منها يخص والد زيلينسكي وانهيار الاتحاد السوفيتي.. تفنيد أكاذيب ومغالطات بوتين
جملة من الأكاذيب جاءت على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مقابلة أجراها مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، واستمرت أكثر من ساعتين وهي الأولى له مع صحفي غربي منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا.
الغزو الروسي في أوكرانيا
وبحسب تقرير “بوليتيكو“، قال بوتين خلال المقابلة إنه لم يقل سابقا إن الولايات المتحدة كانت ستشن ضربة مفاجئة على روسيا. لكن بحسب الشبكة فقد أخطأ الرئيس الروسي عندما أنكر ذلك وأكدت أنه ذكر ذلك بالفعل في وقت سابق.
واستدلت “بوليتيكو” بالتبرير الذي قدمه ساكن الكرملين عندما قرر غزو أوكرانيا، من خلال ادعاءه وجود تهديد من الولايات المتحدة.
حينها أشار بوتين إلى أن “وثائق الناتو، أعلنت بلاده رسميًا بأنها تُشكل تهديدًا رئيسيًا للأمن الأوروبي الأطلسي، وستكون أوكرانيا بمثابة موطئ قدم متقدم لمثل هذا الهجوم”.
محادثات السلام في أوكرانيا
وخلال اللقاء، قال بوتين: “زيلينسكي أصدر قانونًا يحظر التفاوض معنا.. مع روسيا”.
وهي كذبة أخرى فندها تقرير “بوليتيكو” حيث كان الرئيس الأوكراني قد أصدر في المقابل مرسومًا يحظر المفاوضات – تحديدًا – مع نظيره الروسي بوتين، وليس مع روسيا كدولة.
انهيار الاتحاد السوفييتي
أيضًا ذكر الرئيس الروسي في معرض حديثه، بأن “روسيا وافقت طوعًا على انهيار الاتحاد السوفيتي، وأنها من بدأته فعليًا”، وهذه كانت المغلطة الثالثة.
لكن الحقيقة التاريخية، لمسألة انهيار الاتحاد السوفيتي، هي أن الرئيس الروسي السابق، بوريس يلتسين كان أحد الموقعين الـ 3 على اتفاقيات بيلوفيزا في ديسمبر من العام 1991، والتي أعلنت تفكك الاتحاد.
ووفقًا لتقرير “بوليتيكو”، فإن انهيار الاتحاد السوفيتي يرجع أولًا، إلى الصراعات السياسية والاقتصادية الداخلية، إذ أعلنت العديد من الجمهوريات السوفيتية استقلالها ضد رغبة موسكو.
إيفان غيرشكوفيتش
في عام 2023، اعتقلت السلطات الروسية 28 صحافيًا، وفقًا لما أعلنته منظمة مراسلون بلا حدود، وكان من بينهم مواطنان أمريكيان، هما مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفيتش، والتي تزعم السلطات الروسية بأنه “مُتهم بالتجسس”، وكذلك الصحافية الروسية الأمريكية ألسو كورماشيفا، التي تعمل لدى إذاعة أوروبا الحرة، وذلك بـ “تهمة عدم التسجيل كعميلة من الخارج”.
بوتين تطرق خلال المقابلة لهذه المسألة، وقال فيما يتعلق بغيرشكوفيتش: “الحصول على معلومات سرية بالخفاء يُعد تجسسًا، وهو كان يعمل لدى الخدمات الخاصة الأمريكية”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” استنكرت اعتقال مراسلها في روسيا ونفت بشدة جميع التهم الموجهة له.
وفي هذا الصدد، لم يُقدم بوتين ولا السلطات الروسية أي أدلة على الادعاءات المتعلقة بأن جهاز الأمن الفيدرالي قبض على المراسل “بشكل متلبس”.
الدعاية الأقوى
وفي إطار المغالطات التي صرّح بها بوتين، قال: “من الصعب هزيمة الولايات المتحدة، كونها تُسيطر على جميع وسائل الإعلام في العالم وفي أوروبا”، مشيرًا: “المستفيد النهائي من أكبر وسائل الإعلام الأوروبية، هي المؤسسات المالية الأمريكية”.
وهو ما يُخالف الواقع جملة وتفصيلًا، خاصة وأن شركات الإعلام الإخباري الكبرى، مملوكة – بحسب “بوليتيكو” – للقطاع الخاص جميعها، وتعمل دون سيطرة حكومية مباشرة، بعكس المشهد الإعلامي الذي يُسيطر عليه النظام الروسي.
ويسيطر الكرملين على وسائل الإعلام الأخرى، ويتعامل بعنف مع كل من يُخالف أو يعارض رغبات النظام في روسيا.
والد زيلينسكي
من جانبه ساق المعارض ورجل الأعمال الروسي في المنفى ميخائيل خودوركوفسكي عددا من الأكاذيب التي وردت على لسان بوتين خلال المقابلة، مشيرا في حديثه عن زيلينسكي، إلى أنه سأل الرئيس الأوكراني ذات مرة عن سبب “تعاونه”، بصفته ابن أحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، مع النازيين الجدد.
لكن الحقيقة مغايرة تماما لما قاله الرئيس الروسي، خصوصا أن والد زيلينسكي ولد في عام 1947، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
Putin's Interview With Tucker Carlson Was Filled With Lies, Here Are Some Egregious Examples 🧵 pic.twitter.com/SMqus7RK6n
— Mikhail Khodorkovsky (@khodorkovsky_en) February 9, 2024
اعتراف الناتو
بوتين قال أيضا إن الناتو لديه “خيارات” للاعتراف بضم روسيا لأجزاء من أوكرانيا، لكن الأمر ليس كذلك، إذ أعلنت الأمم المتحدة أن عمليات الضم غير قانونية بموجب القانون الدولي، وأعادت تأكيد التزامها بسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية داخل أراضيها المعرتف بها دوليا.
الأوكران يعتبرون أنفسهم روسًا
ادعى بوتين أن الأوكرانيين “ما زالوا يعتبرون أنفسهم روسًا”. وهذه المغالطة رد عليه المعارض الروسي ميخائيل خودوركوفسكي قائلا “لقد أساء بوتين فهم الهوية الوطنية الأوكرانية بشكل أساسي واعتقد خطأً أن الأوكرانيين يعتبرون أنفسهم روسًا”.
وأضاف “وهو الخطأ الرئيسي الذي أدى إلى الغزو الكارثي”، مشيرا إلى أن استطلاعا للرأي أجري عام 2022 كشف أن 93% يؤيدون الاستقلال، و3% فقط يؤيدون الاندماج مع روسيا.
توسع الناتو
أشار المعارض ورجل الأعمال الروسي في المنفى ميخائيل خودوركوفسكي إلى أن بوتين كرر مرة أخرى، الكذبة القديمة بشأن وعود الولايات المتحدة بأن حلف
لن يتوسع شرقا. ولم يكن هناك مثل هذا الاتفاق على الإطلاق ــ حتى جورباتشوف قال ذلك ــ وفي كل الأحوال، تنضم الدول إلى حلف شمال الأطلسي بمحض إرادتها. إذا لم يكن بوتين يريد أن ينمو الناتو، فلا ينبغي له أن يعلن الحرب على جيرانه.