آمنة البش.. قصتها كقصص الكثير من السوريات لكنها لم تستسلم
آمنة البش امرأة سورية، قصتها تشبه قصص الكثير من النساء في سوريا، فهنّ الحلقة الأضعف في هذه الحرب وهنّ أكثر من قدمنَّ التضحيات، لكن آمنة قررت أن لا تستسلم وأن تأخذ زمام المبادرة.
كاميرا أخبار الآن التقت آمنة التي قالت إنها وجدت بالعمل مع الخوذ البيضاء مهمة إنسانية عظيمة لتساهم في تخفيف المعاناة عن المجتمع المحلي وبشكل خاص النساء بسبب تصاعد الأعمال العدائية والوحشية التي أدت لتفاقم الوضع الإنساني في سوريا.
لم يكن عام 2017 عادياً بالنسبة لها أبداً كان نقطة تحول كبيرة، تغيرت حياتها بشكل كامل، كان هذا العام من أصعب السنوات على السوريين بسبب حملات القصف والتصعيد الوحشية وتهجير السكان من مختلف المناطق السورية إلى شمال غربي سوريا، لم تستطيع آمنة البقاء مكتوفة الأيدي ومشاهدة ما يجري، وقررت الانضمام للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) دون أن تكترث بالمخاطر التي قد تتعرض أثناء عملها في إنقاذ الأرواح وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين والمتضريين بسبب القصف.
استمرت آمنة بشغف بعملها وكانت الأعمال العدائية قد تصاعدت، وعاشت التهجير والنزوح المتكرر، دون أن تتخلى عن مهامها، ولم تكن ترى مهمتها فقط في إنقاذ الأرواح وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين، كانت تكافح أيضاً من أجل تحسين حال المجتمع النسائي حيث أصبحت واقع النساء بسبب تداعيات وعواقب الصراع أكثر قساوة عليهن، ومكنها عملها بالقرب من النساء من سماع قصصهن، حيث تسعى إلى أن ترفع من معنويات النساء االلواتي تعرضن لخسائر كبيرة وأصبحنا تحت الكثير من المسؤوليات ضمن مجتمع لا يملكن به الكثير من الفرص للنهوض بأنفسهن.
توقفت آمنة عن متابعة تعليمها مع بداية الانتفاضة السورية والحراك المطالب بالتغيير، بسبب ظروفها العائلية، وزادت الحرب من صعوبة الظروف.
كل يوم كانت تحلم بالعودة إلى مقاعد الدراسة، كانت تعلم تماماً أهمية العالم لبناء سوريا ومستقبلها، إلا أنها وبدعم من زوجها تمكنت من العودة متابعة تعليمها، وتدرس الآن إدارة الأعمال وهي في السنة الثانية، وتقدر الدعم الذي يقدمه لها زوجها الذي أيد قرارها في العمل وشجعها أيضاً بالعودة لمتابعة التعليم، قد يكون هذا الأمر طبيعاً بالنسبة للكثيرين لكن في المجتمعات الريفية أو المحافظة حيث تقييد حرية النساء يتحول هذا الدعم لإلهام للآخرين وهذا ما حصل.
رغم الظروف الصعبة، تمكنت آمنة من بناء أسرة رائعة من خمسة أطفال، وتعيش مع أطفالها وزوجها في قرية بجبل الزاوية، والتي تتعرض لقصف مستمر بسب قربها من خطوط الاشتباك، في كل صباح عند مغادرة منزلها تودع أطفالها، ولا تدري عندما تعود هل ستجد منزلها أم يكون قد تعرض لغارة جوية، بالنسبة للسوريين جميع المناطق خطرة وجميع المناطق تتعرض للقصف والهجمات الجوية.
حالة صراع من نوع آخر تعيشها آمنة كمتطوعة بالخوذ البيضاء خاصة أن المتطوعين هدف دائم للهجمات والغارات الجوية والمزدوجة بسبب عملهم الإنساني، في أي لحظة قد تتحول آمنة من منقذ لضحية، لكن مع ذلك تستمر لأنها مؤمنة بأن الطريق الذي سلكته يحتاج للتضحية.
تكافح آمنة من أجل جعل ظروف الحياة أفضل للسكان وأن ترفع من قدرات ومعنويات النساء في سوريا، وتحلم أن تتمكن من الحصول على شهادتها الجامعية، وأن تنتهي الحرب على السوريين، لكي تتمكن من العمل بشكل أكبر في الدفاع عن حقوق النساء بعيداً عن الاستجابات الطارئة، وفي بناء مستقبل سوريا والسوريين.