تحرير الرهائن من بين أهداف إسرائيل في الحرب التي اندلعت في غزة
دخلت الأحد، الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة يومها المئة، مع سقوط مزيد من القتلى المدنيين في القطاع وازدياد القلق لدى عائلات رهائن إسرائيليين على مصير أبنائهم.
والأحد واصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة الذي يواجه سكانه أزمة إنسانية كبرى، في حين يفاقم النزاع المستمر التوترات الإقليمية.
وبمناسبة مرور مئة يوم على خطفهم، نظّمت الأحد مبادرات تضامنية مع الرهائن الذي ما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني لدى حماس وحلفائها.
لكنّ المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، أبو عبيدة قال الأحد “على الأغلب، سيكون العديد منهم (الرهائن) قد قتل مؤخرا، فيما لا يزال الباقون في خطر داهم وكبير كل ساعة، وقيادة العدو وجيشه يتحملون كامل المسؤولية”.
وليل الأحد نشرت كتائب عز الدين القسام مقطع فيديو يظهر فيه ثلاثة رهائن إسرائيليين على قيد الحياة ممّن اختطفتهم في هجومها على إسرائيل.
وفي التسجيل المقتضب يظهر الرهائن الثلاثة وهم رجلان وامرأة، كلّ بمفرده، معرّفاً عن نفسه بالعبرية ومطالباً السلطات الإسرائيلية بالعمل على إعادته إلى دياره. ولم يتّضح في الحال متى التقطت هذه المشاهد.
وتحرير الرهائن من بين أهداف إسرائيل في الحرب التي اندلعت في غزة إثر هجوم شنته (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وخلّف نحو 1140 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.
واحتُجز نحو 250 شخصا رهائن خلال الهجوم، كما تقول إسرائيل التي تؤكد أن 132 منهم ما زالوا في غزة. وتأكد مقتل 25 منهم. وأُطلق سراح أكثر من مئة رهينة خلال هدنة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بناء على وساطة قطرية.
وردا على الهجوم توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس، وتشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وهجوما بريا. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 23968 قتيلا و60582 جريحا، معظمهم من النساء والأطفال.
“لن نتخلى عن أحد”
في إسرائيل، ما زالت عائلات الرهائن تحاول الضغط على الحكومة لإعادتهم، عبر تحركات عملية أحيانًا ورمزية.
وأعلن أكبر اتحاد للنقابات في إسرائيل (الهستدروت) أن مئات الآلاف نفّذوا إضرابا لمئة دقيقة الأحد في مرور مئة يوم على احتجاز الرهائن.
وتجمع العشرات في ساحة سميت “ساحة الرهائن”، حمل بعضهم بالونات صفراء اللون الذي أصبح رمزا للأسرى، والبعض الآخر رفع لافتات تحمل صورهم.
وقال أميت زاخ خلال مشاركته في التجمّع في تل أبيب “مر مئة يوم ولا زالوا متروكين هناك… مر مئة يوم ولا مؤشر لعودتهم”.
وقال بشير الزيادنة (27 عاما) الذي يحتجز عمه وابن عمه يوسف وحمزة الزيادنة (53 و22 عاما)، إن جل ما يتمناه هو معانقة أحبائه و”إخبارهم أن كل شيء قد انتهى”.
وعلى هامش اجتماع لمجلس الحرب قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “لن نتخلى عن أحد. نبذل قصارى جهدنا لإعادتهم إلى الوطن. أشدد: كلّهم من دون استثناء”.
الحرب “الأصعب”
وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان صباح الأحد فوق مدينتي رفح وخان يونس بجنوب القطاع كما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وذكر المكتب الإعلامي لحكومة حماس أن أكثر من 100 شخص قتلوا في القصف الليلي في أنحاء القطاع، بما في ذلك في خان يونس كبرى مدن الجنوب، والتي تشكّل منذ أسابيع محور العمليات الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة إنه يركز عملياته ضد حماس في هذه المدينة حيث يحتشد مئات الآلاف من المدنيين بعد فرارهم من القصف المكثف في شمال القطاع في بداية الحرب.
