داعش في أحدث تقرير أممي: تنظيم يعاني نقص التمويل وصراع القيادة
كشف تقرير أممي حديث عن تراجع نشاط تنظيم داعش في عدد من المناطق حول العالم ومعاناة التنظيم من صعوبات أمنية ونقص في التمويل فضلًا عن وجود صراعات نشبت بين أمراء بالتنظيم وبعضهم البعض، ووجود حالات انشقاق في أفرع تابعة للتنظيم في إفريقيا.
وذكر التقرير الثالث والثلاثون الصادر عن فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع لمجلس الأمن الدولي أن قيادة التنظيم العليا تعاني من صعوبات أمنية وتنظيمية وقد تُفكر في نقل مركز القيادة وثقله إلى منطقة أخرى خارج سوريا والعراق.
وأكد التقرير ما نشرته “أخبار الآن”، في أوقات سابقة، عن معاناة التنظيم من أزمة مالية، ووجود انقسام في قيادته بين العراق وسوريا، وتراجع نشاطه في إفريقيا، جزئيا، على عكس ما يدعيه التنظيم.
وأشار التقرير إلى مقتل خليفة داعش السابق أبو الحسين الحسيني بعد أشهر معدودة من تنصيبه واختيار أبو حفص الهاشمي القرشي خلفًا له، مؤكدًا أن هوية الخليفة الجديد لداعش لا تزال مجهولة ويرجح أنه من العراق أو سوريا وليس قياديًا أجنبيًا، لافتًا إلى اعتقال هيئة تحرير الشام لمتحدث التنظيم السابق أبو عمر المهاجر، كما ذكر التنظيم، الذي عين أبو حذيفة الأنصاري متحدثًا إعلاميًا بدلًا منه.
تراجع القدرات ونقص التمويل
ووفقًا للتقرير الصادر عن مجلس الأمن الدولي فإن قدرات داعش تراجعت بشكل واضح، خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك قدراته العسكرية والمالية، مقدرًا أعداد مقاتليه في سوريا بين 3 إلى 5 آلاف مقاتل يتركز أغلبهم في المناطق الريفية والنائية.
ونتيجة تقويض قدراته واغتيال العديد من قياداته البارزين بما في ذلك أبو سارة العراقي، أمير الإدارة العامة للولايات بالتنظيم والرجل الأقوى فيه سابقًا، أجرى داعش عملية إعادة هيكلة للإدارة العامة للولايات شملت دمج مكتبي العراق (بلاد العراق) والشام (الأرض المباركة) في مكتب واحد تحت قيادة أبو خديجة العراقي عبدالله مكي الرفيعي والي التنظيم في العراق وعضو اللجنة المفوضة للتنظيم.
ويعني دمج المكتبين في مكتب واحد تحت قيادة عبدالله مكي الرفيعي أن المجموعة العراقية في داعش حسمت الصراع لصالحها على حساب المجموعة السورية بعد خلافات حدثت بين الطرفين نتيجة الازدواج الإداري ووجود قيادتين إقليميتين إحداهما في العراق والأخرى في سوريا.
وسبق أن نفذت خلايا مرتبطة بـ”الرفيعي” هجمات ضد أفراد سابقين من داعش في مخيم الهول، وحدثت توترات بين ولاية العراق والشام بسبب هذه الهجمات، بجانب عدد من القضايا الأخرى من بينها عدم مشاركة الفرع العراقي بأي مقاتلين في الهجوم على سجن غويران، أوخر 2022 وأوائل 2023، فضلًا عن استئثار الفرع السوري باختيار وتنصيب الخلفاء دون إبلاغ القيادة العراقية وهو ما حدث حين تم تولية أبو الحسن الهاشمي، خليفة داعش الأسبق، منصبه.
ووسط هذه التوترات راجت أنباء عن وشاية بعض أفراد داعش الذين ألقي القبض عليهم بقادة التنظيم وهو ما أدى إلى استهدافهم وقتلهم.
