كيف حاول أنصار عبدالجليل الملاح مهاجمة تقرير أخبار الآن عن رجل مافيا التهريب الإيرانية؟

في مطلع أغسطس من العام 2023، فتح فريق “أخبار الآن” ملف الشبكة التي شكلتها إيران والتي تعتمد عليها في تمويل مليشياتها في المنطقة بتحقيق يكشف هوية رجل الأعمال اليمني (سعيد الجمل – يمني الجنسية) وهو الشخص التي عمدت إليه إيران في تهريب الأموال إلى جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وكذلك جماعة الشباب المؤمن في الصومال، وذلك من خلال عمليات غسيل للأموال التي تأتي من بيع النفط الإيراني المُهرب.

كان “الجمل” هي أولى الشخصيات التي كشف فريق “أخبار الآن” هويتها الحقيقية، بعد أكثر من 3 أعوام حاولت جماعة الحوثي التضليل بشأنها، والتي وقعت بها معظم وسائل الإعلام الدولية، فقد نشرت صورًا عدة باعتبار أنها للجمل، إلا أنها لم تكن الصورة الحقيقة له، فقد حصلت “أخبار الآن” بشكل حصري على صور ومعلومات شخصية مؤكدة للجمل والذي ظل خفيًا يعمل في إيران منذ أكثر من 19 عامًا.

من خلال الوثائق الخاصة التي حصلت عليها “أخبار الآن” بشكل حصري والتي تخص سعيد الجمل، تم فتح العديد من الملفات التي تكشف الشبكة الإيرانية لتهرب وغسيل الأموال، والتي تتعدى شخصية “الجمل”، حيث قادنا التحقيق إلى أكثر من مركز وشخصية في أكثر من بلد حول العالم، من بينها شخصيات سورية وعراقية وكذلك صومالية، بالإضافة إلى شركات يونانية وشركات صرافة وبنوك تركية.

ما الذي حدث بعد كشف أسرار عبدالجليل الملاح أخطر رجال مافيا التهريب الإيرانية؟

الملاح قبطان أسطول الظل الإيراني

في الملف ذاته، نشرت “أخبار الآن” تحقيقًا آخر يتناول شخصية أخرى، تعمل لصالح النظام الإيراني، والتي لطالما ورد ذكره في ملف العقوبات التابع لوزارة الخزانة الأمريكية جنبًا إلى جنب سعيد الجمل، كونه المسؤول الأول عن تهريب النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية، وهو (عبدالجليل الملاح – سوري الجنسية) والذي يملك عددا من شركات النقل البحري والسفن النفطية، والذي كان يتمثل دوره في مساعدة طهران للتحايل على العقوبات الدولية، التي تُقيد بيع النفط الإيراني في الأسواق العالمية.

فقد ساعد عبدالجليل الملاح النظام الإيراني في التهرب من العقوبات الدولية على النفط الإيراني، وتسهيل عملية التهريب من خلال علاقاته في أوروبا وجزر الكاريبي، وذلك من خلال شركاته المُسجلة في كل من تركيا وبنما واليونان وجزر مارشال، وبعد ذلك يقوم بتحويل الأموال لسعيد الجمل الذي بدوره يقوم بإيصالها إلى الجماعات التابعة لإيران في الشرق الأوسط.

كانت تتم عملية تهريب النفط الإيراني من خلال تمرير سفن صغيرة محملة بالنفط من الموانئ الإيرانية إلى السفن التي تتبع الملاح، والتي تنتظر في وسط البحر بالقرب من مضيق هرمز، وتقوم تلك السفن بمزج النفط الإيراني بنفط من دول أخرى، وإدخال مواد كيميائية أو علامات يمكن أن تغير البصمة الجيوكيميائية للنفط الإيراني، والتي بدورها تجعل التعرف عليه أكثر صعوبة من قبل المراقبين الدوليين، بعد ذلك يتم البيع لشركات أوروبية صغيرة، وترويجه وضخه في الأسواق العالمية.

ولم يقتصر عمل الملاح في ذلك، فقد كشف التحقيق، أن الملاح عمل على نقل النفط الإيراني إلى سوريا في فترات متفاوتة، وذلك بالتعاون مع مافيا تهريب النفط، في سوريا من بينهم مجموعة قاطرجي التي لها علاقات كبيرة مع تنظيم داعش في سوريا، بالإضافة لارتباطها بالنظام السوري، والتي أدرجت بقوائم الإرهاب لوزارة الخزانة الامريكية في عام 2018، وذلك على خلفية تهريب النفط والسلاح لكل من النظام السوري وتنظيم داعش.

