هل تستطيع حماس البقاء في غزة كمجموعة أو كفصيل سياسي بعد انتهاء الحرب؟
أكد الكاتب والمحلل الفلسطيني أحمد فؤاد الخطيب أن إمكانية تحقيق السلام في قطاع غزة تتعلق بحركة حماس مرحليا، مشيرا إلى أن القبول بوقف إطلاق نار مؤقت سيؤدي بكل تأكيد إلى انتهاء الحرب بشكل مستدام.
وأضاف الخطيب خلال لقائه في برنامج “خبرني أكثر” أضاف أن هناك رغبة في أن الجانب الإسرائيلي ينسحب الآن بشكل كلي، ويتم الأمر في إطار صفقة تبادل ويتم القبول بوقف إطلاق النار بشكل دائم، لكن لفت إلى أن هذا الأمر صعب في المرحلة الحالية لأن الجانب الإسرائيلي أمام ضغط في الجبهة الداخلية لاستعادة كل الرهائن وفي نفس الوقت لتحقيق تغيير جذري في قطاع غزة لمنع حدوث 7 أكتوبر آخر.
وأضاف الخطيب أن الولايات المتحدة بعد وقف إطلاق نار لمدة ستة أسابيع في إطار الاتفاق الذي يتم الحديث عنه لا يمكن أن تسمح للجانب الإسرائيلي بالعودة للحرب لأن هناك اعتبارات أمريكية سياسية من بينها الانتخابات الداخلية.
كما عبر الكاتب والمحلل الفلسطيني عن أمنيه بأن يكون هناك واقعية من قبل حركة حماس للقبول بالاتفاقات التي تم تقديمها عبر التفاوض في القاهرة من قبل مدير المخابرات الأمريكية ومدير المخابرات القطرية والمصرية والإسرائيلية، ما يعني أن لدينا شيء واقعي ممكن يؤدي إلى انتهاء الحرب.
وحول السؤال المطروح بشأن “لو سلمت حماس كل المخطوفين ألا يعني أنها تستغني بذلك عن الورقة الوحيدة للتفاوض؟، يقول الخطيب إنه من الناحية الأخلاقية يرى أن هذا الأمر غير أخلاقي وأن حماس عمليا هكذا تختبئ خلف رهائن معظمهم مدنيين من الجانب الإسرائيلي، لكنه أعاد التأكيد على أن الاتفاق المرحلي بستة أسابيع يمكن بكل سهولة يتم تحويله إلى اتفاق دائم، إذا كان هنالك في رؤية سياسية لدى حماس أن تطرح برنامج جديد، برنامج لا تصر فيه على أن غزة تكون قلعة للمقاومة كما تدعي حماس، وأن يكون هناك توجه لدى السياسة لدى المفاوضات، حتى لو احتفظت حماس بجزء أو بعض من وجودها أو حتى ترسانتها العسكرية التي لم تدمر بعد، يمكن أن يكون هناك أفق سياسي، من المفترض أن تكون الحرب وسيلة للسلام، ولكن حماس لا تستغلها لتحقيق شيء ولا لتغيير الوضع القائم في قطاع غزة.
يضيف الخطيب: “برجع التعويل من وجهة نظري هو على أن الجانب الأمريكي بالإضافة إلى بعض الأطراف الأوروبية من الصعب أن يسمحوا للجانب الإسرائيلي باستئناف الحرب أو على الأقل استئنافها بالشكل الحالي. قد يكون هناك بعض عمليات أو بعض الضربات والاغتيالات، ولكن أنا متعمق مع الجانب الأمريكي وبحثت مع أناس في المطبخ السياسي، وهنالك رغبة حقيقية لحل الأزمة، لأن هذا الأمر سبب صداعا ضخما جدا للإدارة الأمريكية، وهنالك فرصة حقيقية حتى في ظل اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت أن يتم البناء على هذا الأمر واستغلال الموقف الأمريكي لتحقيق ذلك”.
لكن كيف يختلف الضغط الأمريكي حاليا عن السابق فرغم عدم موافقة الإدارة الأمريكية على بعض ما تقوم به إسرائيل، إلا أنها تفعل ما تريد؟
في هذا السياق يقول الخطيب “هناك عدة أسباب، السبب الأكبر والأهم هو أن الولايات المتحدة مقبلة على انتخابات رئاسية قد تفرض أمورا مصيرية، ليس فقط احتمالية عودة ترامب، ولكن هناك أيضا استقطاب كبير، وهناك الديمقراطيين خسروا كثيرا من الأصوات العربية والإسلامية، ومن ثم هناك رغبة لوقف الحرب قبل بدء البرنامج الانتخابي هذا من ناحية، من ناحية ثانية هناك مأزق في موضوع الحوثي وباب المندب وإطلاق الصواريخ على السفن التجارية. فالولايات المتحدة لا تريد أن توسع نطاق هذه المواجهة حتى لاحظنا أن الضربات العسكرية يعني لا تزال نوعا ما محدودة والحوثي عنده القدرة ليس فقط القدرة التكتيكية لكن القدرة الإعلامية والقدرة النفسية أن يؤثر على حركة الملاحة في هذا الممر الحيوي”.
