إيران ونوفل “الكرش”
أدى انفجاران في الثالث 3 من يناير من هذا العام في مدينةِ كرمان الإيرانية إلى مقتلِ ما لا يقِّل عن واحدٍ و تسعين 91 شخصًا وإصابةِ أكثر من مئتي 200 آخرين – مما يجعله الهجومَ الإرهابيَ الأكثرَ دمويةً على الإطلاق في البلاد. تنظيمُ داعش أعلن عن مسؤوليتِه عن هذه التفجيرات.
لكن على مدى أكثر من أربعين 40 عامًا، كان هناك هجومٌ آخرُ يعتبر الأكثرَ دمويةً في تاريخ إيران: نتحدث عن تفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي في طهران في العام 1981، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة و سبعين 73 شخصًا – من بينهم سياسيون بارزون وأعضاءٌ في البرلمان.
اختبأ مرتكبُ هذا التفجير لعقود في هولندا حتى أتى اليوم الذي اكتشفت طهران هذا السر. تم التعاقدُ عندها مع أحد أشهر القتلة المأجورين في هولندا للقيام بتصفيته.
عن هذه المهمة القاتلة، وخصيصا لـ”أخبار الآن”، قامت قناة Holland Crime Boulevard الشهيرةُ على YouTube بإعداد هذا التقرير الذي يكشف عن ارتباط بين الجريمة المنظمة والسياسة الإيرانية.
نرجسي ومعاد للمجتمع
“شخص معادٍ للمجتمع، نرجسي، يُستفز بسهولة، لا ضمير له وصاحب سلوك عدواني”.. بهذه الكلمات وصف طبيب نفسي هولندي الرجل الذي نتحدث عنه اليوم.
منذ صغره، تورط في مشاكل مع الشرطة إلا أنه لم يكن لأحد ان يتخيّل نوع المشاكل التي سيتورط بها لاحقا… إذ انتقل من عمليات السرقة العنيفة إلى جرائم القتل بدم بارد.
اذا كنت تريد التخلص من شخص ما، فهو الرجل المناسب لتنفيذ ذلك. لقد اتُهم بالتورط في العديد من جرائم القتل، ولكن هناك جريمة واحدة تبرز بشكل خاص، تمت في (هولندا)، وهي عملية قتل رجل إيراني يبدو للوهلة الأولى رجلا عاديا. مَن هو هذا الرجل الإيراني ولماذا أرادت الحكومة الإيرانية قتله على الأراضي الهولندية؟ هذا هو السؤال المحيّر. إليكم قصة (نوفل إف Naoufal F).
نوفل إف
نَوفل المعروف أيضاً باسم نوفِل أو الكرش بسبب مظهره الجسدي هو رجل هولندي من أصول مغربية مولود في التاسع من سبتمبر/ أيلول من العام 1980 في روتردام ولكنه ترعرع في محيط أمستردام.
بين العامين 1991 و1996، تابع دروسه في مدرسة (بانتا راي Panta Rhei) في (أمستلفين Amstelveen) وهي مدرسة متخصصة تستقبل أطفالاً يعانون من صعوبات تعليمية أو من مشاكل شخصية أخرى.
منذ أن كان نوفل شابا، كان يعاني من نوبات غضب وكان يظهر سلوكاً عدوانياً مما جعله يُعرف كشخص لا يمكن توقّع تصرفاته.
ومع تقدمه في السن، بدا أن نوبات غضبه زادت سوءاً. في سن مبكرة جدا، بدأ نوفل ينزلق نحو عالم الجريمة وتورط في عمليات سرقة كانت غالباً ما تأخذ طابعاً عنيفاً بسبب نوبات غضبه.
في سن السادسة عشر، حُكم عليه بالتوقيف لمدة ستة أشهر في سجن الأحداث بداعي السطو والسرقة في الشارع.
بعد ذلك بفترة قصيرة، أدانته محكمة الأحداث مرتين، مرة بداعي حمل السلاح ومرة اخرى بسبب العنف المفرط. أصبح “العنف المفرط” العنوان الأساسي في حياته؛ تذكروا ذلك جيدا.
