الجامع الأموي يعتبر أقدم مسجد في مدينة الموصل ويعود تاريخه إلى سنة 16 هجرية
أعادت محافظة نينوى، اليوم، افتتاح أقدم جامع في الموصل والمعروف بالجامع الأموي أو مايسمى بالجامع المصفي في منطقة الميدان بالمدينة، وذلك بعد إعماره جراء تضرره بحرب التحرير من سطوة تنظيم “داعش” الإرهابي.
الجامع الذي يعود تاريخه إلى سنة 16 هجرية (637 م) كان قد بني عقب فتح الموصل بعهد خليفة المسلمين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، ويعتبر الجامع أقدم جامع في مدينة الموصل وثاني اقدم جامع في بلاد الرافدين، كما يعد خامس مسجد في الإسلام وفق روايات تاريخية عدة.
وبينما تم تعمير الجامع لعدة مرات أصبحت مساحته أصغر مما كانت عليه سابقاً، ثم سمي الجامع لاحقاً بالجامع المصفي نسبة لمجدده الحاج محمد مصفي الذي كان يعمل مصفياً للذهب ولايزال الاسم مشهور حالياً.
وفي مقابلة مع رئيس الهيئة العامة للاثار والتراث علي عبيد شلغم قال لـ “أخبار الآن”نشهد سويةً افتتاح هذا المسجد حيث استطاعت الهيئة العامة للاثار والتراث متمثلة بمفتشة آثار وتراث محافظة نينوى بالاشراف المباشر على أعمال الصيانة والتدعيم والترميم لهذا المسجد ، الذي لم يسلم من ضربات كيان داعش الارهابي ، حيث يعتبر أقدم مسجد في مدينة الموصل”.
يضيف “قُمنا بأعمال الصيانة والترميم لإعادة هذا المسجد إلى وضعه الأصلي وشهدنا اليوم أول صلاة فيه بعد تأهيله، وسيكون مفتوحاً امام المصلين لأهالي الموصل”.
يتابع “بالحقيقة كانت هناك مناشدات كبيرة من أهالي الموصل للالتفات إلى اعادة إعمار هذا المسجد فقامت الهيئة العامة للاثار والتراث ووزارة الثقافة والسياحة والاثار بالتنسيق مع العالم الخارجي تحديداً مع منظمة “أليف” الدولية لتخصيص الأموال اللازمة للشروع بإعمار هذا المسجد”.
يكمل رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث “الآن بعد اكتمال إعماره سننتقل إلى مرحلة إخرى وهي منارة الجامع الأثرية القديمة في الجزء الآخر أيضا سوف يتم التنسيق مع نفس الجهات الداعمة”.
وكان الجامع ومنارته الشهيرة قد تضرروا نتيجة عمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي وتم إعمار الجامع من قبل منظمة ALIPH بالتعاون مع جمعية LA GUILDE ومجموعة التعمير الدولية وبالتعاون مع ديوان الوقف السني ومفتشية آثار نينوى.
من جانبه قال الأستاذ الدكتور في جامعية الموصل أحمد قاسم في تصريحات لأخبار الآن “هذه المباني بصورة عامة والمساجد بصورة خاصة تعد هوية تراثية للبلد، هذا المسجد يعد أول مسجد بُنِيَ في الموصل سنة 16هجري (637م) في العهد الراشدي بزمن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويعد خامس مسجد في الاسلام في البلاد الاسلامية”.
وكان جامع المصفي قد أغلق قبل سقوط الموصل بيد تنظيم داعش الإرهابي، حيث شمل بعمليات الترميم التي أطلقتها دائرة الوقف السني بالتعاون مع مفتشية الاثار.
ويتحدث أحمد عبد الغفور السنجري إمام وخطيب جامع المصفي لأخبار الآن ويقول “بفضل الله تم إعمار هذا الجامع المبارك في هذا الشهر المبارك شهر الربيع الذي حل على مدينة الموصل لتكتسي بثوبها الأخضر وتكتحل عيون المصلين بعودة جامعهم هذا العود الأحمدُ، بعد انقطاع دام عقد من الزمن توقفت فيه الصلاوات الخمسة وخطب الجمعة تماماً، الآن تعود المياه الى مجاريها”
يضيف إمام الجامع “قبل أحداث 2014 تم شمول هذا الجامع المبارك في حملة إعمار قوية من قبل ديوان الوقف السني، فتعطلت فيه الشعائر الدينية وتوقفت فيه الصلاوت الخمس وبقي مغلقاً طوال هذه الفترة وأثناء الحرب تعرض إلى احداث جسيمة جراء العمليات العسكرية والحرب ولكن الحمد لله الآن كما ترى هو بحلته الجديدة مع انه يحمل عبقة تاريخ وأيقونة الموصل التي تبعث رسالة السلام المحبة والوئام”.
وشهد افتتاح الجامع حضور شخصيات دينية مسيحية أيضاً الذين شاركو إخوتهم المسلمين فرحتهم بعودة هذا الصرح الأثري.
وتحدث المطران نجيب موسى ميخائيل، رئيس أساقفة الكلدان في الموصل وعقرة عن وجوده بمثل هكذا حدث وقال “حقيقة أنا وجودي بالجامع الأموي ماهو صدفة لأن انا أعتبره بيتي لأن بيوت الله هي بيوت الجميع، مثل الاخوة الأئمة والشيوخ من يزورونا يشعرون الكنائس بيوتهم، ونحن أهل الموصل معروفين بصراحة بهذا التكامل والتعايش والمحبة الموجودة بيننا”.
كما أكد أن عنف داعش تسبب في تخريب المساجد والكنائس والأديرة، لكن بفضل وجهود أهالي الموصل والمنظمات الإنسانية والدولية تم إعادة إعمار العديد من الأبنية التراثية.