يضيف الخطيب “يوجد أيضا موضوع حزب الله في لبنان هناك تخوف شديد جدا من قبل الإدارة الأمريكية لأن حرب لبنان ستكون مدمرة أكثر من حرب غزة على لبنان، وسيكون هناك أضرار وضحايا كتيرين لدى الجانب الإسرائيلي، وبالتالي ستضطر الولايات المتحدة أن تدخل وبقوة على هذه الخط لحماية إسرائيل أو لدعمهم وهذا سيزيد الأمور تعقيدا. ومن ثم قد تتعرض القوات الأمريكية في المنطقة لهجوم وأيضا قد تشتعل جبهة الأردن كما نرى في اضطرابات كثيرة فضلا عن سوريا والعراق، وبالتالي هناك أسباب عسكرية جيواستراتيجية بالإضافة للأسباب السياسية الداخلية لدى الجانب الأمريكي، وغزة هي المفتاح، إما وقف كلي لبعض هذه الجبهات أو منع التصعيد المستمر، لذا أنا أدعو أن لا يتم الاستهانة برغبة أمريكا بتحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف شامل”.
ما مدى واقعية اشتراط حماس أن يغادر الجيش الإسرائيلي غزة قبل أن توافق على وقف دائم لإطلاق النار؟
يرى الخطيب أن هذا الأمر غير واقعي رغم رغبته الكبيرة في انسحاب الجيش الإسرائيلي. يضيف “لكن الجيش الإسرائيلي مستحيل بعد الذي حدث في 7 أكتوبر وبعد حرب ستة شهور وبعد الخسائر الاقتصادية أو الخسائر في الأرواح وبعد المشاكل السياسية والدبلوماسية التي سببتها حرب غزة للجانب الإسرائيلي مستحيل أن ينسحب بدون وجود بديل إداري أو سياسي لحركة حماس. هنالك في واقعية الأن لدى الجانب الإسرائيلي أن حماس لن يقدروا على تدميرها. ليس بسبب أن حماس لديها فكرة أو أيديولوجية، لكن حماس متجذرة في قطاع غزة من 18 أو 19 سنة، وهذا يعني 6 أشهر وحرب مدمرة لوحدها غير كفيلة بتأهيل هذا الواقع، ومع ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي سيؤدي إلى إعادة انتشار عناصر حماس إلى عودة حماس الإدارية بشكل أو بأخر، وهذا سيكون كارثة سياسية على حكومة الحرب في إسرائيل وعلى نتنياهو، الذي يتعرض لمحاسبة قانونية وسياسية، لأنه سيدفع أثمان باهظة مقابل هذا الأمر.
يؤكد الكاتب والمحلل الفلسطيني خلال حديثه ببرنامج “خبرني أكثر” أن الأهم من ذلك ان قوة الردع الإسرائيلي ستنتهي إلى الأبد، إذا نجحت حركة مثل حماس في قطاع صغير في منطقة محاصرة ومفترض أنها كانت غير قادرة على العمل بالقيام بعملية مثل هذه، وبالتالي فإن قوة الردع سوف تنتهي إلى الأبد، إذا استطاعت حماس أن تعود للسيطرة على قطاع غزة.
لكنه أشار إلى ان هذا الأمر لا يعني أننا وصلنا إلى طريق مسدود، وغنما يقول هذا الشيء حتى يتم التعامل بواقعية مع هذا المتطلب الداخلي الجيواستراتيجي للجانب الإسرائيلي. يتابع ” أعتقد أن أحد المخارج التي يمكن أن تسعى وراءها او تتبعها حماس هو موضوع وجود قوات عربية مؤقتة لحفظ السلام أو عودة السلطة إلى قطاع غزة أو أن تعلن حماس من جانب أحادي هدنة من خمس أو عشر سنوات أنها لا تنوي مهاجمة الجانب الإسرائيلي، بشكل واضح وصريح وعلني كجزء من برنامج جديد لما بعد الحرب من قبل حركة حماس. وقتها سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب لأنه سيجد ما يقوله لجبهته الداخلية حول أنه نجح في خلق واقع جديد وغزة لا تسيطر عليها حماس كليا”.
ماذا تعني الحاضنة الشعبية لحماس داخل غزة؟
حول هذه النقطة أوضح الخطيب أن الحاضنة الشعبية مصطلح موجود في كل الحركات الغير النظامية أو ما يسمى حركات التحرر لكنه يرى أن هناك مبالغة من قبل حماس ومن قبل داعميها في تضخيم حجم هذه الحاضنة الشعبية.
