التفتيش الإسرائيلي الصارم هو سبب بطء دخول المساعدات الإنسانية
يصل القسم الأكبر من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر مصر ويخضع لتفتيش دقيق من قبل السلطات الإسرائيلية قبل دخول القطاع المحاصر عبر مناطقه الجنوبية.
وفي ظل شحّ كمية المساعدات التي تدخل بهذه الطريقة، يسعى المجتمع الدولي الى تنويع طرق إيصالها من خلال إلقائها جوا أو من خلال ممر بحري من قبرص. وسمحت اسرائيل الثلاثاء أيضا بدخول ست شاحنات عبر شمال قطاع غزة في إطار “مشروع تجريبي”.
مصر محطة أولى قبل التفتيش
تصل المساعدات عموما إلى مدينتي بور سعيد والعريش المصريتين. وفي حين أن ميناء العريش الأصغر حجما من بور سعيد هو الأقرب من قطاع غزة، لكنه سرعان ما يبلغ طاقته الاستيعابية وفقا للمنظمات غير الحكومية، بسبب الكميات الكبيرة من المساعدات التي تنقل إليه.
وتتولى السلطات الإسرائيلية تفتيش المساعدات التي تدخل القطاع بدقة وهي عملية تجريها منذ بدء الحرب مع حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وتشديد الدولة العبرية حصارها المفروض منذ أعوام على القطاع.
وتقع نقطة التفتيش الرئيسية عند معبر كرم أبو سالم الحدودي مع إسرائيل في أقصى جنوب شرق القطاع. وتوجد نقطة تفتيش أخرى في بلدة نيتزانا الإسرائيلية الواقعة على بعد حوالي خمسين كيلومترا شرق كرم أبو سالم.
دخول من جنوب قطاع غزة
قبل تفتيشها تنتظر الشاحنات التي يدخل معظمها عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، لأيام في منطقة ترانزيت تستوعب خمسين شاحنة، وهو عدد تعتبره المنظمات غير الحكومية غير كاف.
وتفرّغ المنتجات التي يسمح بدخولها بعد عملية التفتيش من الشاحنات في المنطقة بين مصر وقطاع غزة، ثم تحمّل على متن عربات أخرى يقودها فلسطينيون يعملون لحساب المنظمات غير الحكومية، لتوزيع المساعدات في القطاع.
وبحسب المنظمات فإن التفتيش الإسرائيلي الصارم هو السبب الرئيسي لبطء دخول المساعدات الانسانية.
من جهتها، تقول السلطات الإسرائيلية إن المنظمات الإنسانية عاجزة عن إدارة تدفق كل المساعدات الى القطاع.
مساعدات غير كافية للشمال
باستثناء رفح وكرم أبو سالم في الجنوب، لا توجد معابر برية أخرى مفتوحة باتجاه قطاع غزة.
وتحث المنظمات الدولية كما الولايات المتحدة، اسرائيل منذ أسابيع على فتح معابر الى شمال القطاع حيث الأزمة الإنسانية هي الأكثر حدة.
وأعلنت اسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء أن ست شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي دخلت مباشرة الى الشمال “عبر +البوابة 96+ من الجدار الأمني”، وهو “مشروع تجريبي” للجيش الاسرائيلي.
ونقل المساعدات الى شمال القطاع من جنوبه عملية بالغة التعقيد بسبب الدمار والمعارك. وأعلن برنامج الأغذية الأسبوع الماضي أن السلطات الإسرائيلية منعت عبور إحدى قوافله قبل أن يسمح لها بمواصلة طريقها شمالا. وبعدما حاولت مواصلة طريقها، تعرضت للنهب على يد “حشد يائس”.
وبحسب السلطات الإسرائيلية، دخلت 173 شاحنة شمال غزة منذ مطلع آذار/مارس، مقابل 207 شاحنات نهار الثلاثاء وحده.
جوا وبحرا
بسبب عدم كفاية المساعدات الإنسانية تقوم دول عدة (مصر والولايات المتحدة والأردن والإمارات وفرنسا وبلجيكا…) بإلقائها جوا خاصة على شمال غزة.
تعتبر المنظمات الدولية كما سكان غزة هذه المبادرات غير مرضية بسبب الكميات الضئيلة وطابعها العشوائي وخطورة إلقاءها جوا على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
من جهته، أعلن المغرب الثلاثاء أنه أرسل جوّاً شحنة مساعدات من 40 طنا حطت في مطار تل ابيب لنقلها برا من إسرائيل على غزة عبر كرم أبو سالم.
وفتح ممر بحري بين قبرص وغزة سمح الثلاثاء بإبحار أول سفينة محمّلة بمئتي طن من المواد الغذائية. ووفقا لمنظمة “أوبن آرمز” غير الحكومية الاسبانية مالكة السفينة، قامت السلطات الإسرائيلية بتفتيش الحمولة بشكل “شامل” في ميناء لارنكا القبرصي.
تنتظر سفينة ثانية محمّلة بالمساعدات الإنسانية المخصصة لغزّة في لارنكا، على أن تبحر بعد تفريغ الدفعة الأولى، على ما أعلن وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس الأربعاء.