كل هذه الإدانات لم تدفع نوفل الشاب على اتخاذ قرار بتغيير حياته بشكل جذري. فبقي متورطاً بقوة في ارتكاب جرائم كبيرة.
في العام 2002، عندما كان نوفل في الثانية والعشرين من عمره، اعتُقل مجدداً بسبب عملية سطو مسلح عنيفة. وفي هذه المرة، أمر القاضي بتحويله إلى طبيب نفسي لفحصه ولإجراء تقييم شامل له كشخص. فقد اعتبروا أنه من غير الطبيعي أن يرتكب شخصا ما جرائم بشعة كهذه بهذه الوتيرة المتكررة.
اعتبر الطبيب النفسي أن نوفل يعاني من اضطراب في الشخصية، ويترافق ذلك مع خصائص معادية للمجتمع ونرجسية. كما ذكر أن نوفل يُستفز بسرعة ولا يملك ضميراً حياً بمعنى أن أعماله العنيفة وتأثيرها الحاد على الضحايا لم تكن تزعجه حقاً
بعد هذا التشخيص الطبي بفترة صغيرة، قام نوفل بابتزاز أحدهم مما أدى إلى توقيفه والحكم عليه بالسجن لمدة 20 شهراً بالاضافة إلى إخضاعه لنظام (تي بي اس TBS) المشروط في العام 2004.
(تي بي اس) TBS هو اختصار لـ ter beschikking stelling (يعني حرفيًا: إتاحة شخص للعلاج النفسي) وهو إجراء يستخدمه النظام القضائي الهولندي لحماية المجتمع من مرتكبي الجرائم الذين يعانون من اضطراب خطير أو خلل في النمو.
هناك نوعان من إجراء (تي بي اس): وهما الإجراء القسري والإجراء المشروط.
بموجب الإجراء القسري، يخضع الشخص المعني لمراقبة على مدار الساعة في محيط يشبه السجن ويتلقى مساعدة إلزامية لمعالجة اضطرابه وتحسين نموه.
أما بموجب الإجراء المشروط، الذي فرض على نوفل، فيمكن أن يبقى الشخص حراً ولكن عليه أن يحترم بعض القواعد والشروط المحددة ويحضر جلسات إلزامية لمعالجة اضطرابه وتحسين نموه. يبلغ متوسط عمر الاشخاص الذين يخضعون لهذا الاجراء 44 عاماً وبالتالي كان نوفل يافعاً للغاية عندما التزم بهذا الإجراء في سن الثانية والعشرين.
قام نوفل بخرق الشروط المفروضة عليه، فتمّ تحويل اجراء (تي بي اس) إلى نسخته القسرية وبالتالي تمّ توقيف نوفل ووضعه تحت الحراسة على مدار الساعة. وفي النهاية أُطلق سراحه في العام 2012 ولكن لا شيء تغيرّ في سلوكه.
التحالفات
في الواقع، بدأ (نوفل) بعقد تحالفات مع مجموعات إجرامية مختلفة في منطقة (أمستردام). وبما أنه كان معروفاً بلجوئه المفرط إلى العنف وسهولة ممارسته له، فقد كان يعتبر قيمة مضافة لهذه المجموعات.
بقيت الأمور هادئة في محيطه لبعض الوقت حتى نهاية العام 2012. وبالرغم من أنه كان قد سبق أن أصبح ذائع الصيت في عالم الإجرام في أمستردام، فإن ما حصل في ذلك المساء من يوم السبت الواقع في 29 ديسمبر/ كانون الأول من العام 2012، مكن نوفل من تعزيز موقعه في صدارة الرجال الذين لا يعرفون الرحمة البتة.
أحد التحالفات التي عقدها نوفل كانت مع (غوينيت مارتا Gwenette Martha وهو الذي كان حينها ملك الجريمة في أمستردام. وكان غوينيت يتنازع مع رجل يدعى (بن عوف Benaouf A) بسبب شحنة مفقودة من المخدرات.
قرر بن عوف أن يقتل الرجل الذي كان الساعد الأيمن لغوينيت. بعدها قرر غوينيت أن يأخذ بالثأر بطريقة لم تشهدها هولندا من قبل إذ يزعم أنه قام بالتواصل مع نوفل الذي تعاقد بدوره مع قاتلين مأجورين لتنفيذ اعتداء على بن عوف.
