حقوقي وكاتب سياسي: النظام في إيران أبدى عداوته للجامعات والطلاب منذ وصوله إلى السلطة
استمرارًا لانتهاكاته بحق طلاب الجامعات، يواصل النظام في إيران قمع الحريات عبر استحداث استراتيجيات وأساليب تزيد من تضييق الخناق والضغط الأمني على المواطنين.
آخر تلك الاستراتيجيات، كان الإعلان عن تشكل مجموعة جديدة تابعة لإدارة “الحرس السلوكي” في الجامعة، بغرض مراقبة سلوك الأساتذة والطلاب الجامعيين، ومن بين صلاحياتها هي منع الطلاب والأساتذة من دخول الجامعة أو طردهم من حرم الجامعة، في حال رأوا ما يُبرر ذلك، بحسب ما نُشر عبر “إيران إنترناشيونال“.
وفي هذا الصدد، لاقى القرار الجديد، انتقادات من قبل نشطاء ومراقبون للشأن الحقوقي والطلابي في إيران، مؤكدين أن هذه الخطوة “تُطبق حاليًا على الأقل في أكثر من 10 جامعات داخل إيران.
خوف نظام إيران من الطلاب والجامعات
وللتعليق على هذا الإجراء، تواصلت “أخبار الآن” مع الحقوقي والكاتب السياسي الإيراني، إيراج مصداقي، الذي قال إن: “النظام الإيراني أبدى عداوته للجامعات والطلاب منذ الأيام الأولى لوصوله إلى السلطة، كما ينعكس ذلك في رؤية الخميني للجامعات باعتبارها حسبما يقول أسوأ مركز لتدمير السلطة”.
وتابع: “في عام 1980 هاجم النظام الإيراني الجامعات تحت ما سُمي بالثورة الثقافية، وقتل وجرح المئات من الطلاب، قبل أن يتم إغلاق الجامعات لـ 3 سنوات، وطرد عشرات الآلاف من الطلاب، واعتقال آخرين وسجن وإعدام الآلاف منهم أيضًا”.
وأضاف مصداقي: “منذ وصول النظام الإيراني إلى السلطة، اعتبر حكام طهران الجامعات والطلاب خطرًا كبيرًا عليهم، وحاولوا منذ البداية إنشاء مؤسسات قريبة من النظام في الجامعات وقد تشكلت حركة احتجاجية طلابية في عام 1999 في طهران، وقوبلت بقمع وحشي”.
كما أشار الحقوقي والكاتب السياسي الإيراني إلى أن: “لدى الحرس الثوري الإيراني قسم خاص يُسمى الباسيج في الجامعات يتحكم في الطلاب والأساتذة على حدٍ سواء، وكل هذه الإجراءات، تأتي استمرارًا للسياسية التي اتبعها النظام الإيراني للسيطرة على الجامعات والطلاب”.
كيف يخدع النظام الإيراني شعبه؟
أيضًا تواصلت “أخبار الآن” مع مدير المركز العربي للبحوث والدراسات في القاهرة، والخبير والباحث في العلاقات الدولية والشأن الإيراني، هاني سليمان، الذي قال إن: “هذا السلوك من جانب جامعة مشهد الإيرانية، يؤكد على استمرار النظام الإيراني في تضييق الخناق على الطلاب والأساتذة الجامعيين، كما أنه لا مجال لتراجع النظام عن مثل هذه الإجراءات الرامية للانغلاق وتجنيب المجتمع على الانفتاح”.
وأضاف سليمان: “النظام الإيراني مُقدم على المزيد من الإجراءات القمعية، ويسعى لابتكار أفرع مماثلة للحرس السلوكي بالهدف ذاته، ولكن بتسميات جديدة”.
كما لفت الباحث في العلاقات الدولية والشأن الإيراني، إلى أن: “تراجع الاحتجاجات يدفع النظام إلى خداع الشعب والعودة للخط الأساسي الهادف إلى تضييق الخناق على المجتمع”.
أيضًا أوضح هاني سليمان في معرض حديثه، أن: “النظام استفاد بالتغيرات الإقليمية والدولية كحرب غزة وحرب أوكرانيا، وانشغال المجتمع الدولي بمثل هذه الأمور، وأصبح يمضي قدمًا في خططه التي تستهدف التحكم بالمجتمع الإيراني”.
وبحسب “إيران إنترناشيونال”، من بين هذه الجامعات التي تواجه قمع النظام الإيراني: جامعة طهران وشريف وعلم صعنت وآزاد وجامعة أصفهان للتكنولوجيا وجامعة تشابهار.
والعام الماضي، تعرض العديد من طلاب وأساتذة الجامعات إلى المضايقات، أو تم إيقافهم عن الدراسة؛ بسبب شكل لباسهم أو مظهرهم. وفي بعض الحالات، تم حرمانهم من حقهم في السكن التابع للجامعات.
وتضاعفت الإجراءات الأمنية من قِبل قوات الأمن ومسؤولي الجامعات بعد الانتفاضة الثورية للإيرانيين العام الماضي، واتساع نطاق الاحتجاجات الطلابية، ونتيجة لذلك، تم اعتقال واستدعاء آلاف الطلاب في جميع أنحاء إيران، أو إيقافهم عن الدراسة أو حظرهم من قبل اللجان التأديبية.
ومنذ سبتمبر من العام الماضي، تم نشر العديد من التقارير حول تعامل سيئ مع الطالبات الرافضات للحجاب الإجباري وتعرضن للفصل والإيقاف، كما حرمن من البقاء في السكن الجامعي.