انفجار قاعدة كالسو العسكرية بالعراق يسفر عن سقوط قتيل وجرحى
علق الكاتب والباحث السياسي علي البيدر، على الانفجارات التي وقعت في في قاعدة كالسو العسكريّة في العراق، والتي تضمّ قوّات من الجيش العراقي وعناصر من الحشد الشعبي الموالية لإيران تمّ دمجها في القوّات الأمنيّة العراقيّة.
وقال “البيدر” في حوار خاص مع “أخبار الآن” إن هناك عدة احتمالات للانفجارات التي وقعت في قاعدة كالسو العسكرية في بابل، حيث يمكن أن يكون مجرد حادث عرضي، بسبب سوء التخزين، أو سوء إدارة للموقع العسكري، أو ظروف جوية خارجة عن السيطرة”.
وأضاف: “قد نذهب إلى خيار القصف، أو الاستهداف المباشر، وأستبعد أن تكون الولايات المتحدة وراء هذه الهجمات، لعدة أسباب في مقدمتها وجود رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في واشنطن، فضلا عن العلاقات بين البلدين في الوقت الحالي، بعد فترة من التهدئة عاشها الطرفان، وإذا تم التأكد من أن هذه الانفجارات عبارة عن قصف، فقد يكون قصفًا إسرائيليا”.
وأوضح الكاتب والباحث السياسي، أن التهدئة في المنطقة تتوقف على الأحداث في غزة، مضيفًا أن “الأمر مرهون بحضور الأقطاب العالمية، ودورها في إنهاء الصراع والتصعيد في المنطقة”.
وأوضح: “حتى الآن لا يوجد تهدئة، والأمر يتجه نحو مزيد من التصعيد، خاصة مع الإمكانيات الإيرانية التي تحاول أن تستخدمها، في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على أن ترسخ فكرة أنها الدولة الأقوى في المنطقة، وهو ما يدفعها للقيام بعمليات استهداف، وهو ما يقود المنطقة إلى مزيد من التصعيد”.
وعن موقف التنظيمات العراقية في الوقت الحالي من الصراع في المنطقة، قال “البيدر” إن: “الحشد الشعبي كمؤسسة رسمية مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة، لكن هناك بعض الفصائل التي قد يكون لها ارتباطات جانبية، وهو ما سيتسبب في تباين المواقف، خاصة إذا ما ثبت أن الانفجارات التي وقعت في القاعدة العسكرية نتيجة استهداف، في هذه الحالة سيكون هناك تدخل بشكل رسمي، أو من خلال استخدام بعض الجماعات القريبة من الحشد الشعبي”.
بعد الضربة على قاعدة كالسو العسكرية في #العراق.. كيف بدت الأضرار؟#أخبار_الآن pic.twitter.com/ASZzBGrMzw
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) April 20, 2024
“قصف” على قاعدة كالسو العسكرية
أسفر “قصف” عن سقوط عدد من الضحايا ليل الجمعة السبت، في قاعدة عسكريّة في العراق تضمّ قوّات من الجيش العراقي وعناصر من الحشد الشعبي الموالية لإيران تمّ دمجها في القوّات الأمنيّة العراقيّة، وفق ما أفاد مصدران أمنيّان.
وردًّا على سؤال وكالة فرانس برس، لم يُحدّد مسؤول عسكري ومسؤول في وزارة الداخليّة الجهة التي تقف وراء القصف الجوّي لقاعدة كالسو في محافظة بابل. كما لم يُحدّدا إذا كانت الضربة قد شُنّت بطائرة مسيّرة.
خريطة توضح حدود محافظة بابل العراقية
من ناحيتها، أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية، السبت، مقتل عنصر من “الحشد الشعبي”، وإصابة ثمانية آخرين بينهم منتسب من الجيش في انفجار وحريق داخل معسكر كالسو بشمال بابل، فيما قال مصدران أمنيان إن الانفجار ناجم عن “قصف جوي”.
وأضافت خلية الإعلام الأمني في بيان أنه تم تشكيل لجنة فنية مختصة من الدفاع المدني والجهات الأخرى ذات الصلة لمعرفة أسباب الانفجار والحريق في المعسكر.
وأشار البيان إلى تقرير أصدرته قيادة الدفاع الجوي وأكدت فيه عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبيل الانفجار وفي أثنائه.
واشنطن تعلق
وأعلنت القيادة العسكريّة الأمريكيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) من جهتها، أنّ الولايات المتحدة “لم تُنفّذ ضربات” في العراق الجمعة.