في مساء السبت الواقع في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2012، تمّ استدراج بن عوف واثنين من أصدقائه إلى أحد أحياء أمستردام.
وبلمح البصر، ظهرت سيارتان ترجل منهما عدد من الأشخاص الذين قاموا بإطلاق النار على سيارة بن عوف وأصدقاؤه. لكنّ المجموعة تمكنت من الخروج من السيارة والهرب في أرجاء الحي فيما واصل القتلة المأجورون في مطاردتهم.
تمكن بن عوف من القفز في قناة مياه مجاورة فغاب عن نظر المهاجمين غير أن صديقيه لم يتمكنا من الإختباء وتمت تصفيتهما بدم بارد عن مسافة قريبة.
لاحقاً اتصل بن عوف الذي نجى بأعجوبة بالشرطة وأخبرهم بأن نوفل كان أحد مطلقي النار. إذ قال “أنتم تقللون من خطورته. لديه مقبرة كاملة باسمه. وإن قتل أحدهم، لا يترك أثراً وراءه. في إحدى المرات، أصاب أحدهم في قدمه ودخل السجن على إثر ذلك. ولكن ما إن خرج من السجن، حتى أطلق النار على قدم الرجل مجدداً. أقل ما يقال فيه هو أنه مريض نفسي.”
أصبح نوفل مشتبهاً به رئيسي في هذا الاعتداء ولكن بعد التحقيق اضطرت الشرطة إلى الاعتراف بأنها لم تكن تملك أدلة كافية لملاحقته قضائياً.
القاتل المأجور نوفل إف
من المؤكد أن تلك الحادثة لم تكن المرة الأخيرة التي ارتبط فيها اسم نوفل بجريمة ما. إلا أن دوره تغير فبدلاً من أن ينفذ الجريمة بنفسه، تحوّل إلى “سمسار أو وسيطاً “. وهكذا إن أراد أحدهم قتل أي كان، فيمكنه أن يوكل المهمة إلى نوفل وهو سيهتم بالموضوع.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك كان الهجوم في العام 2014 على (سمير سكارفايس Samir Scarface)، وهو ملك الجريمة الأكبر في هولندا والذي يعيش في إسبانيا معظم أوقاته.
كان سمير برفقة نوفل ورجل ثالث يدعى (نجيب هيميش Najib Himmich) يحتسون الشراب خارج مقهى يعرف باسم (أول إن وان All in one).
كان سمير رجلاً لا يظهر كثيراً في العلن وبالتالي لا بدّ أن الشك لم يساوره ابدا حيال هذا اللقاء، وهذه كانت غلطة فادحة، ففي لمح البصر، ظهر رجلان مسلحان توجها نحو الطاولة وأطلقا النار عدة مرات على سمير.
يزعم أن كاميرا المراقبة أظهرت أن نوفل ونجيب لم ينزعجا البتة من الحادثة وقاما بمغادرة الطاولة بهدوء واختفيا من ساحة الجريمة.
انتشرت بعدها على الفور شائعات تشير إلى أن (نوفل) هو مَن نصب الكمين.
بعد مرور سنة، نصب نوفل كميناً آخر ولكنه هذه المرة لم يتكلل بالنجاح. وكان الهدف رجل يدعى (بيتر ر. Pjotr’ R) المعروف باسم (بيوتر) والذي كان مجرماً يعمل في عالم الإجرام الخاص بأمستردام.
في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2015، استقل بيتر سيارة والدته من طراز (أوبل أنتارا).
وبينما كان يريد المغادرة، تفاجأ بسيارة من طراز (غولف فولكسفاغن) مسرعة نحوه. فتح رجلان النار عليه فما كان من بيتر إلا أن دفع دواسة البنزين بأقصى قوة من شدة إصابته بالذعر، فصعدت السيارة على الرصيف مجتازة الشجيرات، وإذا به يقع مع سيارته في بركة مياه صغيرة. بقي تحت الماء لفترة مختبئاً وراء كتلة المحرك فيما واصل الرجلان إطلاق النار باتجاهه.
بعد تحقيق استمر عدة أيام، حددت الشرطة تورط 3 رجال في العملية. وفي معرض التحقيق عن المشتبه بهم، أصبح واضحاً أن نوفل هو العقل المدبر.
