خدمة الكهرباء في اليمن وتحديداً في عدن واقعة في مأزق.. والإمارات تتحرك على هذا الخط
تعيش اليمن واقعًا بائسًا في خدمة الكهرباء التي تعتمد محطاتها على وقود الديزل والمازوت، بعد انهيار المنظومة الوطنية التي كانت تعمل بالغاز المسال وتغطي معظم المحافظات اليمنية، نتيجة استهداف مليشيات الحوثي لخطوط نقل الطاقة والحرب الدائرة في البلاد المستمرة منذ 9 أعوام.
محافظة عدن إحدى المحافظات اليمنية التي تعيش أوضاعًا متردية ينقطع عن سكانها التيار الكهربائي لـ19 ساعة في اليوم والليلة، حيث يعيش السكان على وقع أزمة يزداد تعقيدها مع ارتفاع الاحتياج للطاقة في صيف مدينة عدن الساحلية.
بدائل ذاتية
ارتفع الاعتماد على الطاقة الشمسية وأجهزة الترشيد في عدد من المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد كبدائلَ ذاتيةٍ وحلولٍ مؤقتةٍ، في محاولة لتوفير نسب كبيرة من فاتورة الكهرباء، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب في اليمن جراء تصعيد مليشيات الحوثي على حقول النفط الخام الذي أدى إلى انقطاع المرتبات، وهو ما جعل من توفيرها صعبة المنال بالنسبة لمعظم سكان المدينة.
الجهود عجزت عن مواجهة الاحتياج
عجزت الجهود الحكومية للسلطات اليمنية عن إيجاد حلولٍ ناجعةٍ للطاقة الكهربائية، حيث لا يزال ما تنتجه محطات الطاقة الحكومية بالإضافة إلى ما يتم شراؤه من الطاقة المستأجرة لا يتجاوز 186.4 ميجاوات، بينما الاحتياج الكلي للمدينة يزيد عن 393.8 ميجاوات – حسب بيانات الشهر الماضي لوزارة الكهرباء والطاقة اليمنية.
تدخل إماراتي
مشروع محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في عدن هو باكورة المشاريع الاستراتيجية للطاقة النظيفة والمتجددة من المصادر المستدامة في اليمن، بتمويل إماراتي كامل، والتي عملت على إنجازه بقدرة 120 ميجاوات كواحدةٍ من الحلول لتخفيف المعاناة عن المواطنين والحد من أزمة الكهرباء المزمنة.
قبل أكثر من عام تقريبًا، أعلنت الحكومة اليمنية حصولها على منحة إماراتية لمشروع هو الأول من نوعه، وفي مارس من هذا العام افتتح محافظ عدن التوليد التجريبي للمحطة الكهروضوئية الممتدة على مساحة مليون وستمائة ألف متر مربع، بطاقة إنتاج تتراوح بين 20 إلى 30 في المئة من إجمالي طاقتها الإنتاجية، على طريق تشغيل الإنتاج الكامل لها في مدة أقصاها ثلاثة أشهر.
أبوظبي حاضرة
ونظرًا لضعف القطاع الخاص اليمني من تشييد مشروعٍ استراتيجيٍ بقطاع الكهرباء، تدخل الإمارات بشكل جدي في تشييد مشروع محطة الطاقة الشمسية التي تنفذه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، عقب توقيع اتفاقية مع وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية في ديسمبر 2022 لتعزيز منظومة الكهرباء في عدن، من خلال تركيب أكثر من 210 ألف لوحٍ للطاقة الشمسية على مساحة تبلغ نحو 1.6 مليون متر مربع من أصل مليوني متر مربع، مع ناقل بطول 9 كيلومترات لنقل وتصريف الطاقة المنتجة.
هذا وقال الفنان التشكيلي اليمني نبيل شرف إن “أزمة الكهرباء تعطل أعمالاً كثيرة، والبطارية لا تعطي مجهوداً مثل الكهرباء العامة”.
من جانبه قال مدير عام مؤسسة كهرباء عدن سالم الوليدي: “بإذن الله تعالى سيكون هذا المشروع داعماً بشكل كبير جداً خلال الصيف القادم وكذلك ندعو الأشقاء لمساعدتنا بتوفير الوقود لجميع المحطات ليتم تشغيل جميع المحطات في كهرباء عدن”.
وأوضح المدير الفني لمحطة الطاقة الشمسية سليمان العطيات أن “محطة الطاقة الشمسية 120 ميغا واط، تم فيها تركيب أكثر من 210 آلاف لوح شمسي، وسعة اللوح تتراوح ما بين 565 واط إلى 570 واط ومقسمة إلى 12 محطة فرعية، وكل محطة 10 ميغا واط، ونأمل في المستقبل بأن تتوسع هذه المحطة إلى 600 ميغا واط”.
مشروع متاح للتوسعة
ميزة المشروع أنه شيد بقابلية للتوسعة، حيث يمكن للحكومة اليمنية أو المانحين إضافة ألواحٍ شمسية للمشروع نفسه لحد توليد 650 ميجاوات، كون مساحة الأرض المفتوحة تتيح للمحطة الشمسية لتكون بطاقة إنتاجية عالية، مما ستسهم أكثر بتقليص أزمات الكهرباء الناتجة عن نقص الوقود وتراجع عمليات الصيانة لمحطات الطاقة في مدينة عدن.
فوائد وعائدات
محطة الطاقة الشمسية ستوفر نحو 100 مليون دولار أميركي يتم إنفاقها على وقود الديزل ومحطات الطاقة الكهربائية المستأجرة وفقًا للحكومة اليمنية، لا سيما وأنها ستسهم في تخفيف معاناة المواطنين من انقطاعات الكهرباء الناتجة عن نقص الوقود وتراجع عمليات الصيانة لمحطات الطاقة اللذين كانا من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى أزمة كهرباء مزمنةٍ على مدار سنوات طويلة.