أبو أمين: أغلب الأهداف التي يتم استهدافها من قبل المسيرات هي أهداف مدنية وبعضها عسكرية
استخدام الطائرات المسيرة ليس بجديد في سوريا منذ التدخل الروسي في الحرب في 2015، وذكر أبو أمين المرصد العسكري المختص برصد حركة الطيران والقصف لـ”أخبار الآن” أن النظام يسخدم طائرات من نوع لانسيت وزالا واستهدف عدة مواقع في ريف حماة الشمالي وفي منطقة حلب وريف إدلب.
وأضاف أبو أمين أن “الروس عملوا بالتزامن مع القوات الإيرانية على تصنيع المسيرات من طراز “إف بي إف” في مناطق البحوث العلمية جنوب حماة، وتم تطوير هذه الطائرات لحمل عدة قذائف حسب نوع الهدف منها الفراغية ومنها المنقبلة بقذائف هاون، والمسيرات هي من تصنيع النظام وبخبرات روسية إيرانية يتم إطلاقها من الحد الأمامي في محاور ريف إدلب ولاحظنا استهداف عدة مواقع في منطقة سهل الغاب وريف إدلب الجنوبي وريف حلب”.
وذكر المرصد العسكري أن “أغلب الأهداف التي يتم استهدافها هي أهداف مدنية وبعضها عسكرية، ومدى هذه المسيرات بالمرحلة الأولى من تطويرها كان 3.5 كيلومتر والمرحلة الثانية تم استخدام مسيرات على مدى 10.5 كيلومتر، وطبعا روسيا تعمل على تطوير مسيرات بمدى أكبر.”
والمسيرات حسب أبو أمين نوعها واحد لكن نوع القذائف التي تحملها يختلف حسب الهدف إذا كانت سيارة تكون المسيرة بقذائف مقنبلة بمواد متفجرة مصنوعة من “سي 4” أو كان الهدف منزل تكون قنابل فراغية محلية الصنع.
واستشهد عدة مدنيين في منطقة سهل الغاب حيث استشهد رجل وطفلين على دراجة نارية يعمل في الصيد وتم استهداف أيضا رجل مدني منذ قرابة يومين في منطقة شنان وبينين وتم استهداف آلية زراعية تحمل عمال ورشات أراضي زراعية في منطقة معارة النعسان وأيضا تم استهداف عدة سيارات مدنية في منطقة ريف حلب الغربي
والنظام مستمر في تطوير المسيرات في منطقة البحوث العلمية بخبرات إيرانية وروسية لاستهداف تصنيع مسيرات بمدى أكبر بمدة 25 كيلو.
وعسكريا في غرفة عمليات الرصد يتم اتخاذ عدة إجراءات ولوحظت نتائجها على الأرض، حيث تم إسقاط طائرتين في منطقة الفطيرة بالإضافة لعدة طائرات في منطقة ريف حلب الغربي.
وأضاف أبو أمين: “خلال عمليات الاستهداف دائما ما توجد مسيرة أخرى روسية في الجو هي التي ترصد الهدف وبمجرد رصدها أي هدف إن كان مدنيا أو عسكريا قريبا من خط التماس أو بعمق 10 كيلو يتم مباشرة إرسال مسيرة انتحارية من الحد الأمامي لاستهدافها وهذه الطائرة الروسية بالجو توثق لحظة الانفجار”.
ويتم تنبيه القوات العسكرية على قنوات خاصة بالإضافة للمدنيين على وسائل التواصل الاجتماعي واتساب وتيليغرام حيث يتم تبليغ كل القرى.
عرفت مناطق شمال غرب سوريا سلاحاً جديداً ظهر بقوة على صعيد الاستهداف والقصف مؤخراً، وهي الطائرات المسيرة، التي تحلّق بشكل مستمر في أجواء المنطقة لرصد أهداف وتغير عليها بشكل مباشر وتنفجر . هذه المسيرات ساهمت بخلق حالة من الخوف لدى الأهالي حيث دمرت عدداً كبيراً من السيارات وأوقعت عدداً كبيراً من القتلى بينهم مدنيون، فيما أصابت آخرين بجروح.
وتعمل مراصد الطيران التابعة للمعارضة بشكل مستمر على رصد هذه المسيرات وحركتها وأماكن انفجارها والنقاط التي تقلع منها بالإضافة لمعلومات عن أنواع هذه المسيرات وبماذا يتم تذخيرها وآلية عملها.
عرفت مناطق شمال غرب سوريا سلاحاً جديداً ظهر بقوة على صعيد الاستهداف والقصف مؤخراً، وهي الطائرات المسيرة، التي تحلّق بشكل مستمر في أجواء المنطقة لرصد أهداف وتغير عليها بشكل مباشر وتنفجر . هذه المسيرات ساهمت بخلق حالة من الخوف لدى الأهالي حيث دمرت عدداً كبيراً من السيارات وأوقعت عدداً كبيراً من القتلى بينهم مدنيون، فيما أصابت آخرين بجروح.