وخسر التنظيم، في الأشهر الأخيرة، مجموعة من قادته وكوادره في العراق من بينهم والياه على ما يُسمى بولاية صلاح الدين وولاية شمال بغداد نتيجة حملات مكافحة الإرهاب التي تشنها القوات العراقية بالتعاون مع التحالف الدولي لدحر داعش، واستهدفت تلك الحملات الكوادر النشطة في التنظيم بجانب شبكات من الخلايا النائمة واللوجيستية التي تولت مسؤولية استضافة وإيواء أفراد التنظيم.
ومع ذلك، حافظ التنظيم على قيادته العراقية وهيكليته القيادية وإدارته لشؤون التنظيم في البلاد وأجرى تعديلات على هيكلية الاتصالات والأمن داخله حتى يحد من الخسائر التي يتكبدها، ويلعب أبو عبد القادر العراقي، جاسم خلف داوود رامز المزروعي، دورًا بارزًا في قيادة التنظيم هناك، كما قام التنظيم بتعيين واليان جديدان لصالح الدين وشمال بغداد.
وينشط التنظيم بالأساس في مناطق حزام بغداد وخصوصًا الطارمية، وفي مناطق بمحافظة كركوك منها وادي الشاي والمناطق المحيطة بجبال حمرين، وديالى وصلاح الدين ونينوى، بالإضافة لنشاطه في المناطق الحدودية غرب محافظة الأنبار حيث يتركز مابين 160: 200 مقاتل تحت قيادة نائب والي العراق حامد حسين العيثاوي، المكنى بأبي مسلم العراقي، بحسب تقرير مجلس الأمن الدولي.
أما في سوريا، فظلت البادية الملاذ المفضل والقاعدة العملياتية واللوجيستية للتنظيم حيث يتواجد ما بين 500: 600 مقاتل تابعين له وينشطون ما بين محافظات السويداء ودير الزور وحمص، وقام التنظيم بنقل بعض قادته وأفراده إلى مناطق الشمال الغربي من البادية السورية هربًا من حملات الملاحقة التي تشنها ضده هيئة تحرير الشام والتي أدت لمقتل العديدين منهم، أبرزهم خليفته السابق أبو الحسين الحسيني، وأمير الإدارة العامة للولايات أبو سارة العراقي.
أما في الجنوب السوري فنجح التنظيم في تأسيس نحو 20 خلية تابعة له يُقدر عدد مقاتليها بـ250: 300 مقاتل، يشنون هجمات لا يتبنى داعش أغلبها، ويحاولون تأسيس قاعدة ارتكاز عملياتية في العاصمة دمشق، كما أوضح التقرير.
ومن الجدير بالذكر أن والي داعش في درعا (الجنوب السوري) أسامة شحادة العزيزي قتل قبل أيام، في عمليات شنتها فصائل محلية في الجنوب السوري بمساندة اللواء الثامن المدعوم من روسيا، وهو ما لم ينص عليه التقرير الأخير الصادر عن فريق الدعم التحليلي بمجلس الأمن الدولي.
تراجع داعش في إفريقيا وضمور فرعه في اليمن
وعلى صعيد متصل، ركز التقرير على تراجع أفرع تنظيم داعش في إفريقيا ففي موزمبيق انخفضت حدة الهجمات التي تشنها جماعة أهل السنة والجماعة التي بايعت داعش وصارت تُعرف نفسها بولاية موزمبيق، ونجحت القوات الموزمبيقية المدعمة بقوات من تجمع الساداك SADC “مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية” في اغتيال رئيس عمليات الجماعة “بونوماد ماشودي عمر” الشهير بـ”ابن عمر”، الذي كان قائد عسكريا وقياديا كبيرا في الجماعة، وقائدين بارزين آخرين هما “أبو كيتال” و”علي ماهاندو”.