وقد أظهرت رسائل هاتفية مشفرة مسرّبة PGP أن نوفل استشاط غضباً بعد أن علم بأن الكمين لم ينجح. وطلب من أحد مطلقي النار واسمه (عاطف م. Atif M) أن يعطيه أجوبة فورية.
وفي رسائله الهاتفية، سأل نوفل:
- هل مات؟
- هل وضعت الشرطة يدها على السيارة؟
- لماذا لم يتم إضرام النار بالسيارة في الكاراج؟
- كان بامكانكم إضرام النار فيها قبل أن تجدها الشرطة في ذلك الكاراج
فأجابه عاطف بكل خضوع: “لم يكن من الممكن إضرام النار فيها على الفور لأننا لم نكن نملك سيارة أخرى لنستقلها، وبالتالي كنا ما زلنا بحاجة إليها. أنا لا أحاول أن أتلاعب بك ولكننا سبق أن ناقشنا كل شيء. لقد نظفنا السيارة بالأمونيا وآمل حقاً أن يكون ذلك “الكلب” قد رحل”.
لكن (بيتر ر.) لم يرحل. لقد اعتقدوا أنهم قتلوه ولكنه نجح في البقاء على قيد الحياة بالرغم من إصابته بست طلقات في بطنه…
علي معتمد.. كيف أصبحت قصة (نوفل) مثيرة أكثر؟
في 15 نوفمبر 2015، أرسل نوفل رسالة إلى “راندال إف Randall F”، وهو قاتل محترف معروف في هولندا، عبر هاتف PGP الخاص به وقال له: “لدي وظيفة جيدة لك”. “الهدف هو رجل تركي في ألمير، وهو قيد المراقبة بالفعل، إنه في الأربعينيات من عمره، لا أعرف إطلاقاً لماذا عليه أن يرحل “يموت” ولا يهمني ذلك”.
وأكمل كلامه (ضاحكًا): يغادر كل صباح في الساعة السابعة صباحًا للعمل، ويقود شاحنة بيضاء، قم بحجز منزلًا في ألمير.
أجاب راندال: “لماذا يجب أن يقتل؟”، رد نوفل: “يا أخي، مجرد رجل تركي، هو يعلم لماذا يجب أن يموت، أنا لا أعلم، ولا أرغب حتى في معرفة السبب. هههه”.
في الحقيقة، لم يكن الرجل مجرد رجلا تركيا عاديا. فقد كان الهدف هذه المرة (محمد رضا كلاهي صمدي Mohammad Reza Kolahi Samadi) وهو رجل إيراني حكم عليه بالإعدام منذ 34 عاماً في بلاده بعد أن نفّذ أكبر تفجير في إيران.
وقع الإنفجار في 28 يونيو / حزيران من العام 1981 في طهران وراح ضحيته 74 مسؤولاً بارزاً في الحزب الجمهوري الإيراني على إثر دوي انفجارين قويين أثناء انعقاد لقاء للحزب.
وتم إتهام محمد رضا بزرع إحدى العبوتين وبالتالي حكم عليه بالإعدام في إيران ولكنه فر إلى خارج البلاد ودخل إلى هولندا بصفة لاجئ في التسعينيات وهناك تسجّل تحت اسم (علي معتمد).
في هولندا بدأ محمد رضا يعمل كتقني في شركة هولندية، ،نجح أن يبق متخفيا عشرات السنين غير أن طهران اكتشفت أن التقني علي معتمد الذي كان يعمل بصمت في هولندا ليس إلا أحد الرجال المطلوبين في إيران ألا وهو محمد رضا صمدي.
نجح نوفل في توظيف القاتل المأجور راندال لتنفيذ الجريمة مقابل مبلغ قدره 130 ألف يورو إلا أن الشرطة أوقفت راندال قبل بضعة أيام من موعد التنفيذ بسبب تورطه في جرائم أخرى مختلفة. عندها نجح نوفل في توظيف قاتل مأجور آخر وحددت ساعة الصفر في تمام السابعة صباحاً في 15 ديسمبر/ كانون الأول من العام 2015.