وتعمل مراصد الطيران التابعة للمعارضة بشكل مستمر على رصد هذه المسيرات وحركتها وأماكن انفجارها والنقاط التي تقلع منها بالإضافة لمعلومات عن أنواع هذه المسيرات وبماذا يتم تذخيرها وآلية عملها.
ومع تكثيف قوات النظام استخدامها للطيران المسير، تأخذ المرحلة المقبلة شكلاً جديدًا يفاقم من معاناة المدنيين بريف إدلب وريف حلب الغربي، وبشكل خاص المناطق القريبة من سيطرة قوات النظام والتي تقع في مدى حركة المسيرات التي لم تتجاوز حتى الآن 10 كيلومترات، وسط تخوف من اتساع نطاق القصف ليشمل عمق المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب وريفها.
من جهة أخرى، اعتبر مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني في تصريح أن “هجمات قوات نظام الأسد بالطائرات المسيرة، تعتبر خرقًا لقرارات مجلس الأمن القاضية بوقف الهجمات العشوائية”.
ولفتت الشبكة السورية في بيان لها إلى أن نظام الأسد “ارتكب بشكل لا يقبل التشكيك من خلال استهدافه لمنطقتين في سهل الغاب، خرقًا لقرارات مجلس الأمن 2139 والقرار 2254 كما انتهك قواعد القانون الدولي الإنساني الخاصة بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين؛ ما يؤدي لنشر الذعر بين المدنيين واقتلاعهم من أرضهم وديارهم، ودفعهم نحو التشريد القسري”.
وجاء في تقرير الشبكة، أن “محمد زكريا جنيدي أصيب مع اثنين من أطفاله إثر قصف طائرة انتحارية مسيّرة تابعة لقوات النظام دراجة نارية كانوا يستقلونها على الطريق العام قرب قرية الزيارة في منطقة سهل الغاب في ريف محافظة حماة الغربي”.
إلى ذلك، لا يبدو أن تكثيف قوات النظام استخدامها للطيران المسير الانتحاري داخل مناطق إدلب وريف حلب الغربي، سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي خارج سياق التطورات داخل سوريا أو محيطها الإقليمي، وما يشير إلى ذلك تزامن تكثيف قوات النظام للمسيرات مع استخدام الميليشيا الإيرانية المسيرات ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق، وما يحمله ذلك أيضا من دلالات على دعم إيران للنظام في هذه المسيرات الانتحارية التي نفذت منذ مطلع العام الجاري 2024 حتى اليوم 13 هجومًا على مناطق مختلفة بريف إدلب وسهل الغاب وريف حلب الغربي، والتي أسفرت عن إصابة سبعة مدنيين بينهم طفلان، حسب إحصائيات الدفاع المدني السوري.
كما يشير استخدام المسيرات الانتحارية من قبل قوات النظام، أو الميليشيا الإيرانية الموالية لها، إلى أن النظام يحاول تعويض استخدام الطيران الحربي التقليدي، والذي انحسر دوره نتيجة لتفاهمات روسية تركية، قضت بمنع استخدام الطيران الحربي، بالإضافة لتفاهمات روسية أمريكية قضت بنفس المنع في مناطق انتشار قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وفي السياق ذاته، لا يمكن قراءة كثافة الهجمات بالمسيرات من قبل النظام بمعزل عن تراجع دور سلاح الجو الروسي بعد الحرب الروسية-الأوكرانية، وتراجع الدور العسكري الإيراني في سوريا مؤخرًا، وبشكل خاص بعد الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع للإيرانيين ردًا على مقتل ثلاثة من الجنود الأمريكيين في قاعدة البرج 22 في الأردن بغارة طائرة مسيرة، اتهمت بإطلاقها فصائل موالية لإيران من الأراضي السورية.
بموازاة ذلك، أشادت وسائل إعلام تابعة ومقربة من نظام الأسد بدور المسيرات، حيث قالت صحيفة “الوطن” الموالية، إن الطائرات المسيرة التابعة للنظام منعت من وصفتهم بـ “الإرهابيين” من التنقل في مناطق خفض التصعيد، كما قطعت طرق الإمداد التابعة لهم، والتي تربط خطوطهم الخلفية بالأمامية، إلا أن “الوطن” بالغت بأعداد القتلى جراء قصف المسيرات.
ويذكر أن استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية على تفاوت تقنياتها لم يقتصر على قوات النظام أو الميليشيا الإيرانية، ففي الخامس من أكتوبر من العام الماضي حقق الطيران المسير خرقًا أمنيا كبيرًا في صفوف النظام، بعد أن تسبب هجوم بطائرات مسيرة بمقتل 112 شخصا بين مدني وعسكري خلال حفل تخرج ضباط من الكلية العسكرية بحمص، وعلى الرغم من أن الهجوم لم يتم تبنيه من قبل فصائل المعارضة في إدلب، أو هيئة تحرير الشام، إلا أن نظام الأسد وجه لها التهم فور وقوع الهجوم الذي ربما تعجز عنه من الناحية التقنية قوات المعارضة وهيئة تحرير الشام