وأعلنت إسرائيل مقتل جندي الأحد ليرتفع إلى 188، عدد عسكرييها الذين قتلوا منذ بدء العمليات البرية في غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وبعيد بدء الحرب، أطبقت إسرائيل حصارها المفروض على القطاع، ما تسبّب بنقص خطير في الغذاء والوقود والمواد الأساسية في جميع أنحاء قطاع غزة.
وتزيد موجة البرد والأمطار التي تهطل في المنطقة صعوبة الحياة اليومية للعائلات التي تخيم في ساحة مجمع النصر الطبي. وقالت نبيلة أبو زايد (40 عاما) بأسف “إلى أين نذهب؟”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1,9 مليون شخص أو نحو 85 بالمئة من السكان، اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ويلجأ كثيرون إلى رفح أو إلى مناطق أخرى في جنوب هذه المنطقة الصغيرة، بينما تكرر وزارة الصحة غياب البنى التحتية الكافية لاستيعاب النازحين.
وفي رفح، قرب الحدود مع مصر، قالت ليغة جابر التي أرغمت على ترك قريتها جولس في عسقلان إبان نكبة 1948، إنها تذكر مآسي تلك الحقبة، وأكدت في تصريح لوكالة فرانس برس وهي جالسة في منزل يؤوي نازحين في مدينة رفح محاطة بعشرات الأشخاص بينهم أولادها وأحفادها، إن “هذه الحرب أصعب من كل الهجرات”.
وقُتل “في شمال قطاع غزة” صحافي فلسطيني يبلغ 28 عاما يعمل لدى قناة “الغد” التلفزيونية ومقرها في القاهرة، بحسب هذه الوسيلة الاعلامية التي عزت مصرعه إلى قصف للجيش الإسرائيلي.
توترات إقليمية
وخارج غزة، يؤجج النزاع العنف الإقليمي لا سيما هجمات تشّنها مجموعات حليفة لحماس.
في إسرائيل قُتلت إسرائيلية وابنها بصاروخ أطلق الأحد من لبنان أصاب منزلهما في قرية كفر يوفال الحدودية في شمال إسرائيل، بحسب الجيش والسلطات المحلية.
وأعلن حزب الله المدعوم من إيران شن ستة هجمات ضد الأراضي الإسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه قتل ليلا ثلاثة مسلحين قاموا بالتسلل عبر الحدود من جنوب لبنان.
ويستمر التوتر الحدودي بين إسرائيل ولبنان، وسط مخاوف متزايدة من اتساع نطاق التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
والأحد اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ان إسرائيل “فشلت” في تحقيق أهدافها في قطاع غزة.
وقال “ما أنجز العدو خلال مئة يوم سوى القتل (…) لكنه لم يصل إلى أي نصر حقيقي. ولم يصل إلى صورة نصر. وفشل في تحقيق الأهداف المعلنة وشبه المعلنة والضمنية”.
كذلك يزداد التوتر في البحر الأحمر حيث يسود تخوّف من التصعيد بعد ضربات أميركية وبريطانية استهدفت الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران الذين يشنّون هجمات في البحر الأحمر ضد السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
والأحد أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن غارات أميركية بريطانية جديدة استهدفت محافظة الحديدة في غرب اليمن، لكنّ مسؤولًا أميركيًا نفى الأمر.
إلى ذلك، تشهد الضفة الغربية المحتلة توترا متصاعدا منذ اندلاع حرب غزة.
واعتقل الجيش الإسرائيلي فجر الأحد، في الضفة شقيقتي صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي اغتيل في لبنان مطلع الشهر الحالي بضربة جوية نسبت لإسرائيل، بحسب نادي الأسير الفلسطيني وعائلتيهما.
كذلك، قُتل خمسة فلسطينيين الأحد برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بينهم فتى يبلغ 16 عاما قتل قرب أريحا واثنان قرب مدينة الخليل، وفق ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.
وعما حصل قرب الخليل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “سيارة فلسطينية اخترقت حاجزا للجيش الإسرائيلي بالقرب من مستوطنة ميتزاد”، وأضاف “لاحق الجنود مركبة الإرهابيين الذين أطلقوا النار باتجاه القوات، ردا على ذلك أطلق الجنود النار في اتجاه الإرهابيين وقاموا بتحييدهم”.