وأوضح “الآن في أناس نعم عقائديا وأيديولوجيا داعمين لحماس كحركة معينة من توجه ديني أو توجه سياسي معين، في أناس داعمين لحماس كجزء من ما يسمى المقاومة أو محور المقاومة، طبعا مصطلح المقاومة الشعب الفلسطيني شعب محتل، شعب تعرض لكثير من الظلم. مصطلح المقاومة له دعم كبير في غزة وحماس نصبت نفسها مرادفا لكلمة المقاومة لكنها من وجهة نظري تختبئ خلف رواية المقاومة. وهناك أناس ينظرون لما تفعله حماس على أنه السبيل الصحيح رغم اختلافي الشديد معهم لأنني ضد العنف والمقاومة المسلحة أراها ضارة جدا بالشعب الفلسطيني وفي أجزاء كثيرة منها غير أخلاقية، ومع ذلك هناك أناس تدعم حماس من باب مصطلح المقاومة، بينما هناك آخرون يدعمون حكومة حماس كبديل عن سنوات فساد السلطة واستفراد بعض عناصر حركة فتح بالحكم”.
يضيف الخطيب أن هناك طبقة أخرى من طبقات الحاضنة الشعبية تدعم حماس لأنها من وجهة نظرهم السبيل الوحيد للحصول على وظائف وبعض المميزات، لكن من ناحية المعارضة هناك طبقة تعارض حماس عقائديا ومن ناحية الأيديولوجية الإسلامية أو التوجه أو الانتماء للإخوان، مثل أعضاء حركة فتح فهم بشكل مباشر أو غير مباشر ضد حماس عقائديا وضد برنامج حماس الذي يرونه تخريبا لأوسلو ولعملية السلام والتفاوض التي قام بها أبو عمار واستمر فيها أبو مازن، بالإضافة إلى آخرين يرون أن حكم حماس جلب الحصار والحرب ولم يؤدي إلى أي تقدم بل بالعكس تسبب في مقتل عشرات الآلاف بشكل غير مسبوق، بعدما وضعت حماس الفلسطينيين في وجه المدفع واختبا عناصرها تحت الأرض.
هل ما يقال بشأن عدم القدرة على حماس عسكريا يعد انتصارا للحركة؟
من وجهة نظر الكاتب والمحلل الفلسطيني أحمد فؤاد فإن حماس تعمل على تسخير هذه الأحداث أو هذه النتيجة لخدمة رواية الانتصار العظيم “الرباني” كما تدعي، مشيرا إلى تصريحات إسماعيل هنية عندما كان في إيران وهو يتحدث أن 7 اكتوبر حققت إنجازات عظيمة للشعب الفلسطيني، وهو تصريح يراه الخطيب معيب ولا يصح أن يصدر عن شخص من غزة.
يضيف الخطيب ” لكن للأسف هذه هي حماس الآن يعني في استماتة لإظهار حققت إنجازا ولذلك لايريدون وقف إطلاق نار مرحلي ولكن يريدون أكبر عدد ممكن من السجناء، كما كان يظهر الملثم أبو عبيدة ويتحدث عن تبييض السجون، والىن الحديث عن 800 أو 900 سجين أو ألف فلسطيني على الأكثر، ونحن رأينا بعد صفقة شاليط نصف هؤلاء الذي خرجوا من صفقة شاليط أعادت إسرائيل أسرهم”.
كما استنكر الخطيب مطالبات حماس حاليا بشان إعادة إعمار غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي بينما كانت غزة معمرة قبل ما يقومون به ولم يكن هناك جندي إسرائيلي بالقطاع، متسائلا عن شعاراتهم بشان التحرير والأقصى وكذلك غياب أي أفق سياسي.
وأكد الخطيب أن حركة حماس إذا استمرت في السيطرة على غزة أو في حكم غزة فهذا يعني أنها انتهت إلى الأبد دون عودة، وستتحول إلى صومال مصغرة متقطعة الأجزاء، قبائل هنا وقبائل هنا وبعض المسلحين هنا وبعض الحركات هناك، مطالبا حركة حماس بضرورة التضحية والتنازل ليس فقط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بل لإنقاذ القضية نفسها، لاسيما مع ما يقوم به المستوطنون في الضفة الغربية بدعم بن غفير وسموتريتش ونتنياهو وغيرهم وبالتالي يحتاج هذا الأمر إلى وحدة حقيقية وهذا يتطلب غزة.
اقترحت أن تقوم الدول العربية بإرسال جنود إلى غزة والعمل على تهدئة الوضع هناك. ما هي الدول التي يمكن أن تشارك في هذه المهمة؟ وهل أجريت محادثات أو طرحت أفكارك مع أي من هذه الدول؟
يجيب الخطيب على هذا السؤال بالقول “نعم هناك عدة جهات تمشي في هذا المسار، وأنا كنت من الداعمين منذ بداية الحرب إلى أن يتم إنشاء قوات حفظ سلام أممية عربية تحت مظلة دولية تقوم بدور انتقالي مرحلي لحفظ الأمن وحفظ الاستقرار في غزة تكون بديلا أمنيا عن حركة حماس بحيث أن الولايات المتحدة والجانب الإسرائيلي ينظر إلى هذا الأمر بأنه لن يسمح بوجود حركة حماس كجهة إدارية تسيطر على قطاع غزة، وفي نفس الوقت ينقذ قطاع غزة من التدمير الكامل الشامل”
يوضح الخطيب من وجهة نظره مهمة هذه القوة فيشير إلى أنها تتولى مهم حفظ السلام من ناحية منع الجريمة، والمساعدة في توزيع المعونات الإنسانية والطعام، وكذلك تأمين الميناء البحري الذي يتم إنشاؤه من قبل الولايات المتحدة. كما اقترح عمل مدرج صغير للطائرات لدخول وفود إنسانية وطبية إلى قطاع غزة.