وألمح التقرير إلى أن “فريدو سليمان أرون” تولى منصب رئيس أو قائد عمليات الجماعة التي تعد فرعا لداعش، حاليا، فيما زاد نفوذ “أولانجا التنزاني”، الذي يعتبر الشرعي العام لفرع داعش في موزمبيق بصورة واضحة، في الفترة الأخيرة، لكن فرع التنظيم تعرض لانتكاسة كبيرة حين انشق “أبو ياسر حسن”، قائده السابق، عن داعش بسبب خلافات تتعلق بالتمويل والقيادة، بالإضافة إلى أن التواصل بين “ولاية موزمبيق” وقيادة داعش العليا في سوريا العراق ليس فعالا بالصورة المتخيلة وهو ما يعني أن تراجع هذا الفرع سيتواصل في الفترة المقبلة خصوصًا أن عدد مقاتليها لا يتجوز 200 مقاتل وفق تقديرات فريق الدعم التحليل بمجلس الأمن الدولي.
داعش في وسط أفريقيا
وعلى نفس المنوال، تراجع فرع داعش في وسط أفريقيا المعروف سابقًا بـ”القوات الديمقراطية المتحالفة” على وقع استمرار العملية العسكرية “شجاع” التي أطلقتها القوات الكونغولية والأوغندية، وأفاد تقرير مجلس الأمن أن “موسى بالوكو” قائد التنظيم في وسط إفريقيا أصيب مع عدد من كبار قادة التنظيم في قصف نفذه الجيش الأوغندي على معاقل التنظيم بالكونغو الديمقراطية.
ورغم التراجع بقي فرع داعش في وسط إفريقيا “ولاية وسط إفريقيا” صامدًا، كما أن مجموعة من مجموعاته يقودها “ميدي نكولوبو” نفذت هجمات وتفجيرات في أوغندا، وسعت هذه الوحدة بتوجيهات من القيادي في التنظيم “أبوكاسي” إلى مهاجمة مستشفى في أوغندا من أجل اختطاف العاملين في القطاع الصحي واغتنام أدوية لعلاج العديد من أفراد التنظيم الذين أصيبوا في الحملات الأخيرة على منطقة إيتوري بشرق الكونغو الديمقراطية.
داعش في الصومال
وفي الصومال، أدت الحملة التي تشنها جماعة الشباب الصومالية ضد داعش أو “ولاية الصومال” إلى تراجع التنظيم لا سيما مع مقتل بلال السوداني الذي كان مسؤول عن تنسيق وقيادة شبكة داعش المالية المرتبطة بالتنظيم المركزي في سوريا والعراق وعمل من قبل مساعدًا لأبي طلحة السوداني، الذي كان مساعدًا لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأدت الإطاحة بالسوداني إلى تراجع قدرات التنظيم على جمع الأموال ونقلها بين الدول المختلفة.
وفي حين يذهب تقرير مجلس الأمن الدولي إلى أن داعش في الصومال غير قادر على السيطرة على أي مساحات جديدة نتجية صراعه مع جماعة الشباب الصومالية، إلا أن التطورات الميدانية الأخيرة تشير إلى أن التنظيم استطاع انتزاع بعض المناطق في جبال “عل مسكاد” من قبضة جماعة الشباب وبذلك يكون التنظيم قد عاد للنشاط في نفس المناطق التي طردته منها الجماعة الصومالية قبل 4 سنوات، وهو ما ذكرته صحيفة النبأ الداعشية في عددها الجديد 428، والصادر الجمعة الماضية.
داعش في غرب أفريقيا
وفي غرب إفريقيا، أكد التقرير أن أبو مصعب البرناوي ما زال يقود ولاية غرب إفريقيا، الفرع المحلي لداعش، رغم إعلان الجيش النيجري مقتله في وقت سابق من العام الماضي، وهو ما سبق وأن نشرته “أخبار الآن” في سياق الحديث عن الخلافات بين “البرناوي” وقادة داعش الآخرين في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.
وتحدث التقرير عن تولي أبو بكر الميانكي مسؤولية إدارة مكتب الفرقان، وهو مكتب القيادة الإقليمية لداعش في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل، وهو قيادي سبق الإعلان، خطأً، عن مقتله بحسب ما ذكره تقرير سابق لـ”أخبار الآن“.
وبيّن التقرير أن هناك خلافات واقتتال لا زال قائمًا بين ولاية غرب إفريقيا وجماعة بوكو حرام التي يقودها “باكورا”، وهو القيادي الذي كشفت “أخبار الآن” هويته، من ذي قبل، وقالت إن كنيته هي “أبو أميمة” واسمه “باكورا مودو” وهو الأمير الذي خلف أبو بكر شيكاو في منصبه بعد مقتله في 2022 في غابات سامبيسا.
