باحث في الشأن الإيراني: منع روحاني من الترشح جاء بسبب خوف النظام الإيراني
قبل يومين طفا على السطح بشكل واضح، الصراع بين قيادات النظام الحاكم في إيران، بعد رفض مجلس صيانة الدستور، ترشح الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، لولاية جديدة في مجلس خبراء القيادة – الذي يُعين المرشد الأعلى بعد 24 عامًا من انتسابه له -.
وذكر الموقع الرسمي لروحاني على الإنترنت أن أعضاء مجلس صيانة الدستور المسؤول عن التدقيق بالترشيحات “لم يوافقوا” على ترشحه لولاية جديدة في مجلس خبراء القيادة.
وإلى ذلك وصف روحاني رفض “مجلس صيانة الدستور” لترشحه، بكونه سيقوض ثقة الشعب في النظام، كما اتهم روحاني “الأقلية الحاكمة” بالسعي إلى تقليل مشاركة الشعب في الانتخابات “حتى يتمكنوا من تحديد مصير الشعب” لوحدهم.
أبعاد وأسباب منع روحاني
حول هذا الموضوع، تواصلت “أخبار الآن” مع مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، والباحث في العلاقات الدولية والشأن الإيراني، هاني سليمان، والذي علّق على منع ترشح روحاني قائلًا: “الهدف الرئيسي من ذلك هو محاولة إقصاء بعض الرموز ممن لديها تأثيرًا ذات ثقل في التيار الإصلاحي”.
وأضاف سليمان: “النظام الإيراني ومنذ السنوات الماضية، يريد إقصاء العديد من الأطراف، كي ينفرد بالسلطة وقيادة مؤسسات الدولة السياسية، فيما يُحاول نوعًا ما لتمكين المتشددين لصياغة سياسة الدولة الخارجية ومنها ما هو متعلق بالأمور الداخلية، وتحديدًا فيما يخص مواجهة الاحتجاجات وقمع المعارضة”.
وتابع: “هناك الكثير من الرموز ممن تُشكل خطراً على النظام، وقد يُشكل وجودها موقع جذب للمعارضين”.
ولفت مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة إلى أن: “منع روحاني من الترشح يعكس أن إيران ستشهد خلال الانتخابات بالفترة المقبلة، سواء التشريعية أو البرلمانية، – ستشهد – إقصاءً استباقيًا لبعض المترشحين، عبر اتخاذ إجراءات أشد وطأة مقارنة بما حدث في المرة السابقة، من أجل هيمنة التيار المتشدد على جميع مؤسسات الدولة، علاوة على سيطرتهم على السلطة القضائية”.
صراع الأجنحة
وفيما يتعلق بصراعات الأجنحة في الداخل الإيراني، قال سليمان: “هناك تزايد مهم في هذه الصراعات بكل تأكيد، وذلك نتيجة عدة عوامل، منها زيادة الاحتجاجات وخوف النظام على مستقبله، ومخاوف من تحرك بعض الأطراف من الأصوليين وانتقالها إلى التيار الشعبي أو التعاطف معه”.
وواصل حديثه قائلًا: “لذلك يعمل النظام باستمرار على إزالة كل هذه الهواجز، ربما من خلال قطع صلة القيادات بالشارع تمامًا”.
وفي هذا السياق، لفت الخبير في الشأن الإيراني إلى أن: “النظام الإيراني عانى خلال السنوات السابقة من وجود توازنات معينة بين الأجنحة المختلفة في الداخل، ما أحدث تناقضات في المواقف الداخلية، وهو ما يحاول النظام تجنبه”.
كما أشار سليمان إلى أن: “منصب المرشد الأعلى هو الأكثر أهمية والأكثر من حيث الصلاحيات لدى النظام الإيراني، سواء كان من الناحية السياسية أو الدبلوماسية أو الأمنية”.
وتابع: “لذلك هناك محفزات كثيرة للصراع على هذا المنصب، خاصة مع معاناة إيران من حالة الفراغ التي يعيشها النظام مع عدم وجود قيادة ثقيلة تستطيع طرح نفسها لهذا المنصب”.
السعي لولاية جديدة
وكان الرئيس السابق الذي انتخب لأول مرة لعضوية الهيئة في 1999، قد أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر سعيه لولاية جديدة.
شغل روحاني منصب رئيس إيران بين الأعوام 2013 و2021. ومنذ مغادرته المنصب انتقد صراحة الإدارة المحافظة لخلفه إبراهيم رئيسي والحرس الثوري، أحد ركائزها الأساسية.
ويتولى مجلس خبراء القيادة المؤلف من 88 عضوا انتخاب المرشد الأعلى الذي له الكلمة الفصل في جميع شؤون الدولة في إيران.
والمرشد الأعلى منذ 1989 هو آية الله علي خامنئي، البالغ من العمر حاليا 84 عاما.
وكثيراً ما استخدم النظام فقدان الأهلية لأسباب فنية زائفة كوسيلة لمنع معارضي النظام من الترشح للانتخابات.