لكن كيف تعمل هذه القوة وما هي مهامها؟
حماس يجب أن يعني تكون تعطي مثل تقول موافقة سياسية مبدئية على الأمر بحيث أن هذا يحيد مقاومة أي من عناصر حماس لا هذه القوة. لكن أنا مثلما قلت لك الفكرة إن مرحليا هذه القوى لن تقوم. يعني الاقتراح أنا واقتراح كثير من الجهات أن لا تقوم هذه القوات بعمل يعني
يقول الخطيب إن اقتراحه واقتراح كثير من الجهات ان لا تقوم هذه القوة بعمل ما يسمى مكافحة الإرهاب، لكن الفكرة هي أن تحفظ الأمن والاستقرار ما بين المواطنين حتى يتم التوصل إلى صيغة معينة لإدارة قطاع غزة، لكنه تطرق إلى نقطة ان الدول المشاركة قد تحتاج إلى بعض الحوافز لا سيما مع وجود مخاوف كبيرة بشأن خسارة بعض الجنود أو ان يتم اتهامهم بأنهم قوة احتلال بغطاء دولي.
يضيف ” بعض الدول المحيطة بغزة لها علاقات ثقافيةعريقة مع غزة مثل مصر والأردن، وهاتين الدولتين لديهم مشاكل اقتصادية معروفة، فأنا أقترح يعني وبشدة أن يكون هناك فيه حوافز اقتصادية ومالية لهذه الدول بحيث أن يكون في رغبة بالمشاركة هذا أول شيء، ثاني شيء أن يكون هنالك في دعوة رسمية من قبل السلطة وغطاء دولي شرعي بحيث أن لا ينظر إلى هذه القوات إنها قوات احتلال أو قوات تابعة للجيش الإسرائيلي. وثالث شيء هو حق استخدام القوة بأن يكون هناك قواعد اشتباك معينة تحت أي ظروف”.
ويشدد الخطيب على أن وجود هذه القوات أفضل من عدمه بكل تأكيد لكنه لفت إلى أنه حتى يوافق الجانب الإسرائيلي سيريد تطمينات مثل عدم تعرضه إلى أي هجمات في وجود قوات حفظ السلام أو إطلاق صواريخ على إسرائيل، مضيفا أن هذه القوات وإن لم تكن مهمتها مهاجمة حماس أوالقضاء عليها فهي في نفس الوقت من مهمتها منع مهاجمة الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة لتثبيت وقف إطلاق النار الدائم.
هل تعتقد أن إسرائيل يمكن أن توافق على هكذا مقترح؟
يرى الخطيب أنه إذا تم التوافق على هكذا مقترح ستقبل إسرائيل، مشيرا إلى أنه على اتصال مع كثير من الأطراف الإسرائيلية من مختلف الجهات بما فيها الجهات الأمنية.
ويضيف أن الجانب الإسرائيلي يرى نفسه متورطا في الحرب بسبب عدم قدرته على القضاء على حماس كليا بالتزامن مع تزايد الضحايا المدنيين والدمار الحاصل في غزة والذي بدأ في تغير الرأي العالمي ضده، فرعم الدعم الأمريكي لكنه لديه مشكلات عسكرية وسياسية ويريد الخروج من هذا المأزق، كما أنه مهتم بموضوع التطبيع مع بعض البلدان العربية، ضمن استراتيجية طويلة الأمد ليس في وجود نتنياهو فقط ولكن مع ما يمكن تسميتها بالدولة العميقة في إسرائيل والتي لها أهداف ما بعد الحرب في غزة، بعدما أضعفوا قدرة حماس بشكل قوي ولن تستطيع القيام بهجوم مماثل حتى بعد عشر سنوات على الأقل ومن ثم يبدو هذا مخرج بشكل واقعي وعملي. .
غزة رغم الدمار قد تكون نواة جديدة للدولة الفلسطينية الحقيقية
يقول الخطيب إنه يؤمن بشكل كامل أن غزة لو تحولت إلى نموذج ناجح للإدارة الفلسطينية الذاتية ذات السيادة في ظل إطار دولة فلسطين، ستثبت للعالم وستفرض على الجانب الإسرائيلي أنه يتم إنهاء الاحتلال في الضفة الغربية والوصول لحل عادل ما بين الطرفين لامتداد السيادة الحقيقية إلى الضفة الغربية، مضيفا أنه لا توج سيادة ولا سلطة حقيقة حاليا بدليل أن أصغر جندي إسرائيلي في نصف ساعة يستطيع أن يكون في قلب رام الله إذا أراد، لكنه جدد التأكيد على ثقته في أن غزة رغم الدمار ورغم الوضع الصعب قد تكون نواة جديدة للدولة الفلسطينية الحقيقية.
هل تستطيع حماس البقاء في غزة كمجموعة أو كفصيل سياسي بناء على رؤيتك؟
فيما يلي إجابة الكاتب والمحلل الفلسطيني أحمد فؤاد الخطيب بالتفصيل.
