قوات دنب.. جيش الصومال لمكافحة الإرهاب
أبرمت الولايات المتحدة مذكرة تفاهم مع حكومة الصومال تنصّ على زيادة الدعم المالي المقدم إلى القوات المسلحة الصومالية، وخاصة القوات المتخصصة في مكافحة الإرهاب المعروفة باسم “دنب”، والتي أسستها الولايات المتحدة عام 2014.
وبموجب المذكرة ستقدم واشنطن 100 مليون دولار لبناء وتجهيز القوات الصومالية، وإنشاء خمس قواعد عسكرية للتدريب في العاصمة مقديشو، ومدن بيدوا (Baidoa) في محافظة باي في ولاية جنوب الغرب، وكسمايو (Kismayo) في محافظة جوبا السفلى في ولاية جوبالاند، ودوسمريب (Dusamareb) في محافظة جلجدود في ولاية غلمدغ، وجوهر (Jowhar) في محافظة شبيلى الوسطى في ولاية هيرشبيلى.
وفي تصريح خاص لـ”أخبار الآن” ذكر ضابط في المخابرات الصومالية، طلب حجب اسمه، أن مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة والصومال تمثل خطوة حاسمة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن العالمي، وذلك من خلال تبادل المعلومات بين البلدين، مما يتيح جمع معلومات استخباراتية دقيقة تزيد من فعالية العمليات العسكرية ضد مقاتلي جماعة الشباب الإرهابية، واعتبرها بمثابة عهد جديد للتعاون مع الولايات المتحدة ضد الإرهاب.
وأكد أن التعاون العسكري المتزايد بموجب المذكرة قد يؤدي إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين في ظل التهديدات الإقليمية التي تهدد وحدة البلاد، والمخاطر الأمنية بسبب الإرهابيين. وذكر أنّ سبب اختيار هذه المدن كمواقع للقواعد العسكرية لكونها عواصم الولايات الفيدرالية التي تنشط فيها جماعة الشباب، مشيرًا إلى أنّها قد تكون نواة لتطوير جيش مؤهل بشكلٍ كاملٍ، لقتال جماعة الشباب في كافة الولايات الإقليمية، باستثناء بونتلاند وأرض الصومال، التي يقل فيها نشاط الجماعات الإرهابية.
ولفت الضابط الصومالي إلى أنّ قوات “دنب” المدربة أمريكيًا هي ركيزة أساسية في الحرب الشاملة التي أعلن عنها الرئيس، ولذلك فإن زيادة أعداد تلك القوات وتطوير قدراتها سيكون له بالغ الأثر في المرحلة الثاني من العمليات ضد جماعة الشباب المتوقع انطلاقها قريبًا.
ووقع المذكرة كل من وزير الدفاع عبد القادر نور جامع، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية في مقديشو شين ديكسون، بحضور رئيس الجمهورية الصومالية، حسن شيخ محمود، اليوم الخميس في العاصمة مقديشو، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية مولي في.
وفي كلمته بهذه المناسبة، قدم رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود، الشكر لحكومة الولايات المتحدة على دورها في تحسين كفاءة قوات “دنب” والأجهزة الأمنية الصومالية بشكل عام، وقال الرئيس إن هذه “المذكرة ستساعد الصومال وستسهم إيجابًا في تعزيز خطط إصلاح وتطوير الجيش الوطني، والنضال من أجل تحرير البلاد من الإرهاب وضمان الأمن”.
وبدورها علقت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية مولي في، قائلة إنّ الولايات المتحدة تسعى لتجهيز ثلاثة آلاف جندي من قوات “دنب” خلال الأشهر المقبلة، تماشيًا مع الخطة الموضوعة في عام 2017. مضيفة، أنه مع دعم الولايات المتحدة المتواصل لقوات “دنب” على نحو خاص، ستواصل كذلك دعم الصوماليين لتسلم المسؤوليات الأمنية للبلاد. وشددت على أن السلطات الصومالية سيكون لها السيطرة الكاملة على القواعد العسكرية المزمع تأسيسها، كما هو مبين في المذكرة بين البلدين.
يُذكر أنّ الولايات المتحدة لديها قاعدتين عسكريتين في الصومال، الأولي قاعدة بلدوغلى للقوات الجوية، وقاعدة أخرى في مطار كسمايو، وتُجرى داخلهما مهام التخطيط للعمليات العسكرية الإستراتيجية، وتوفير التدريب لقوات “دنب” التي تلعب دورًا بارزًا في مكافحة إرهاب جماعة الشباب وتنظيم داعش.