هيئة تحرير الشام أفرجت عن الحنيطي بعد نحو 6 سنوات من الاعتقال
أفرجت هيئة تحرير الشام عن القيادي السابق في التيار السلفي الجهادي بالأردن، والمنشق عن تنظيم داعش سعد الحنيطي، بعد نحو 6 سنوات من اعتقاله.
Reports that HTS has released former ISIS ideologue Dr. Sa'd Hnaythi سعد الحنيطي. Hnayti is Jordanian. He traveled to Syria in April 2014 to mediate between JaN جبهة النصرة & ISIS. He joined ISIS later, but was said to have left them in May 2018 one month before HTS arrested him pic.twitter.com/uxTQIISuAI
— Nihad Jariri (@NihadJariri) March 19, 2024
واتهمته هيئة تحرير الشام حينها الحنيطي الذي كان يعتبر أحد مسؤولي الاغتيالات بداعش بأنه أحد رؤوس الخلايا التابعة للتنظيم في إدلب، وأنه يدير جانبا من عمليات التفجير والاغتيال في المحافظة لاسيما العمليات التي تتعرض لها كوادر هيئة تحرير الشام.
عصابة الجولاني تطلق سراح القيادي السابق في تنظيم داعـۦـش "سعد الحنيطي" أردني الجنسية معتقل منذ عام 2018 ..
↫ ويكيليكس الثورة ↬
.↬ https://t.co/Y3vNzyt8xt ↫. pic.twitter.com/LHpxf8KJPP— أبو عزام (@AZAM_1989) March 19, 2024
من هو سعد الحنيطي؟
عمل “الحنيطي” منذ دخوله سوريا في 2014 بعد خروجه من السجون الأردنية على التواصل بين “جبهة النصرة” الاسم القديم لهيئة تحرير الشام و”تنظيم داعش” ثم اختفى بعدها.
ويجد المتتبع للخط الزمني بين تحول الأردني سعد الحنيطي من سلفي حراكي؛ إلى جهادي، ثم قاض في صفوف جبهة النصرة، فتنظيم الدولة؛ أن محطات مهمة شكلت انعطافة في تفكير الرجل، الذي برز نجمه في التيار السلفي الجهادي الأردني عقب ما يسمى بالربيع العربي بسبب محاولاته “عقلنة التيار” و”الانخراط في الحراك الشعبي والمسيرات”.
تأثره بسيد قطب
درس الحنيطي التاريخ في ثمانينيات القرن الماضي بجامعة اليرموك شمال الممكلة، وفُصل خلال دراسته لفصل أو فصلين بسبب “مواقفه السياسية”، وتأثر في تلك الفترة بسيد قطب وفكرة “الحاكمية”، ودخل في فترة التسعينات في تيار سلفي صاعد.
يقول خبراء في الشؤون الجهادية، إن الفكر الراديكالي للحنيطي بدأ بالظهور متأثرا بسيد قطب، بينما يشير البعض إلى أن الإندماج الحقيقي لسعد الحنيطي في التيار السلفي الجهادي؛ بدأ بين عامي 2008 و2011، وفي هذه الفترة تحديدا أصبح الحنيطي عضوا في التيار السلفي الجهادي، وعضوا قياديا، ليتعزز اندماجه بعد إبعاد المنظر الجهادي عمر محمود المعروف بـ”أبو قتادة الفلسطيني” عام 2013 من بريطانيا إلى الأردن.
مبايعة البغدادي
أمضى سعد الحنيطي فترات طويلة في السجون الأردنية، قبل الإفراج عنه بكفالة، في أغسطس 2013، بعد تردي حالته الصحية بسبب إضرابه المتواصل عن الطعام.
بحسب بعض المتخصصين في شؤون الفكر الإسلامي، سافر الحنيطي بعدها إلى العراق، معلنًا مبايعته لـزعيم تنظيم داعش الإرهابي “أبوبكر البغدادي” في 2014، والذي رفض الأخير توليه مناصب شرعية، لينتقل بعدها إلى سوريا للمصالحة بين “جبهة النصرة” والفصائل الإسلامية الأخرى.
الانشقاق عن داعش
في مايو من عام 2018، أعلن الحنيطي انشقاقه عن داعش، وفق رسالة”مسربة” نشرتها مواقع جهادية، إذ لفت إلى أن خروجه جاء بعد فشل بناء “الخلافة” المزعومة في العراق وسوريا، والتي تعود إلى أسباب عدة، أبرزها تولي العراقيين مناصب الصفوف الأولى، دون سند علمي، وتولى بعضهم مناصب شرعية دون أن يحسن أحدهم قراءة الفاتحة، حسب رسالته.
واختتم رسالته بأن “القضاة” يتبعون الأمنيين، وبالتالي يبتعدون بأحكامهم عن العدل والمساواة ورد الحقوق إلى أصحابها، وأنه فشل في تطبيقه الشريعة على نفسه.
أبو ماريا القحطاني
ولا يعد الحنيطي أول شخص تفرج عنه هيئة تحرير الشام خلال الفترة الماضية، إذ سبقه العديد ممن تم اعتقالهم العام الماضي من قبل الأمنيين في الهيئة، وكان أبرزهم أبو ماريا القحطاني، وهو من الجنسية العراقية بعد اعتقاله لأشهر، بتهمة التواصل مع جهات معادية.
Abu Mariya Al-Qahtani officially absolved by Hay’at Tahrir Al-Sham of accusations of collaborating with U.S. led coalition pic.twitter.com/Z08Hx31r5A
— Aymenn J Al-Tamimi (@ajaltamimi) March 7, 2024
وجاء في بيان اللجنة القضائية، بعد الاطلاع في قضية “المتهمين بالعمالة” براءة المدعى عليه ميسر الجبوري – أبو ماريا القحطاني – من تهمة العمالة، والإفراج عن ميسر الجبوري.
عملية الإفراج وبحسب ناشطين جاء وسط مفاوضات سرية موازية بين زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني وأبو أحمد زكور، الذي انشق عن هيئة تحرير الشام في ديسمبر وسط محاولة اغتيال مزعومة، مما دفعه إلى الكشف عن معلومات حساسة عن الجولاني.
وكانت نتيجة هذه المحادثات المزعومة بحسب ناشطين هو إطلاق سراح القحطاني، ومقابل صمته، يعود زكور إلى إدلب وسيقوم كلاهما بإعادة تنفيذ مبادراتهما في شمال حلب، والتي تهدف إلى توسيع نفوذ هيئة تحرير الشام وتوسيع الروابط التجارية.
كما تم إطلاق سراح 420 آخرين من سجون هيئة تحرير الشام، قبيل شهر رمضان ووسط المظاهرات المناهضة لهيئة تحرير الشام في إدلب.