“أنا لا أنكر أن حماس جزء من الشعب الفلسطيني وحماس هي جزء من النسيج المجتمعي الفلسطيني وهذا تحدي كبير لكن هنالك يعني أطياف مختلفة من حماس”.
“التحدي الأكبر هو أن حماس بشكلها الحالي بصيغتها الحالية ميثاقها الحالي بتصريحاتها الحالية لا يمكن أن تكون جزء فعال من الحكم الفلسطيني، ولا يمكن أن تكون جزء حقيقي من المستقبل الفلسطيني لسببين بسيطين يعني وضحت للكل أولا أن حماس فشلت فشلا ذريعا إداريا. يعني حتى لو بدك تحكي أنك أنت موافق على العنف أو المقاومة المسلحة في توظيف المقاومة المسلحة لا يعني أي إنجازات حقيقية سياسية تؤدي إلى الحصول على الحقوق الفلسطينية تؤدي إلى الدولة الفلسطينية، تؤدي إلى استقرار تؤدي إلى الحفاظ على حياة الفلسطينيين”.
“الإنسان هو العنصر الأساسي في الحياة إذا أردنا في الدولة، وإذا أردنا في السياسة بدنا في المقاومة، إذا أنت مقاوم تؤدي إلى دمار وتدمير العنصر الفلسطيني، وأنا لا أتحدث عن أنه أكيد كل شيء في الدنيا فيها تضحيات، لكن هم يستخدمون مصطلحات التضحيات والشهادة بشكل غير أخلاقي لتغطية الفشل السياسي، فحماس، برجع بعد الجواب على سؤالك، بشكلها الحالي لا يمكن أن تكون جزء من من المنظومة السياسية الجديدة بسبب إنها فشلت داخليا كحركة فلسطينية وخارجيا بعد الذي حصل مستحيل، لا يمكن أن تقبل لا إسرائيل ولا المجتمع الدولي ولا حتى هناك أطراف عربية”.
“فقط أؤكد الآن بشكلها الحالي لا يمكن. حماس ممكن أن تتخذ قرار شجاع بإنهاء توجهاتها، تغير جزء من أفكارها تعلن إنها ولا. وعلى الأقل إذا حتى لا يعترفون بإسرائيل على الأقل يعلنون هدنة من قبلهم من طرف واحد لمدة عشر سنوات. أنه لن يتم مهاجمة الأهداف الإسرائيلية. أن يتم يعني التوقف عن التحريض ضد الدول العربية، ضد السلطة حتى ضد الجانب الإسرائيلي، أن يتم التركيز على بناء الدولة، بناء المؤسسات. بناء البرنامج السياسي الفلسطيني الذي سيفرض على الجانب الإسرائيلي وعلى المجتمع الدولي استحقاقات الشعب الفلسطيني، فهذا هو السبيل الوحيد الذي أراه”.
“يتم مهاجمة أي أحد ينتقد حماس يتم اتهامه بانه عميل خاين أنت كذا. هذا الموضوع من أيام التسعينات لكن للأسف الشديد الأن هنالك يعني رؤية أنا أعتقد أنها خاطئة جدا أنا بقول لك الوقت الأن مش مناسب لانتقاد حماس نحن في ظل حرب وفي ظل إبادة إلى أخره، أنا أختلف كليا أنا أرى الأن الوقت أنسب الأوقات هو الآن لأن إحنا فعلا أمام يعني تدمير للشعب الفلسطيني وبأننا ننقذ ما يمكن إنقاذه وبأنه نقدم رؤية سياسية ليس فقط أن نوقف الحرب ونرجع إلى 6 أكتوبر هذا سيكون أيضا كارثي على غزة لأنه سنرجع لنفس الدوامة”.
كيف بعد كل ذلك يمكن أن نصل إلى حل الدولتين؟
يقول الخطيب إنه لا بد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، اعتراف حقيقي بشكل يسمح لها ببناء أنظمتها ومؤسساتها كما في باقي العالم. يضيف “على سبيل المثال نحن كفلسطينيين كسلطة فلسطينية معتمدين على النظام المالي الإسرائيلي ليس فقط بالعملة أو الشيكل وإنما على النظام المصرفي الإسرائيلي فبنك فلسطين على سبيل المثال مربوط ببنك ليومي الإسرائيلي وسموتريتش المتطرف الذي هو وزير المالية، أوقف تغطية القروض يعني يمكن القول إن إسرائيل تكفل الجانب الفلسطيني ماليا في التحويلات العالمية في التعامل المالي. إسرائيل هي بوابة فلسطين المالية لبقية العالم”.
يتابع “لكن لما تعطي اعتراف بدولة فلسطين كمبدأ هذا يسمح للجانب الفلسطيني أن يبدأ ينشئ استقلالية عن الجانب الإسرائيلي، كما ستسمح للجانب الفلسطيني أن ينضم لاتفاقيات مختلفة ويصير له حقوق في الدخول للمحاكم الدولية، الحصول على مساعدات معينة، عمل اتفاقيات تعاون مشترك كدولة مع دولة، فهذا حافز مبدئي. الحافز الثاني هو أن يكون هنالك في تعمير. للضفة ولقطاع غزة، ويكون في تنمية اقتصادية تجذب وتجلب الحياة الكريمة للفلسطينيين”.
