أستاذ علاقات دولية لـ “أخبار الآن”: الحرب في أوكرانيا وغزة أدخلتنا في مرحلة اللا-نظام العالمي
بعد عامين من اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، بات التساؤلات والأنظار تتجه إلى ما إذا كانت قوات الغزو ستبقى لعامٍ ثالث، أم أن الحرب قد يُكتب لها نهاية.
وبالحديث عن هذا الموضوع، نرى أن هناك الكثير من التقارير التي تحدثت عن سيناريوهات متعددة لإنهاء الحرب، سواءً بالدخول في مفاوضات جادة تضع حدًا لهذا الصراع، أو بزيادة تسليح أوكرانيا بشكل أكبر، أو زيادة الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين وفرض مزيد من العقوبات من أجل تضييق الخناق على قواته.
سيناريو متوقع
حول ذلك، تواصلت “أخبار الآن” مع أستاذ العلاقات الدولية، محمد اليمني الذي توقع عدم وجود سيناريوهات حاسمة لإنهاء الحرب، إذ يرى أنه لا يوجد سيناريوهات في هذا الصدد “إلا إذا تمت الانتخابات الأمريكية الرئاسية في نوفمبر المقبل”.
وتابع: “الرئيس الأمريكي القادم لديه ملفات خارجية عدة، من أهمها الحرب الروسية، والدعم اللا متناهي إلى أوكرانيا”.
وأضاف اليمني: “على مدار عامين من الحرب الروسية الأوكرانية شهدنا إرسال مساعدات وأسلحة بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا بلغت أكثر من 200 مليار دولار”.
كما لفت: “إرسال الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا أثّر بشكل إيجابي على معارك الميدان بين القوات الأوكرانية وروسيا”، مشيرًا: “بعد سنتين من اندلاع الحرب، لا نستطيع أن نُجزم ما إن حدث نصر أو هزيمة ساحقة لأي من الطرفين”.
وأوضح: “ربما الرئيس الأمريكي القادم سوف يمضي قدمًا لتهدئة الأجواء، خاصة وأن الحرب تؤثر بالسلب على الولايات المتحدة وحلف الناتو”.
وردًا عن فكرة الإنفاق العسكري، أشار إلى أن: “الإدارة الأمريكية أنفقت 889 مليار دولار على هذا القطاع، ويتوقع أن يصل إلى تريليون دولار في العام 2024، فيما الإنفاق الروسي في هذا المجال بلغ في العام الماضي، 189 مليار دولار”.
وواصل: “هذه الإحصائيات تعكس عدم وجود سيناريوهات واضحة لوقف الحرب، فيما لا يوجد دافع أو رغبة لإنهائها من جانبِ الأطراف الفاعلة”.
دائرة الصراع.. هل تتسع؟
وحول ما إذا كان يُمكن للصراع الدائر أن يتسع، قال اليمني: “هذا وارد، لأن الأيام والسنوات المقبلة لن نشاهد أي تهدئة سواءً في منطقة الشرق الأوسط، أو بحر الصين الجنوبي، أو حتى بين الحرب الروسية الأوكرانية”، مشيرًا: “المرحلة الحالية هي مرحلة اللانظام العالمي”.
وعن الحرب الروسية – الأوكرانية، قال: “بوتين استغل الفترة منذ الـ 7 من أكتوبر وحتى الآن، انشغال الإدارة الأمريكية بحرب غزة”.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية: “أوكرانيا بحاجة الآن إلى تعزيز ترسانتها العسكرية، ودعمها بالدبابات والطائرات المسيرة وكل شئ يؤهلها على إعادة السيطرة على بعض المناطق والصمود في وجه العدوان الروسي”.
الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا
وفي الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا، وصل أربعة زعماء غربيين إلى كييف لإظهار التضامن مع أوكرانيا ضد الغزو الروسي الشامل الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص ودمر اقتصاد البلاد.
وسافر رؤساء وزراء إيطاليا وكندا وبلجيكا – جيورجيا ميلوني وجاستن ترودو وألكسندر دي كرو – مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على متن قطار ليلي من بولندا المجاورة.
وكان الهدف من وجودهم هو التأكيد على التزام الغرب بمساعدة أوكرانيا حتى في الوقت الذي تعاني فيه من نقص متزايد في الإمدادات العسكرية، مما يؤثر على أدائها في ساحة المعركة حيث تحصد موسكو مكاسب إقليمية.
وكتبت فون دير لاين على موقع التواصل الاجتماعي X أنها كانت في كييف “للاحتفال بالمقاومة غير العادية للشعب الأوكراني”. وأضافت: “أكثر من أي وقت مضى، نقف بقوة إلى جانب أوكرانيا ماليا واقتصاديا وعسكريا ومعنويا. حتى تتحرر البلاد أخيرا”.
In Kyiv to mark the anniversary of the 2nd year of Russia’s war on Ukraine.
And to celebrate the extraordinary resistance of the Ukrainian people.
More than ever, we stand firmly by Ukraine.
Financially, economically, militarily, morally.
Until the country is finally free. pic.twitter.com/ZLWMbOxVFh— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) February 24, 2024
ومن المنتظر أن توقع ميلوني وترودو اتفاقيات أمنية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال إقامتهما القصيرة، وذلك تماشيًا مع الصفقات المتفق عليها مؤخرًا مع فرنسا وألمانيا والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
ومع ذلك، فإن الجمهوريين في الكونغرس يعرقلون المساعدات التي وعد بها الرئيس الأمريكي جو بايدن بقيمة 61 مليار دولار، مما يلقي بظلال طويلة على آمال كييف في صد الجيش الروسي الأكبر حجما والأفضل تجهيزا.
ومن المقرر أن يشارك بايدن في مكالمة جماعية عبر الفيديو مع زملائه من زعماء الديمقراطيات الكبرى في مجموعة السبع يوم السبت، والتي ستترأسها ميلوني، مع دعوة زيلينسكي للانضمام إلى المناقشة.