مقتل أبو ماريا القحطاني يأتي بعد أقل من شهر من إفراج الجولاني عنه
قُتل عضو مجلس الشورى والقيادي في “هيئة تحرير الشام” التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال غرب سوريا، “أبو ماريا القحطاني”، وهو عراقي الجنسية واسمه المعروف ميسر علي موسى عبد الله الجبوري وعدد من مرافقيه إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفته في منطقة سرمدا بريف إدلب الشمالي.
وكشفت الزميلة في أخبار الآن الصحفية نهاد جريري والخبيرة في شؤون الجماعات الجهادية أن التقارير الأخيرة نفت أن يكون الاغتيال ناجما عن انتحاري، وإنما عن طريق قنبلة تم تفجيرها عن بعد في سيف تم إهداؤه لأبو ماريا بحسب التقارير.
New reports deny the assassination was caused by a suicide bomber. It's being revealed the cause was a remotely detonated bomb cased in a sword gifted to Abu Maria the night before. pic.twitter.com/OcCjuEo6NH
— Nihad Jariri (@NihadJariri) April 4, 2024
وبحسب وسائل إعلام مناهضة لهيئة تحرير الشام، نعى إعلاميون عسكريون مقربون من “تحرير الشام” وقياديون في الفصيل “القحطاني” الذي كان من كبار المساعدين المقربين لزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني.
نبأ مقتل القحطاني أكده أيضا رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في “تحرير الشام“، عبد الرحيم عطون، الذي قال عبر تلغرام إن “القحطاني” قتل جراء هجوم باستخدام حزام ناسف، نُفذ على يدي عنصر ينتمي لتنظيم داعش وفق روايته.
لكن قياديين منشقين عن هيئة “تحرير الشام” ونشطاء كثر اتهموا قائد التنظيم، “أبو محمد الجولاني”ـ بالوقوف وراء عملية اغتيال “القحطاني”،
والله هل أبو الجوج مو سهل منوب
حتى إيدو اليمين وقت الجد قطعها 😂#الجولاني اليوم وبعملية نوعية يصفي أبو ماريا القحطاني بعد ضغوطات عليه لإخراجه من السجن
اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وخلص أهلنا في إدلب من شرهم سالمين pic.twitter.com/kds7dLd73H— مؤيد حبيب أبو وائل (@AbuWael_Daraya) April 4, 2024
من بين من اتهم الجولاني أيضا كان القيادي السابق في “الهيئة” والمنشق عنها صالح الحموي، والذي قال إن “الجولاني” اغتال “القحطاني” في كمين على طريق سرمدا مع مرافقيه، وإنه مستعد لقتل أي شخص يقف في طريق سلطته.
#عاجل
الجولاني يغتال أبو ماريا القحطاني منذ قليل في كمين على طريق سرمدا مع مرافقته
الجولاني مستعد يقتل أي شخص يقف في طريق سلطته ….— أس الصراع في الشام (@asseraaalsham) April 4, 2024
حساب أبو يحيى الشامي الذي عمل مع عدة فصائل كان اخرها هيئة تحرير الشام أكد كذلك نبأ مقتل القحطاني وحذر من أن هذا المصير تفسه سيلقاه قادة آخرون، مشيرا إلى تحذيره في وقت سابق من أنه أبلغ بأن الجولاني سيضحي بكبش فداء قريبا ويلصق التهمة بغيره.
📌 قيادات الهيئة الذين يظنون أنهم ليسوا على طريق القحطاني يراجعوا عقولهم.. الجولاني سيقتلكم جميعاً ويستبدلكم بطاقم جديد.
لا نجاة لكم إلا بالاصطفاف مع الثورة وأهلها.#الثورة_السورية_الثانية#الجولاني_عدو_الثورة
للانضمام إلى القناة 👇🏻https://t.co/kxm6J7DWkw https://t.co/xSE7lpPdp6— أبو يحيى الشامي (@borwjj) April 4, 2024
وفي رواية متداولة عبر حسابات “تلجرام” مقربة من “تحرير الشام”، فإن انفجارًا حصل داخل مضافة القيادي “أبو ماريا القحطاني” في سرمدا، وهي بعض المعلومات الواردة أيضا على موقع “إكس”.
هذه صورة أبو أمير كوسنيا مصاب كان في المضافة أثناء التفجير الذي قتل القيادي أبو ماريا القحطاني #العراقي
📌أرسل الجولاني وأبو أحمد حدود وفد ثلاث أشخاص بلباس العشائر ومعهم سيف عربي ليقدموه هدية للقحطاني وبعد دخولهم كبس الكبسة الجولاني وفجرهم وهرب… pic.twitter.com/VnpDqfq5i1
— مزمجر الثورة السورية (@mzmgr941) April 4, 2024
اغتيال بعد تبرئة من قضية العمالة
مقتل “القحطاني” يأتي بعد أقل من شهر من إفراج “تحرير الشام” عنه، إثر اعتقاله نحو 7 أشهر على خلفية ملف “العمالة والاختراق والتواصل مع جهات معادية داخلية وخارجية”.