وكتبت “سنتكوم” عبر منصّة إكس “نحن على علم بمعلومات تزعم أنّ الولايات المتحدة نفّذت غارات جوّية في العراق اليوم. هذه المعلومات خاطئة”.
القيادة المركزية الامريكية على علم بالتقارير التي تزعم أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية في العراق اليوم. تلك التقارير غير صحيحة ولم تقم الولايات المتحدة بشن غارات جوية في العراق اليوم.
— U.S. Central Command (@CENTCOMArabic) April 20, 2024
وردًّا على سؤال وكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنّه “لا يُعلّق على معلومات ترد في وسائل الإعلام الأجنبيّة”.
في بادئ الأمر، قال المسؤول في وزارة الداخليّة إنّ ما حصل قد أسفر عن سقوط “قتيل وثمانية جرحى”.
لكنّ الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل عسكريّة موالية لإيران، أفاد في بيان بتسجيل “إصابات” لم يُحدّد عددها، متحدثا أيضا عن “أضرار مادّية” جرّاء “انفجار”.
وقال الحشد في بيانه “وقع انفجار في مقرّ للحشد الشعبي في قاعدة كالسو العسكريّة، في ناحية المشروع طريق المرور السريع شمال محافظة بابل”.
وأضاف “وصل فريق تحقيق على الفور إلى المكان، وتسبّب الانفجار بوقوع خسائر مادّية وإصابات”، مشيرا إلى أنه سيقدّم مزيدا من التفاصيل عند “انتهاء التحقيق الأوّلي”.
يأتي هذا التطوّر الذي شهده العراق في سياق إقليمي متفجّر تُغذّيه الحرب الدائرة في غزّة، فيما تتواصل الجهود الدبلوماسيّة لتجنّب تمدّد النزاع.
من داخل قاعدة "كالسو" بعد القصف قبل قليل pic.twitter.com/LyPq5V19Sh
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) April 19, 2024
فجر الجمعة، سُمعت أصوات انفجارات قرب قاعدة عسكريّة في منطقة أصفهان وسط إيران حيث قلّلت السلطات من تأثيرها، من دون أن تتّهم إسرائيل مباشرةً بالوقوف وراءها، فيما لم يصدر تعليق إسرائيلي على الهجوم. وحصل ذلك بعد أقلّ من أسبوع على هجوم إيراني غير مسبوق ومباشر ضدّ إسرائيل.
مخاطر التصعيد العسكري
في قاعدة كالسو في العراق، أفاد مسؤول عسكري مشترطًا عدم كشف اسمه بسقوط ثلاثة جرحى في صفوف الجيش العراقي جرّاء القصف ليل الجمعة السبت.
وقال إنّ “هناك مخازن للعتاد حاليا تنفجر بسبب القصف”، مضيفًا “ما زالت النار تلتهم بعض الأماكن، والبحث جارٍ عن أيّ إصابات” أخرى.
وأكّد المسؤول في وزارة الداخليّة من جانبه، أنّ الانفجار استهدف “مقرّ الدروع التابعة للحشد الشعبي”، مضيفا أنّ “الانفجار طال العتاد والأسلحة من السلاح الثقيل والمدرّعات”.
والحشد الشعبي جزء لا يتجزّأ من جهاز الأمن العراقي الرسمي الخاضع لسلطة رئيس الوزراء. لكنّ هيئة الحشد الشعبي تضمّ عددا من الفصائل المسلّحة الموالية لإيران، والتي نفّذ بعضها هجمات في العراق وسوريا ضدّ الجنود الأمريكيّين المنتشرين في إطار التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش..
وهذا الانفجار الذي شهده العراق ليل الجمعة السبت ولم تتبنّه أيّ جهة على الفور، يأتي في سياق إقليمي متفجّر تُغذّيه الحرب الدائرة في غزّة بين إسرائيل وحماس.
وعبّرت الخارجيّة العراقيّة مساء الجمعة عن “قلقها الشديد” حيال الهجوم الذي استهدف أصفهان، محذّرة من “مخاطر التصعيد العسكري الذي يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأضافت “هذا التصعيد يجب ألّا يصرف الانتباه عمّا يجري في قطاع غزّة من دمار وإزهاق للأرواح البريئة”.
ولا يزال رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني موجودا في الولايات المتحدة حيث التقى الرئيس جو بايدن في وقت سابق هذا الأسبوع.