ما نعرضه في ذلك التقرير وجهٌ آخر للحرب المدّمر ة التي نشب منذ 7 أوكتوبر… فتلك المشاهد وأكثر لن تراه سوى داخل مخيمات النازحين من أهالي غزة، وهم الذين فرّوا من ديارهم جرّاء القصف ليكون في استقبالهم الجوع والمرض، وحتّى الموت من شدّة البرد.
أخبار الآن في مخيم دير البلح
داخل مخيم دير البلح، قضت أخبار الآن ساعات وسط خيام النازحين، ورصدت الأوضاع الصعبة التى يعيشونها خصوصاً في ظلّ المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة في الأيام الماضية. وجاءت بتلك المشاهد القاسية ..
وسط بركة مياة وفقت سهيلة السفرية، إحدى سكان مخيم دير البلح، تشكو سوء الأوضاع وغياب الخدمات قائلة: “أولادي مرضى والخيام تغرق بسبب مياه الأمطار، ناهيك عن غياب دورات المياة، حتى المعونات التي تعطيها لنا مؤسسات الإغاثة غير كافية. حتّى أننا وفي ظل ذلك البرد القارس لا نملك حتى بطانيات”.
فيصل: نعاني من التجويع والتشريد والبرد
ولم يختلف وضع فيصل السمري كثيراً عن مواطنته سهيلة، وهو قال لـ”أخبار الآن“: “تلك المرّة الثالثة التي نغرق فيها بسبب المنخفض الجوي… لم يرحمنا القصف والآن بتنا نعاني من التجويع والتشريد والبرد الشديد. أطفالنا يمرضون طوال الوقت، حتّى المياة من الصعب الحصول عليها، ولا يوجد أدوية ولا أي مستلزمات طبية، حتى زوجتي مريضة منذ أسبوع ولا أستطيع تأمين ما تحتاج كي تتماثل للشفاء”.
مرضى الكلى في رفح ودير البلح يتمنّون الموت.. أخبار الآن ترصد المعاناة عن قرب (إضغط هنا)
جدير بالذكر أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ذكرت في إحدى إحصائياتها إن عدد النازحين في مختلف أنحاء قطاع غزة وصل إلى نحو 1.7 مليون شخص منذ 7 أكتوبر الماضي. فيما يعاني الأهالي من نقص أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء وكهرباء ورعاية صحية .
من جهته يصف أنور خويطر وضع النازحين داخل مخيم دير البلح، بالمأساوي، قائلاً: “أستيقظ طوال الليل أراقب نوم أطفالي حتى لا تهطل علينا الأمطار فجأة ويغرقون، خصوصاً وأنّ ذلك المنخفض الجوي في غاية الصعوبة ولا نملك اي وسيلة للتدفئة.. الحياة صعبة للغاية”.
شاهدوا ايضاً: عبير الحواجري أصيـبـت في غزة بـ 7 كسور لتفقد جنينها الذي انتظرته لـ 3 سنوات