وجاء في بيان اللجنة القضائية، بعد الاطلاع في قضية “المتهمين بالعمالة” براءة المدعى عليه ميسر الجبوري – أبو ماريا القحطاني – من تهمة العمالة، والإفراج عن ميسر الجبوري.
Abu Mariya Al-Qahtani officially absolved by Hay’at Tahrir Al-Sham of accusations of collaborating with U.S. led coalition pic.twitter.com/Z08Hx31r5A
— Aymenn J Al-Tamimi (@ajaltamimi) March 7, 2024
وخضع القحطاني للإقامة الجبرية في منتصف أغسطس الماضي، إثر اعتقال خلية تعمل لصالح “التحالف الدولي” واعتراف أفرادها بتورطه.
وأعلنت هيئة تحرير الشام حينها عن تجميد مهام وصلاحيات القيادي في صفوفها أبو ماريا القحطاني.
وقالت في بيان لها: “القحطاني أخطأ في إدارة تواصلاته” دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل.
وتتكتم هيئة تحرير الشام عن مصير العملاء، وتجري عمليات إعدامهم في ظروف مجهولة كما تدفن جثثهم بطريقة سرية ولا تسلمها لذويهم إلا في حالات خاصة.
واعتقل الجهاز الأمني التابع لـ”الهيئة” عشرات العناصر العسكرية بينهم قيادات في الصفوف الأولى.
وأفادت معلومات سابقة أن هيئة تحرير الشام نقلت القيادي “أبو ماريا القحطاني” من مقر احتجازه بعد أشهر من اعتقاله بتهمة العمالة لجهات خارجية والتحضير لانقلاب على قيادة الهيئة.
من هو أبو ماريا القحطاني
يعد “أبو ماريا” الرجل الثاني في “تحرير الشام”، وبحسب وسائل إعلام له اسم آخر “أبو الحمزة”، وهو ميسر بن علي الجبوري القحطاني، الملقب بـ”الهراري” نسبة إلى قرية هرارة العراقية، التي انتقل إليها من قرية الرصيف بعد ولادته فيها عام 1976.
شارك في تأسيس “جبهة النصرة” (“تحرير الشام” حاليًا) في تشرين الأول 2011، بعد ثماني سنوات من عمله داخل تنظيم “القاعدة” في العراق، وصار نائبًا لزعيمها “الجولاني”.
كان يقود ملف محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وغالبًا ما كان يتم تقديمه من قبل أتباع “تحرير الشام” على أنه عالم دين أو شيخ، لكنه قائد ومنفّذ ورجل أعمال أكثر من كونه عالمًا.
ولعب “القحطاني” في الفترة ما بين 2014 و2015 دورًا رائدًا كمنظر أيديولوجي يهاجم “متطرفي” تنظيم “الدولة الإسلامية”.
لكن وخلال الفترة الأخيرة بدا الصراع واضحا بين القحطاني والجولاني وذلك لأسباب أرجها محللون إلى ازدياد نفوذ “أبو ماريا”، إذ أصبحت له الكلمة الفصل في مناطق ريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى ازدياد تدخل “أبو ماريا” في القطاع الأمني، انطلاقًا من مسؤوليته عن ملف تنظيم “الدولة الإسلامية” و”القاعدة” والمجموعات القريبة منهما.
الجولاني وصراعات الزعامة
وبالرغم من سعي الجولاني في الفترة الأخيرة لحل قضية “خلايا التجسس” لعودة الهدوء لكرسي زعامته الهش لهيئة تحرير الشام، إلا انه لا تزال الأزمة تلقي بظلالها على التنظيم من الداخل، فعلى الرغم من إطلاق سراح العشرات من القادة العسكريينَ الذين اعتُقلوا خلال الأشهر الماضية، لاسيما مع تفاقم الخلافات بشكل سريع والتي امتدت إلى حد المطالبة بتغيير مجلس قيادة الهيئة.
وتعود هذه القضية إلى الحملة الأمنية التي شنتها هيئة تحرير الشام المسيطرة عسكريًا على إدلب، وأجزاء من ريف محافظات حماة وحلب واللاذقية في يونيو/حزيران الماضي واستهدفت قيادات بارزة من التنظيم كان أبرزهم أبو ماريا القحطاني، الشخصية المؤثرة في الدائرة الداخلية للجماعة، لكن ما زاد الأمر تعقيدا كان اعتراف زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني أن المفرج عنهم قد اتُهموا خطأ بسبب أخطاء ارتكبت أثناء التحقيقات التي جرت بطريقة غير قانونية، مؤكدا ما أثير قبل ذلك بشان انتزاع اعترافات بقوة التعذيب والابتزاز.
وبالتزامن مع هذه التطورات، تشهد مدينة إدلب تنظيم مظاهرات شبه يومية، ضد ممارسات “هيئة تحرير الشام” وقائدها أبو محمد الجولاني، التي طبقتها في سجونها على الموقوفين في قضية “الخلية الأمنية”.
ويطالب المتظاهرون بإطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون “تحرير الشام”، وبتشكيل “جهاز قضائي عادل ومستقل”، للنظر في الشكاوى ضد ممارسات عناصر وأمنيي الهيئة.