات بينهما، خاصة بعد فوز لاي تشينغ-تي عن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، والذي كانت تخشى الصين توليه المنصب.
الانتخابات.. تأثير حاسم في العلاقات مع الصين
وحول هذا الموضوع، تواصلت “أخبار الآن“، مع د. ريتشارد ويتز، مدير مركز التحليل السياسي والعسكري بمعهد هدسون، والذي سلّط الضوء على الأزمة بين الصين وتايوان، في ظل التجاذبات والضغوطات الأمريكية على الصين، الرامية لعدم التدخل الخارجي في شؤون الجزيرة السياسية.
وإلى ذلك، قال ويتز إن: “الصين تعتقد أن سياساتها قد تُضعف وحدة تايوان، فيما تُكثف العديد من الدول جهودها لدعم الجزيرة، من أجل حصولها على حكمٍ ذاتي”.
وتابع: “من خلال التلاعب المتعمد، يأمل صناع السياسة لدى الصين في الحصول على تنازلات تتمثل في تقليل نقل الأسلحة الأمريكية إلى تايوان، وتقليل تمثيل تايبيه في المؤسسات المتعددة الجنسيات، وغير ذلك من الاتصالات مع المسؤولين الأجانب”.
يضيف ويتز أن: “الصين تُحاول أن تتحدى التحالفات والشركاء الأمريكيين في آسيا، عبر تقويض إيمانهم بمصداقية ضمانات الدفاع الأمريكية”.
ولفت مدير مركز التحليل السياسي والعسكري بمعهد هدسون إلى أن: “الصين ترغب في جعل تايوان واليابان وغيرهم، يشُكّوا في أن القوات الأمريكية ستقاتل نيابة عنهم في مواجهة عسكرية مع بكين، في حين سعّت السلطات الصينية بالوقوف ضد تفسيرات أكثر إيجابية، معنية بعزل تايوان”.
لماذا تخشى الصين من لاي تشينغ تي؟
وسعى الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، الذي يدافع عن الهوية المنفصلة لتايوان ويرفض مطالبات الصين الإقليمية، إلى الفوز بولاية ثالثة مع مرشحه نائب الرئيس الحالي لاي تشينج تي.
وفي الفترة التي سبقت الانتخابات، نددت الصين مراراً وتكراراً بـ لاي ووصفته بأنه انفصالي خطير، ورفضت الدعوات المتكررة منه لإجراء محادثات.
ويقول لاي إنه ملتزم بالحفاظ على السلام عبر مضيق تايوان، ومواصلة تعزيز دفاعات الجزيرة.
وحول هذه النقطة، أكد ويتز لـ “أخبار الآن” أن: “لا تشينغ تي، ضغط بشدة من أجل أن تنال جزيرة تايوان حكمًا ذاتيًا، وفصل تايوان عن البر الرئيسي الصيني”.
تهديدات صينية
ومن حين لآخر، تقوم الصين بعمل مناورات عسكرية بمحيط جزيرة تايوان، ما يزيد من الاستفزازات، إذ تواصل الصين تهديداتها تلك، أملًا في “إعادة توحيد” الجزيرة.
وتقع تايوان ضمن ما يسمى بـ “سلسلة الجزر الأولى“، والتي تتضمن قائمة من المناطق الصديقة للولايات المتحدة والتي تعتبر ضرورية لسياسة واشنطن الخارجية في المنطقة، كما أن سلوك الصين العدواني المتزايد في بحر الصين الجنوبي جعل تايوان أكثر أهمية في حسابات الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، قال ويتز: “المسؤولون الأمريكيون اشتكوا مرارًا من الأنشطة العسكرية التي تشنها الصين في محيط الجزيرة”.
وأضاف – في معرض حديثه -: “الولايات المتحدة سعت في ظل إداراتي بايدن وترامب إلى تعميق التعاون الثنائي مع تايوان، وتوسيع علاقاتها المتعددة الأطراف مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها”.
الاقتصاد والتكنولوجيا.. مطامع صينية
واستمرارًا لاستعراض أهمية تايوان الاستراتيجية بالنسبة للصين، يشكل اقتصاد تايوان عاملاً آخر.
فالكثير من الأجهزة الإلكترونية حول العالم (هواتف – سيارات كهربائية – رقائق الكمبيوتر) صُنعّت في تايوان، فشركة تايوانية واحدة وهي (الشركة التايوانية لتصنيع أشباه الموصلات أو TSMC) تُسيطر على أكثر من نصفِ السوق العالمية.
وكثفت واشنطن جهودها في السنوات الأخيرة، من خلال ضوابط التصدير والقيود الأخرى، للحد من وصول الصين إلى التكنولوجيا التي يمكن أن تسمح لها بمطابقة التقدم الذي حققته الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجال الرقائق الدقيقة، بما في ذلك تايوان.
الأحزاب المشاركة في الانتخابات
وتنافس في هذه الانتخابات الأحزاب الـ 3 الرئيسية في تايوان، وهي الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، وحزب الكومينتانغ (KMT)، وحزب شعب تايوان (TPP)، الذي تأسس في عام 2019 فقط.
ويؤيد الحزب التقدمي الديمقراطي هوية تايوان المنفصلة عن الصين، ويرفض مطالبات بكين بالسيادة قائلًا إن: “شعب تايوان وحده هو الذي يمكنه أن يقرر مستقبله”.