وتراجعت قدرات ولاية غرب إفريقيا في ظل استمرار حملة مكافحة الإرهاب التي تقوم بها دول نيجيريا والنيجر والكاميرون ضدها، ومع ذلك ظل التنظيم واحدًا من أنشط أفرع داعش إذ يمتلك ما بين 4: 7 آلاف مقاتل وفق لتقديرات خبراء مجلس الأمن الدولي.
وبالانتقال إلى منطقة الساحل والصحراء، أضاف التقرير أن هناك تقسيم ضمني لمناطق النفوذ بين فرع داعش في الساحل والصحراء وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، كما أن التنظيم في مالي يحاول أن يغير جلده ويقدم نفسه في صورة أقل تشددًا لكي يُقنع السكان المحليين بالانضمام له، وعلى العكس يتبع التنظيم في النيجر تكتيكات أكثر توحشًا ويمارس عنفًا مفرطًا ضد خصومه مستفيدًا من ضعف قدرات الجيش النيجري وقوات مكافحة الإرهاب خاصةً بعد الاضطرابات السياسية والانقلاب الذي شهدته البلاد العام الماضي.
داعش في السودان
على صعيد متصل، أشار التقرير إلى مخاوف من استغلال داعش لحالة التوتر والاقتتال الداخلي في السودان في تأسيس وجود له في شمال إفريقيا، مردفًا أن قائد خلية داعش في السودان “أبو بكر العراقي” معروف بأنه قائد محنك لداعش وقريب من حيث النسب من خليفته الأسبق أبو بكر البغدادي.
وبحسب المعلومات المتوافرة فإن داعش ينظر إلى السودان كمحطة لوجيستية يستغلها للانتقال إلى مناطق جنوب ليبيا ومالي وغرب إفريقيا، ويهدف التنظيم من عمليات التهريب إلى دعم فرعه في ليبيا “ولاية ليبيا” الذي انزوى واختفى عن الأنظار في المناطق النائية في جنوب غرب ليبيا مستفيدًا من صلات أميره ” عبد السلام دارك الله” مع قبائل التبو.
كما يتعاون التنظيم مع قبائل الطوارق ويستخدم المناطق الحدودية مع الجزائر لنقل مقاتلين إلى مالي، ويسعى التنظيم في ليبيا، والذي يقدر عدد مقاتليه بنحو 150: 400 مقاتل، إلى زيادة دخله وتمويله عن طريق الإتجار غير المشروع في النفط والمعادن، والمشاركة في عمليات التهريب.
أما في شبه جزيرة سيناء، فنجحت أجهزة الأمن المصرية في القضاء على تنظيم أنصار بيت المقدس “ولاية سيناء” الذي نشط على مدار العشر سنوات الماضية، وادعت مصادر، ذكرها التقرير، أن التنظيم انتقل إلى مناطق جديدة في سيناء ويتحين الفرصة لشن هجمات جديدة، إلا أن المعطيات المتاحة تنفي استمرار النشاط العملياتي للتنظيم في الوقت الراهن.
ومن إفريقيا إلى اليمن، فشل التنظيم في تنفيذ أي هجمات خلال الفترة الماضية، وتراجع التنظيم بصورة واضحة للغاية إذ ظهر أقل من 12 فرد فقط من فرعه في اليمن وهم يؤدون البيعة لخليفة داعش الجديد أبو حفص الهاشمي، في أغسطس/ آب 2023، بيد أن التنظيم في اليمن يُحافظ على روابط لوجيستية مع ولاية الصومال، فرع داعش المحلي في الصومال.
