اغتيالات متتالية لقيادات رفيعة المستوى من الحرس الثوري الإيراني في سوريا
لقي مسؤول في استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه وثلاثة عناصر أخرى السبت حتفهم في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في دمشق كان يستضيف “اجتماع قيادات مقربة من إيران”.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني ارتفاع عدد القتلى من عناصره إلى خمسة بعدما كان أفاد سابقا عن مقتل أربعة مستشارين عسكريين في الضربة التي اتهم إسرائيل بشنها.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الحرس الثوري الإيراني قوله إن خامس القتلى هو عضو في قوة النخبة توفي متأثرا بإصابته في هجوم صاروخي إسرائيلي.
ما الذي يفعله كل هؤلاء الضباط العسكريين والمخابرات الإيرانيين رفيعو المستوى في سوريا وإلى متى؟
وإلى أي مدى تنازل النظام عن السيادة السورية للقوى الإيرانية الأكثر تدخلاً؟
وهل هناك درجة لتحمل سوريا الإيرانيين؟
تحمل النظام السوري مسؤولية وجود إيران
حول هذا قال عمر أبو ليلى أن “النظام هو من فتح الباب للميليشيات للقدوم إلى سوريا ونتذكر حين استقدم حزب الله وزينبيون وفاطميون تحت مظلة الحرس الثوري الإيراني، والنظام أوكل أمر حمايته للروس والروس ليس لديهم سلطة على الميليشيات وتم توثيق مراحل صدام بين القوات الروسية والميليشيات”.
وأكمل “هي خطة وضعت من قبل قاسم سليماني بالسيطرة على تلك المنطقة الحدودية الجغرافية حيث يريدون أن ينشؤوا تكتلاً يشبه تكتل ميليشيا حزب الله في لبنان ولكن هذه المرة في العراق ولبنان
لا يمكن لبشار الأسد أن يقصي هذه الميليشيات من سوريا وخصوصاً في هذا الوقت”.
وأضاف “بشار الأسد يستفيد مما يجري ضد إسرائيل من تغذية بما يقوله حول الدفاع عن القضية الفلسطينية وهو بعيد كل البعد عن ذلك، عشرات الملايين من السوريين هٌجروا بسبب الأسد والميليشيات بالإضافة إلى الروس، فلا يمكن لبشار الأسد أن يحجم الميليشيات في سوريا، حتى أن الروس اصطدموا مرات عديدة مع هذه الميليشات لكن دون نتيجة”.
الاغتيالات المتتالية للقيادات في الحرس الثوري الإيراني في سوريا
حول هذا الموضوع قال عمر أبو ليلى مدير شبكة دير الزور 24: “ما جرى في الأسابع القليلة الماضية من استهداف لقيادات رفيعة المستوى في ميليشيا الحرس الثوري داخل سوريا بشكل مباشر يدل على غختراق كبير لهذه الميليشيات ونظام الأسد ومن الواضح أن إسرائيل أن لديها بنك من الأهداف.. حينما تستهدف قيادات رفيعة المستوى كما حصل في الأيام الماضية والذي شهدت اغتيال أكثر من 4 قيادات مهمة في الحرس الثوري منها الحاج صادق وأيضًا القيادي البارز في حماس الذي قتل في ريف دمشق حسن عكاشة وطارق زادة والموسوي”.
وأضاف: “يبدو أن إسرائيل مصممة على إرسال رسالة مباشرة ليس فقط باستهداف القيادات بل موجهة لنظام الخامنئي، بأن أي محاولة من قبل الميليشيات بتصعيد الوضع ضد إسرائيل على الجبهات المقابلة لها سيقابل بمزيد من الاغتيالات وتم مؤخراً عملية استهداف لأحد أهداف حزب الله وهو من الدائرة الضيقة لحسن نصرالله”.
وأكمل: “يبدو أن إسرائيل لديها معلومات مهمة حول تحرك هذه القيادات التي تحاول إخفاء نفسها في المعركة الدائرة ولكن هذه الاغتيالات تظهر أنهم جميعاً تحت مرمى النيران الإسرائيلية ومحاولات دعم الميليشيات الإيرانية في المنطقة بسوريا والعراق ولبنان يقابل بشكل مباشر من قبل إسرائيل باغتيالات بالصفوف الأولى من هذه الميليشيات”.
هجوم دمشق وأهمية الشخصية المستهدفة
قال عمر أبو ليلى حول المستشار الذي اغتيل في سوريا مؤخراً: “هذا المستشار لم نكن تعرف صورته إلا ما بعد اغتياله، وهو لايقل رتبة عن الموسوي الذي اغتيل منذ بضعة أسابيع في دمشق والذي يعتبر الذراع الأيمن لقاسم سليماني”.