بالانتقال إلى الجانب الإسرائيلي، يقول الخطيب “هنالك مخاوف أمنية حقيقية لدى الجانب الإسرائيلي، طبعا أنا أريد أن أحكي هذا شيء بأريحية ولكن ليس بالضرورة ممكن أنا موافق مع كل شيء أو مختلف مع كل شيء، أنا بوصف الحالة الإسرائيلية”.
يتابع “الجانب الإسرائيلي متوجس من موضوع حق العودة، أنا أقول حق العودة هذا للأسف الشديد ليس واقعيا، العودة تصبح عندما تسير الضفة الغربية وغزة خاليين من الاحتلال، العودة تكون إلى الأراضي الفلسطينية في الدولة الفلسطينية في الضفة وفي قطاع غزة. ممكن يكون هنالك في عودة رمزية لدى الفلسطينيين إلى الأراضي داخل، لذا هم يخافون من موضوع العودة لأنه بيقول لك أنت هكذا بدك تمسحنا كدولة ذات أغلبية يهودية”.
يضيف “الجانب الإسرائيلي يريد ضمانات أمنية أو ضمانات سياسية أن يكون هناك احترام للاتفاقية معه، حتى لا يصير خرق لوقف إطلاق النار مثل ما صار في سبعة أكتوبر. إنه ما يكون فيه تحريض من قبل الجانب الفلسطيني على قتل الإسرائيليين عبر عمليات الدهس والطعن وإطلاق النار العشوائي الذي يحدث على مدنيين في إسرائيليين، سواء داخل إسرائيل أو داخل الضفة الغربية الأرض المحتلة. فهذا من ناحية أن يكون هنالك رغبة فلسطينية حقيقية في التعايش السلمي… من وجهة نظرهم من وجهة نظر الجانب الإسرائيلي الفلسطينيين ما بدهم يتعايشوا بجانب سلمي، الفلسطينيين بدهم شيء مؤقت يمكنهم من تقوية موقفهم وتقوية يعني دولتهم”.
كما طالب الخطيب بضرورة تغيير الثقافة لدى الفلسطينيين وتغيير ثقافة المعادلة الصفرية، حتى نصل إلى حلول واقعية وعملية، مؤكدا أن الوقت ليس في صالح الفلسطينيين كما يعتقد الكثيرون. يضيف “هذا اعتبار خاطئ أن الوقت في صالح الفلسطينيين من ناحية التكاثر السكاني من ناحية كذا، لكن أنا أؤكد لك من وجهة نظري ومن تحليلي ومن تعامل مع مختلف أطراف هذه هذه القضية. الوقت ليس في صالحنا. العالم خلاص زهق من القضية الفلسطينية. العالم زهق من إعادة إعمار وتدمير وإعادة إعمار وتدمير. العالم زهق من المعونات اللانهائية للفلسطينيين سواء في السلطة أو حتى في الأونروا”.
عند هذه النقطة تساءل الكاتب والمحلل الفلسطيني، لماذا لم يتم إنشاء دولة فلسطينية ولو مؤقتة على الأراضي الفلسطينية ما بين الثمانية وأربعين وسبعة وستين؟. يقول الخطيب الأمور لا تقاس بالحجم. اطلع على هونغ كونغ. اطلع على سنغافورة. اطلع على لوكسمبورغ. اطلع على الدول الصغيرة. اطلع على المكان الذي أعيش فيه. سان فرانسيسكو يقول لك هو كاليفورنيا. كولاية هي سادس اقتصاد في العالم، أكبر اقتصاد في العالم.. الأمور لا تقاس بالمساحة، انت الأرض اللي عندك نسميها وأعمل فيها يعني سلام حقيقي”
لماذا لا يوجد النموذج الرائع في الضفة الغربية رغم عدم تواجد حماس هناك؟
حول هذا السؤال يقول الخطيب “السلطة الفلسطينية للأسف هي ضعيفة والسلطة الفلسطينية تتبنى اللاعنف كمبدأ سياسي. ولكن هذا لا يساوي مقاومة سلمية أو مقاومة لا عنفية، أو لا يساوي تبني فكرة اللاعنف. هذا من ناحية. هنالك أيضا بعض الأطراف في السلطة الفلسطينية همها المحافظة على المكتسبات سواء الوظيفية سواء المهنية. أحيانا عندما تريد أن تتحدى الاحتلال تتحدى الجانب الإسرائيلي. قد يتطلب هذا الأمر بعض التضحيات.. هذا ليس برنامج تحرري حقيقي، وأنا لا أنظر بالضرورة لبرنامج السلطة الفلسطينية في الضفة. لماذا أبو مازن رفض اقتراح أولمرت؟. وأنا بالمناسبة حكيت مع مقربين من أولمرت اللي كانوا في هذا الاقتراح كان يعني هناك صدمة، جزء من هذا الأمر كان يحدث بحكم عدم سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة وهذا أضعف موقفها التفاوضي”.
