هل ساعد الهجوم الإيراني على إسرائيل “نتنياهو” في تنفيذ العملية العسكرية في رفح؟
في أعقاب التهديدات المستمرة من الجانب الإسرائيلي عن الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني، تتناقل وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنباء عن ضوء أخضر أمريكي لعملية اجتياح رفح، مقابل اكتفاء إسرائيل برد عسكري محدود على الهجوم الذي شنته إيران، ليل السبت الماضي.
وفي هذا الشأن نقل موقع “أكسيوس” Axios عن مسؤولين أمريكيين نفيهما بشكل قاطع إعطاء بايدن الضوء الأخضر لعملية في رفح إذا امتنعت إسرائيل عن مهاجمة إيران. وأشار الموقع أن مسؤولون أمريكيين وإسرائيليين يعقدون اجتماعا افتراضيا اليوم حول رفح.
الأنباء التي تواردت أثارت غضب الرئاسة الفلسطينية، ودفعت المتحدث باسمها “نبيل أبو ردينة” للرد في حديث لوكالة أنباء العالم العربي قائلاً “الحديث عن سماح أمريكا لإسرائيل بدخول رفح مقابل عدم شن حرب شاملة على إيران “خطير” وسنطالب واشنطن بتوضيحه”.
وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلًا عن مصادر مصرية، لم تكشف هويتها، أن الإدارة الأمريكية أعربت عن موافقتها على خطط الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح، شريطة ألا تشن إسرائيل هجومًا واسع النطاق داخل إيران.
ولفتت إلى أن الخطة الإسرائيلية التي عُرضت على الإدارة الأمريكية بشأن رفح، تضمنت أساليب إجلاء السكان المدنيين من المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة، من خلال تقسيم المدينة إلى مناطق، تحمل كل منها رقماً محدداً.
كما أشارت 3 مصادر إسرائيلية رفضت الكشف عن هويتها لصحيفة “يسرائيل هايوم” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “نجح في مناورته السياسية ووظَّف الهجوم الإيراني ليحصل على تسهيلات أمريكية بشأن الاجتياح المزمع لمدينة رفح”.
وأوضحت أن هناك مؤشرات أخرى على قرب عملية رفح، وهي أن الجيش الإسرائيلي نقل وحدات المدفعية والقوات المدرعة إلى قطاع غزة مجددًا، وبصورة يمكن تفسيرها بأنها في إطار الاستعداد لعمليات قتالية في رفح.
وأشارت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية شراء 40 ألف خيمة إيواء، ستُخصص للمدنيين الذين سينتقلون من رفح إلى مناطق في شمال ووسط قطاع غزة.
وأكدت المصادر للصحيفة أن إسرائيل ألغت في اللحظات الأخيرة ردها على إيران، مرتين على الأقل.
وأضافت أن مصادر مصرية أكدت لوسائل إعلام عربية، أن الجيش المصري رفح حالة التأهب في شمال سيناء، على امتداد الحدود مع القطاع، لمواجهة تداعيات سيناريو اجتياح إسرائيل لمدينة رفح، الأمر ذاته الذي تطرق إليه موقع “واللا” العبري.
فيما نشرت قناة “الأخبار 12” الإسرائيلية تقريرًا حول ملامح العمليات العسكرية المرتقبة في رفح.
وقالت إن الجيش الإسرائيلي سيستبق العمليات بإلقاء منشورات تدعو السكان للإخلاء، وذلك بعد أن صادق الرئيس الأمريكي جو بايدن على الخطة الإسرائيلية للاجتياح البري للمدينة.
وأوضحت أن المرحلة الأولى ستشهد إلقاء تلك المنشورات التي ستخبر سكان غزة النازحين إلى رفح أن عليهم الاستعداد للإجلاء، فيما تشمل المرحلة الثانية تحديد المناطق التي سينتقلون إليها السكان.
وبيَّنت أن قسماً من سكان رفح سينتقل إلى خان يونس، وبعضهم سيُنقل إلى خط الساحل، وبعدها ستبدأ العمليات البرية التي ستستغرق أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.