وأضاف: “هو ليس فقط مستشار بل صندوق أسود من المعلومات والاستخبارات لهذه الميليشيات وهو هدف مهم جداً وتم استهدافه في العاصمة دمشق حيث كان ينسق الجانب الاستخباراتي بين الميليشات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان وكان حلقة الوصل بينها ويرأسها في التوجيهات بمرحلة تصعيد الحرب والاستهدافات ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق وضد إسرائيل”.
وأكمل: “تنحيته عن الصراع الحاصل تمت لأنه يؤثر بشكل مباشر على هذه الميليشيات المتموضعة سواء في العراق أو في سوريا أو حتى في لبنان، فأسخن الجبهات هي ميليشيا حزب الله ثم الميليشيات المدعومة من إيران في شمال شرق سوريا في دير الزور أو حتى في العراق التي دائماً ما تستهدف القواعد الأمريكية المتواجدة هناك”.
بنك المعلومات الإسرائيلي
حول ماهية وجود بنك أهداف لإسرائيل في سوريا ولبنان أضاف أبو ليلى: “أعتقد أن إسرائيل بعد أكثر من 107 أيام من الحرب بينها وبين حماس اكتشفت أن المرحلة المقبلة سوف تذهب غلى تنحية وتصفية عدد من قيادات الميليشيات”.
وأردف: “نتكلم عن بنك من الأهداف لإسرائيل في سوريا ولبنان أما بالنسبة للعراق نتكلم عن الوجود الأمريكي وسجل في الأيام الماضية أن القوات الأمريكية بعد ضبط للنفس لوقت طويل تمكنت من تنحية أحد مسؤولي الحشد الشعبي”.
وواصل: “كم القيادات التي تم اغتيالها بالشهرين الماضيين يدلل على المعلومات الكبيرة التي تمتلكها إسرائيل وبالنسبة للمرحلة بعد الحرب الجارية فإن إسرائيل ستسعى لضبط الحدود المباشرة مع لبنان وسوريا”.
الوجود الإيراني داخل سوريا
حول الوجود الإيراني في سوريا قال عمر أبو ليلى: “هو مغذي للميليشات المتواجدة في سوريا والعراق ولبنان، فالمستشار لا يتواجد في بلد لسنوات طويلة، هو منسق للميلشيات لضرب حتى الدول المجاورة، ونتكلم حتى عن الضرر الذي حدث مع دول أخرى مثل الأردن”.
وأكمل “الاستهدافات الأخيرة لإسرائيل، تؤكد أنها تريد تحييدهم عن الشر الذي يمارسونه ضد المنطقة، لكن لا أعتقد أن إسرائيل مهتمة بشكل أكبر بتنحية هذه الشخصيات أكثر مما هو مرتبط بالحرب مع حماس فإسرائيل تستطيع الوصول لهذا الشخصيات أينما وكيفما تشاء وهي تملك معلومات عن هذه الشخصيات في حال قررت الذهاب لمرحاة تصعيدية أكبر”.
إضعاف التواجد العسكري الإيراني في سوريا
أضاف أبو ليلى أن الضربة الأخيرة في دمشق كانت موجعة لإيران وأكمل: “لنكون منطقيين فإن الميليشيات المدعومة من إيران عملت على تقوية نفوذها في المنطقة منذ أكثر من 4 سنوات نتكلم عن الحرس الثوري منذ أن دخلوا مع الروس بحجة القضاء على داعش في شمال شرق سوريا سيطرو على أكثر المناطق الاستراتيجية في الحدود السورية مع العراق والتي هي مشروع قاسم سليماني بوصل العراق مع سوريا وما يعرف بالهلال الشيعي”.
وأضاف ” اليوم تم إدخال 3 شاحنات مغلفة بالكامل بترفيق أمني من عناصر حزب الله في مدينة البوكمال وهذا يدل على أنهم مستمرون في جلب دعم عسكري من جبهات أخرى إلى سوريا ولبنان في مناطق ساخنة”.
وأكمل “هناك قوة عسكرية عملت على نفسها خلال السنوات الماضية لمنها تحتاج وقتاً حتى تتعافى وتستطيع أن تنهج سياسة مختلفة للتعامل مع إسرائيل، فلا يمكن لهذه الميلشيات أن تستمر بنفس الزخم الذي كان لديها قبيل اغتيال هذه الشخصيات كما حصل قبل أيام فهذه بالفعل ضربة موجعة، وعلى سبيل المثال من اغتيال سليماني حتى اليوم كم سمعنا من هذه الميليشيات عن الانتقام من القوات الأمريكية وإسرائيل فلم يرى منهم سوى الكلام والبروباغندا تم ممارستها أكثر من الممارسة على الأرض”.