يتابع “لكن نرجع مرة ثانية وللأسف الشديد الدعاية الحمساوية، الدعاية الإخوانية في الضفة وفي الأردن وفي بلدان عربية نجحت في أنها يعني تفرض نفسها على الشارع، وصار أي محاولة لتحدي الرواية تتحول لخيانة، لعمالة، ولاتهامات باطلة، أنا للأسف الشديد مرة ثانية أقول يعني هنالك سبب أنه نحن كفلسطينيين بعد خمسة وسبعين سنة لا زلنا محتلين، إحنا للأسف التعددية خاصتنا في نطاق ضيق، يعني مثلا جربنا في الناصرية والعروبة في الخمسينات والستينات وهذا أدى لاحتلال، جربنا حركات التحرر الوطنية الفلسطينية، منظمة التحرير، الجبهة الشعبية، الحركات العلمانية والحركات اليسارية والماركسية وهذا أيضا لم يؤد إلى نتيجة، والآن عبر الثلاثين سنة الماضية نجرب نفس الشي بتيار إسلامي بتيار إخواني مع حماس وكل مقاومة وكل مسلحة. أنا نفسي أفهم إيش المقاومة اللي بعد خمسة وسبعين سنة كل ما تقوم شئ كل م يحتل أرضك وبموت ناسك فألا يدعو هذا إلى التدبر والتفكر بشكل جدي بعيدا عن التقوقع بالبلد والأفكار”.
الخطيب الذي فقد نحو 30 شخصا من عائلته خلال الصراع الفلسطيني، يقول إنه لا يسعى من وراء أفكاره لشهرة أو تحقيق مكتسبات مادية أو شيئ، لكنه لديه رغبة شديدة ليرى تعددية فكرية حقيقية لدى الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بكل الحقوق المدنية وحقوق المرأة والاعتدال الديني، بعد أن يرى ذلك في التوجه السياسي أو النضالي للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني.
كيف السبيل للخروج من غزة في ظل الوضع الإنساني الصعب وكيف تستطيع إخراج الناس وإلى أين؟
وبينما يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة وضعا إنسانيا مأساويا، يقول الخطيب إنه يحاول المساعدة قدر المستطاع عبر تقديم استشارات لمن يريد الخروج من القطاع، رغم عدم قدرته الكبيرة على ذلك لكنه يستغل علاقاته في ظل الصعوبة المالية لمن يرديون الخروج، حيث يعمل على التنسيق مع بعض السفارات للتواصل مع مواطنيهم بالقطاع ممن لديهم إقامات خارجية، حتى يمكن إضافة أسمائهم لقائمة المسافرين عبر معبر رفح بحيث لا يضطر هؤلاء الناس لدفع أموال طائلة. اما من ليس لديهم إقامة خارجية أو أصحاب جوازات السفر المنتهية، يمكنهم أحيانا الخروج على الهوية الفلسطينية فقط وعند الوصول إلى مصر يمكن من هناك التقديم لتجديد جواز السفر.
يضيف الخطيب “للأسف الموضوع كارثي، يعني أنا مثلا بحاول أساعد بعض أفراد أسرتي وفي ناس كويسين وفي ناس رائعين في الجانب المصري يساعدوا في هذه الأمور، ناس طيبين جدا وعندهم اهتمام إنهم يساعدوا الشعب الفلسطيني، وفي ناس في سفارات وقنصليات عربية برضه لهم اهتمام، وفي ناس في وزارة الخارجية يعني حتى في صديقة مثلا خرجت أنا ساعدتها للخروج من غزة كانت البطاقة الخضراء تبعتها منتهية عندها إقامة في الولايات المتحدة ورغم ذلك السفارة في القدس قبلوا أن يطلعوها على الإقامة الأمريكية المنتهية ولكن طلبوا أنها بمجرد ما تخرج على طول تقدم طلب تجديد. في ناس بيحاولوا يساعدون”.
يتابع ” كل الناس في رفح تقريبا تريد الخروج، لكن للأسف للأسف هناك خمسة وتسعين في المئة تقريبا من الحالات التي بدها تطلع مضطرة إنها تمشي في موضوع التنسيق ودفع المبالغ المالية ومعظم الناس ليس عندهم هذا الأمر، وللأسف الشديد للأسف الشديد صار بعض الحالات من النصب والاحتيال في استغلال الناس، فهذا الأمر خرب على كثير ناس يعني في ناشطة واحدة تسمي حالها ناشطة طلعت مئات الألاف وفتحت بالمصاري وللأسف هذا الأمر جعل تردد لدى كثير”.
غزة.. وضع إنساني كارثي
أشار الكاتب والمحلل الفلسطيني أحمد فؤاد الخطيب إلى ان مدينة رفح تعاني من تكدس سكاني هائل ووضع إنساني كارثي، حتى أن الفلسطينيين هناك لا يجدون ما يأكلونه أو يشربونه ويضطرون إلى شراء المساعدات التي من المفترض أنها تأتي دون مقابل، حيث يتم إعادة بيعها بحسب الخطيب لجزء كبير من المواطنين من قبل وزارة الاقتصاد لدى حماس الذين ينهبون جزءا كبيرا من المساعدات الإنسانية وكذلك المجرمين والعصابات.