تماما كما كان متوقعاً، غادر محمد رضا منزله قرابة الساعة السابعة صباحاً متوجهاً نحو السيارة “الفان” الخاصة به. وفيما كان يضع أغراضه في السيارة، توجه رجل نحوه وأطلق النار عليه في رأسه عن مسافة قصيرة. لم يستلزم الأمر سوى رصاصة واحدة.
لماذا كان لا بدّ من قتل محمد رضا؟ معظم من عرفه قال إنه كان رب عائلة، لديه وظيفة عادية ويعيش حياة بسيطة، هل هناك إمكانية بأن تكون الحكومة الإيرانية قد أخذت بالثأر أخيراً؟ هذا ما سنوضحه تباعا في تقريرنا.
القبض على نوفل في دبلن
بعد مرور سنة على ذلك الاعتداء، تم توقيف نوفل في دبلن عن طريق الخطأ مما شكل مفاجأة للشرطة الإيرلندية. فقد كان المنزل الذي يمكث فيه يخضع أصلاً للمراقبة لأن الشرطة كانت تشك بأنه ملاذ آمن تستعمله مجموعة إجرامية إيرلندية تعرف باسم (كيناهانز The Kinahans).
وما أن دخلت الشرطة المنزل، وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام نوفل الذي قال لهم إنه يدعى (عمر) كما هو مذكور في جواز سفره المزور، واصطحبته الشرطة لاستجوابه وكشفت بصماته هويته الحقيقية.
أخبرت الشرطة الإيرلندية نظيرتها الهولندية على الفور ومن دون تأخير تمّ تسليم نوفل إلى هولندا حيث يعتبر الرأس المدبر لسلسلة من الجرائم.
الحكومة الهولندية تشتبه في التدخل الإيراني
في العام 2018، حكم عليه بالسجن لمدة 18 عاماً لمحاولة إغتيال (بيتر ر.) الفاشلة. لكن كانت قضية اغتيال (محمد رضا) الأبرز في ملفه طبعا.
بعد التحقيق الذي قامت به الشرطة الهولندية، تبين أن المدعو علي معتمد هو نفسه محمد رضا كلاهي صمدي أي الرجل الذي ارتكب في الماضي أحد أكبر التفجيرات في إيران. وعندها بدأت وزارة العدل والأمن تحقيقاً مستقلا.
في العام 2019، أعلنت الحكومة الهولندية على الملأ شكوكها بأن الحكومة الإيرانية قد أمرت بتنفيذ هذه الجريمة على الأراضي الهولندية.
وكتب وزير الخارجية (ستيف بلوك Stef Blok) ووزيرة الداخلية (كاجسا أولونغرن Kajsa Ollongren) أن (هولندا) ستفرض عبر الإتحاد الأوروبي عقوبات متواضعة على (إيران) بسبب وجود “إشارات قوية” بيّنتها أجهزة الاستخبارات الداخلية والخارجية عن ضلوع أيادٍ إيرانية في عمليات اغتيال أعداء الدولة الإيرانية في أوروبا الغربية وأنه قد يتم فرض عقوبات إضافية إن رفضت (إيران) التعاون مع التحقيق.
هنا لا بدّ من إضافة تفصيل مهم وهو أنه بعد اغتيال محمد رضا، تمّ أيضاً اغتيال ناشط إيراني يدعى (أحمد مولا نيسي Ahmad Mola Nissi) في هولندا في العام 2017.
الوزير ستيف بلوك صرح قائلاً “نحن نعتبر أن أعمالاً عدائية كهذه تخرق بشكل صارخ السيادة الهولندية وهي غير مقبولة.”
نتيجة لهذه الجرائم، قامت الحكومة الهولندية بترحيل دبلوماسيين إيرانيين اثنين من السفارة الإيرانية في هولندا، ولكن إيران تنفي دوماً كل الاتهامات الموجهة إليها.
السجن المؤبد
في يوليو/ تموز من العام 2019، حُكم على نوفل بالسجن مدى الحياة وذلك بعد أن تم تأكيد دوره في اغتيال محمد رضا. فبمساعدة الرسائل المشفرة، تمكن المحققون من بناء قضية مقنعة تفيد بأنه كان بالفعل الرأس المدبر لعملية الاغتيال تلك.