طموح داعش للتوسع في آسيا يصطدم بواقعه المأزوم
إلى ذلك، حاول التنظيم عبر فرعه المحلي في أفغانستان “ولاية خراسان” توسيع نشاطه في وسط آسيا، فأطلق حملة كبيرة للتجنيد وتوجه إلى تجنيد الأفراد العاديين من غير السلفيين الذين كان يمارس التجنيد في أوساطهم، فيما بقي ثناء الله الغفاري أو شهاب المهاجر يقود فرع التنظيم هناك، ورجحت مصادر أن يكون أصيب في وقت سابق خلال وجوده في ولاية كنر، لكن لا توجد تأكيدات على ذلك.
ووقع تقرير فريق الدعم التحليلي بمجلس الأمن في تناقض حين عزى إلى “أبو مسكين الطاجيكي” مهام قيادية في إطار ولاية خراسان، رغم أن “أبو مسكين” واسمه الحقيقي “خوكوماتوف شامل دوديهوديفيتش Khukumatov Shamil Dodihudoevich” ألقي القبض عليه في تركيا في يونيو/ حزيران 2023، وهو ما نص عليه التقرير أيضًا في موضع آخر.
أما في جنوب شرق آسيا، فمع استمرار المخاوف من عودة التنظيم إلى النشاط عن طريق خلايا في إندونيسيا وماليزيا إلا أن واقعه الفعلي يؤكد أنه يتراجع خصوصًا في الفلبين التي ينشط فيها فرعه المعروف بـ “ولاية شرق آسيا” الذي لا يوجد له قيادة موحدة، بحسب تقرير فريق الدعم التحليلي بمجلس الأمن، لكن التنظيم يحتفظ بتواصل مع مجموعات تابعة له وهذه المجموعات هي التي شنت هجمات انتقامية لمقتل قائده السابق “أبو زكريا”، في الفلبين خلال يونيو الماضي، ويرجح أن القائد الحالي للتنظيم هو أبو طريفة إسماعيل عبد الملك، مع أن الجزم بمصير “أبو طريفة” يبقى أمرا مشوبًا بالغموض.
نقص التمويل معضلة داعش.. والتنظيم يواصل توظيف شبكات دعم في أوروبا
وليس ببعيد عن ما سبق، يواصل داعش تمويل نفسه عبر طرق غير مشروعة منها الخطف والفدية وفرض الضرائب على السكان المحليين بجانب عمليات الإتجار في العاج وسرقة الماشية في مناطق نشاطه، إلا أنه يسعى إلى زيادة تمويله في الوقت الحالي عن طريق طرق أكثر ابتكارا منها جمع الأموال عبر مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام منصات الألعاب في جمع التمويل، وأيضًا استخدام العملات المشفرة ومنها عملة “المونيرو” التي حثت منصات الدعاية التابعة لداعش أنصاره على التبرع له بها.
ووفقًا للتقرير فإن احتياطيات داعش المالية التي تتراوح بين 10: 25 مليون دولار، آخذة في النضوب كما أن مصروفات أو تكاليف التنظيم أكبر من إيراداته وهو ما يجعله يواجه مشكلات عديدة منها توفير الأموال لمتحجزيه في السجون والمخيمات، كما ذكرت “أخبار الآن” سابقًا، وأدى مقتل بلال السوداني إلى ضعف التحويلات المالية التي كانت تصل للتنظيم.
وتعرضت الشبكة المالية للتنظيم حول العالم إلى ضربات قوية، مؤخرا، إذ فككت الشرطة الأسبانية بالتعاون مع 12 دولة خلية كبيرة لتمويل داعش، في ديسمبر/ كانون الأول 2023، وكانت الخلية تحوز نحو 200 ألف دولار بالعملات الرقمية، وكذلك أقدمت دول أوروبية على ضبط أفراد مرتبطين بشبكة داعش المالية ومن بينهم “أبو مسكين الطاجيكي”، سبقت الإشارة إليه، والذي اعتقلته السلطات التركية منتصف العام الماضي، كما جرى مصادرة تبرعات بالعملات المشفرة على تقنية TORN بلغت نحو 2 مليون دولار، ومع استمرار حملة تجفيف المنابع وتراجع الإيرادات المالية للتنظيم خفت نشاط التنظيم شيئًا فشيئًا وتقلصت قدراته على شن هجمات كبيرة، وهو ما يبرهن على أن داعش يبقى تنظيمًا في أزمة كبرى.