هنا في مستشفى شهداء الأقصى، تقضي غالبية النساء المصابات جرّاء الحرب أيّامهن، يناشدن مدّ يد العون لهن لانتشالهن من ذلك الجحيم.. أخبار الآن تجولت في أروقة ذلك المستشفى حيث التقت بمجموعة من السيّدات الناجيات. لكلّ واحدة منهن قصة مأساوية، وكذلك حلم وطلب يخشين أن يتبدد هو الأخر تحت القصف في أيّ لحظة…
نوال خسرت قديميها
البداية كانت مع نوال جابر، وهي سيّدة من مخيم البريج أصيبت يوم 20 نوفمبر الماضي، وأسفرت غصابتها عن بتر ساقيها. تقول نوال لـ “آخبار الآن”: “كنت أنهت إعداد الطعام وكنت أهم بالصلاة لكن فجأة سمعت دويّ انفجارات، فسقطت على الأرض ومن فوقي أحجار المنزل… أُحضرت إلى المستشفى وهنا قام الأطباء ببتر ساق .. حلمي ومطلبي هو السفر إلى الخارج لتركيب أطراف صناعية حتى أستطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي”.
حروق من الدرجة الرابعة
لم يختلف حال ياسمين العصار عن الأخريات كثيراً، فهذه السيدة التي كانت تمكث فى مخيّم النصيرات أصيبت في الرابع من يناير العام الجاري، وصنّفت الحروق في ساقيها على أنّها من الدرجة الرابعة. تقول ياسمين في حديثها لنا: “وضعي حرج للغاية، أُصبت بحروق خطيرة في ساقي بسبب بقايا الفسفور الحي”.
تتذكر ياسمين تفاصيل الإصابة قائلة: “كنت في الخارج لشراء العلاج وتمّ قصف البيت ولم أشعر بشيء بعد ذلك، استيقظت في المستشفى حيث الأطباء أوصوا بضرورة بتر الساقين، لكنّني رفضت حتى أخبروني بإمكانية تجميلها، لذلك أتمنّى السفر إلى الخارج لإجراء العملية، فأنا الآن لا يمكنني حتّى النظر إلى ساقي بسبب شدة التشوّهات فيها”.
تجدر الإشارة إلى أنّه وفقاً للأعداد المذكورة، فقد بلغ عدد مصابي حرب غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر وحتّى اليوم، 65087 إصابة، فيما خرج ما يقرب من 23 مستشفى في غزة من الخدمة بسبب القصف، بينما لا تغطي المساعدات الطبية التي تصل سوى 2 % من احتياجات القطاع الصحي.
وفي 12 ديسمبر تعرض منزل عبير الحواجري للقصف، ما أدى لإصابتها بسبعة كسور في مختلف أنحاء جسدها وتحديداً في العمود الفقري والحوض والساق والقفص الصدري، وقد فقدت القدرة على المشي. قصة عبير إبنة مخيم النصيرات، تحوّلت إلى أكثر مأساوية بعدما اكتشفت بالصدفة أنّها حامل بعد حرمان دام 3 سنوات، لكن سرعان ما تبدّدت فرحتها بعد أيّام معدودة عندما أخبرها الأطباء بتوقف نبض الجنين فجأة.
شاهدوا أيضاً: مرضى الكلى في رفح ودير البلح يتمنّون الموت.. أخبار الآن ترصد المعاناة عن قرب