تطرق الخطيب إلى الميناء البحري الذي يتم إنشاءه حيث أكد أن هناك جهود أمريكية لحل مشكلة من سيتولى الأمن لدى الميناء البحري الذي يتم هناك، حيث تبحر حاليا سفن في المحيط الأطلسي. وستصل إلى سواحل غزة قريبا جدا وسيتم إنشاء هذا الميناء البحري كميناء مؤقت يطفو على السطح يتم تجميعه مثل المكعبات.
وحول التحديات التي تواجه هذا الأمر يقول الخطيب إن من التحديات الكبرى السؤال حول الجهة التي يمكن أن تستلم أمن الميناء من الجانب الفلسطيني؟.
يضيف”من أجل ذلك دعيت يعني أول جزء من قوات حفظ السلام العربية تدخل لتأمين الميناء الأمريكي بشكل مؤقت هذا كبداية، وبعد ذلك سيكون هناك نقلة نوعية في القدرة على توصيل مساعدات إلى الشمال. طبعا هناك تخوفات كثيرة من هذا الميناء. بعض الناس يقول لك أن هذا احتلال. بعض الناس يقول لك هذا وسيلة لأن تيجي السفن وتفرغ غزة من سكانها، وهذا أمر غير حقيقي. بعض الناس يقول لك هذا هو ممكن يصير مثلا أداة لاستغلال حقل غاز غزة والنووي يريدون أن يسرقوا النفط، طبعا هذا لن يصير. وهناك بعض الناس يقول لك أن هذا جزء من العملية التي تصير في رفح لأنه سيصير دفع للناس للشمال”.
يتابع “وأنا من وجهة نظر واقعية وبراغماتية أقول إذا كان إحنا عارفين أن إسرائيل ستدخل رفح وأنا متأكد للأسف من هذا الأمر، وأنا أدعو بأعلى صوت من زمان أن يصير تفعيل خطط لإجلاء المدنيين وحتى دعيت لإنشاء مخيمات معينة حتى مخيمات على الجانب الإسرائيلي من الحدود على طول الحدود عشان يتم وضع النساء والأطفال فيها، إذا صار غزل رفح وتم دعم الناس بالشمال، طيب شيء جيد أن يكون هناك بديل عن معبر رفح لتدخل المساعدات منه فأنا أنظر للأمر بأنه شيء إيجابي، نعم لازم يصير. وأنا كنت من الداعمين لموضوع الإنزالات الجوية”.
لماذا الميناء البحري إذا كان من الممكن فتح المعابر الحدودية لإيصال المساعدات؟
يرى الخطيب أن الجانب الإسرائيلي لن يسمح بأن المساعدات تدخل بالشكل الطبيعي لأنه في حالة حرب ويرى أن حماس تأخذالمساعدات وتوصلها إلى المسلحين والمقاتلين كما تستخدم المساعدات للحصول على أموال جديدة لتمويل عمليات باستمرارية، ومن ثم طالما لا تزال الحرب لا يمكن أن نتوقع فتح المعابر بالشكل الطبيعي هذا من ناحية.
من ناحية أخرى يقول الكاتب والمحلل الفلسطيني إن هناك مشكلة أخرى تتعلق بالتوزيع والتوصيل وبالتالي لو تم تسليم التوزيع لمؤسسات إنسانية عبر هذا الميناء البحري الجديد هذا سيقلل أو الاعتماد على أونروا وسيقلل من فرص أن حماس في أن تستولي على هذه المساعدات وسيزيد نقاط الدخول.
أما بشأن الإنزالات الجوية، فيقول الخطيب إن هذا الأمر كسر حصارا جوي رمزيا، رغم أنه حدث بالتعاون مع إسرائيل، لكن سماء غزة عبر أربع وعشرين سنة كانت حكرا على الطيران الإسرائيلي، ولكن الأن هناك طيران عربي ودولي يحوم فوق سماء غزة، بحيث أنه أثبتنا إذا تم تلبية الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية دخول طائرات أجنبية إلى سماء غزة، كما اعرب عن تمنيه أن يحدث في المستقبل القريب هبوط هذه الطائرات في غزة لإنزال المساعدات.
يضيف “هذا الميناء البحري أيضا فتح غزة الآن على العالم الخارجي. نعم بموافقة وبدعم أمني وإسرائيلي لكن بهذه الطريقة جويا وبحريا فتحت أبواب جديدة لغزة ممكن يتم الاستمرار في استخدامها بعد الحرب، فأنا أنظر للأمر من منظور استراتيجي ورمزي. هذا الأمر مفيد”.
وكشف الخطيب في ختام اللقاء أنه يعمل حاليا على مشروع يساعد بعد وقف العمليات في إنشاء مدرجات مؤقتة في مختلف الأماكن حيث يمكن هبوط طائرات السي 130 التي يمكنها الهبوط على مدارج غير معبدة بشكل تقليدي.