ما الذي حدث بعد كشف أسرار عبدالجليل الملاح أخطر رجال مافيا التهريب الإيرانية؟

التضليل ولجان المحور

خلال نشر التحقيقات، حاولت العديد من الحسابات الوهمية على مواقع التواصل خصوصًا على فيسبوك في التشكيك بالمعلومات الواردة فيها وتضليل الرأي العام، وبعد التحقق من تلك الحسابات اتضح لفريق “أخبار الآن” بأنها لجان إلكترونية أنشئت لهذا الهدف، فقد وصلتنا الكثير من التعليقات التي تشكك في التحقيقات والخبراء والمصادر الواردة أسمائهم، فقد قام أحد المتابعين بعمل تعليق يشكك في وجود الخبير “توم كيتنغ” الذي تحدث معنا في تحقيق (من هو سعيد الجمل الممول الحوثي الذي استطاع خداع إيران؟).

لم يقتصر الأمر على التحقيق الخاص بسعيد الجمل فحسب، فقد وجدنا العديد من التعليقات المماثلة في التحقيق الآخر الخاص (عبدالجليل الملاح.. زعيم مافيا تهريب النفط الإيراني) والذي ادعت معظمها بأن الشخص المذكور في التحقيق ليس صاحب الصورة المنشورة والمرفقة في التحقيق، بالرغم من تواصلنا بـ عبدالجليل الملاح على مختلف حساباته على تويتر وفيسبوك لإعطائه حق الرد، إلا أنه قام بإغلاق صفحاته على فيسبوك فور تواصلنا معه، بعد أن كانت كل الحسابات التابعة له على مواقع التواصل الإجتماعي فعالة.

ما الذي حدث بعد كشف أسرار عبدالجليل الملاح أخطر رجال مافيا التهريب الإيرانية؟

الملاح قام بقفل صفحته الشخصية على فيسبوك بعد نشر تقرير أخبار الآن

تواصل فريق أخبار الآن مع  تلك الحسابات للتبين في حقيقة الصور التي تم نشرها في التحقيق، ولكن لم نحصل على تجاوب، ما يبين بأن أغلب تلك الحسابات هي حسابات وهمية ليس لها أي نشاط فعلي على مواقع التواصل الإجتماعي إلا في وقت نشر التعليقات، بينما حاول أشخاص آخرين التضليل بالرد، ليقوموا بإغلاق حساباتهم أو المبادرة بحظر فريق أخبار الآن.

بالرغم من الجهود التي بذلها فريق أخبار الآن في الرد على التعليقات المثارة، وإعطاء أصحابها حق التصويب، إلا أنه لم نتلقى أي ردود من الحسابات التي قامت بنشر تلك التعليقات، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى جدية تلك الحسابات في التعامل مع التعليقات المطروحة، خصوصًا بعد محاولات عدة للتواصل مع تلك الحسابات للإستيضاح، إلا أننا تلقينا ردود صادمة أثناء تواصلنا بشكل مباشر مع اصحاب التعليقات على ماسنجر كما في الصور المرفقة بالأسفل.

 

ما الذي حدث بعد كشف أسرار عبدالجليل الملاح أخطر رجال مافيا التهريب الإيرانية؟

حتمت التعليقات المضللة التي تدعي أن هناك شخصين مختلفين على “أخبار الآن” التحقق من تلك الدعاوى من أشخاص على أرض الواقع في جزيرة أرواد السورية بمحافظة طرطوس، والتي منها ويتواجد بها عبدالجليل الملاح، فقد تواصلنا بمصدر يعمل في صيانة السفن في الجزيرة (نتحفظ عن ذكر اسمه لسلامته)، الذي أكد لنا أنه لا يوجد سوى شخص واحد يحمل اسم عبدالجليل الملاح حسب ما تحدث إلى “أخبار الآن”.

ما الذي حدث بعد كشف أسرار عبدالجليل الملاح أخطر رجال مافيا التهريب الإيرانية؟

حسابات حديثة بدون محتوى.. شاركت بالتعليق والهجوم على التقرير

الجدير بالذكر أننا تلقينا تعليقات مشابهة على الفيديو على قناة “أخبار الآن” في يوتيوب، وعند التحقق من الحسابات التي قامت بترك تلك التعليقات، يتضح بأن جميع الحسابات أنشئت بعد نشر فيديو التحقيق بأيام قليلة، وهو ما يبين بأنها غير حقيقية، وتنتحل اسماء مستعارة، وبالرغم من ذلك وما تقتضيه علينا المهنية الإعلامية، لا تزال “أخبار الآن” فاتحة المجال لكل من سعيد الجمل وعبدالجليل الملاح، بإتاحة المجال لهم وإعطائهم مساحة وحق الرد حتى هذه اللحظة.

من هو سعيد الجمل الممول الحوثي الذي استطاع خداع إيران؟