قوات خفر السواحل الصينية استخدمت خراطيم المياه ضد سفن فلبينية قرب سكاربورو شول
يبدو أن الصين لا تريد أن توقف انتهاكاتها ببحر الصين الجنوبي، وكذلك ممارساتها غير القانونية والخطيرة، والتي كان آخرها قيام قوات خفر السواحل الصينية باستخدام خراطيم المياه ضد سفن فلبينية بالقرب من سكاربورو شول، في المنطقة المتنازع عليها ضمن مجموعة من الأعمال الاستفزازية التي لا تنتهي.
The China Coast Guard fires water cannon on the Philippine Coast Guard’s BRP Bagacay and BFAR vessel BRP Bankaw while conducting maritime patrol in Bajo de Masinloc.
📷 PCG pic.twitter.com/4GDiQIzoe8
— Bea Bernardo (@bea_brnrd) April 30, 2024
حادث سكاربورو شول
تفاصيل هذا الحادث الأخير وما جرى بالقرب من سكاربورو شول تحدثنا حولها مع الصحفي الفلبيني تريستان نودالو، وكذلك ناقشنا ماهية الوضع في بحر الصين الجنوبي وعدم احترم الصين للقرارات والاحكام الدولية في هذا الشأن.
تريستان نودالو قال في حديثه لـ”أخبار الآن” إن الأمر بدأ عندما أبلغ حرس السواحل الفلبيني أن سفينتين تابعتين لخفر السواحل الصيني أطلقتا خراطيم المياه على سفينة PCG BRP Bagacay خلال مهمة دورية بحرية في باجو دي ماسينلوك “سكاربورو شول”.
وأضاف أن إحدى السفن تعرضت لأضرار في الدرابزين والمظلة، نتيجة رشها بخراطيم المياه من قبل السفن الصينية، لافتا إلى أنه بحسب خفر السواحل الفلبيني فإن بكين أعادت نصب حاجز عائم بطول 380 مترا يغطي مدخل المياه الضحلة بالكامل، مما يقيد الوصول إلى المنطقة بطريقة فعالة”.
وتُعتبر منطقة سكاربورو شول، المعروفة أيضا باسم باجو دي ماسينلوك، منطقة شعاب مرجانية صغيرة، ولكنها استراتيجية وأرض صيد خصبة تقع على بعد 130 ميلا غرب جزيرة لوزون الفلبينية.
والجزيرة، التي تطلق عليها الصين اسم جزيرة هوانغيان، هي واحدة من عدد من الجزر والشعاب المرجانية المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، والتي شكلت نقطة اشتعال للنزاعات الإقليمية بين الدول الآسيوية.
وعلى خلفية الحادث الأخير في سكاربورو شول، استدعت وزارة الخارجية الفلبينية نائب رئيس البعثة بالسفارة الصينية في مانيلا، تشو تشي يونغ، وقدمت الفلبين احتجاجا على “المضايقات، والاصطدام، والتظليل والعرقلة، والمناورات الخطيرة، واستخدام خراطيم المياه، وغيرها من الأمور”، وكذلك كل التصرفات العدوانية لسفن خفر السواحل الصيني والميليشيا البحرية الصينية.
UPDATE: PH files protest, summons Chinese Embassy official over latest Scarborough Shoal incident
PH gov't has so far filed 20 diplomatic protests vs. China in 2024, a total of 153 since the start of the Marcos administration https://t.co/BIibCVuLn4 pic.twitter.com/UPYvjvtmHR
— Tristan Nodalo (@TristanNodalo) May 2, 2024
قرارا لاهاي 2016
وتطرق نودالو في تصريحاته لـ”أخبار الآن” إلى النقاط التي تحكم المنطقة، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية الفلبينية في الجنوب ترتكز على شيئن مهمين هما قرار محكمة التحكيم في عام 2016 واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وقضت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في يونيو من عام 2016 بأن الصين لا تملك حقوقا تاريخية في بحر الصين الجنوبي وبأنها انتهكت حقوق الفلبين السيادية في منطقتها الاقتصادية الحصرية.
وتابع تريستان أن هاتين السياستين شكلت دافعا لإدارة الرئيس الفلبيني فيرديناند ماركوس جونيور لمزيد من التعاون والشراكات البحرية المتعددة الأطراف وتنفيذ ما يسمى بـ “مبادرة الشفافية”.
وبحسب الصحفي الفلبيني فإن هذه المبادرة تهدف إلى فضح السلوكيات العدوانية لجمهورية الصين الشعبية في بحر الفلبين الغربي.
يضيف نودالو أنه على الرغم من مرور كل هذه السنوات عل قرار التحكيم الدولي بأحقية الفلبين إلا أن بكين لا تزال متمسكة بعدم الاعتراف بهذا القرار، وتزعم أن الفلبين هي التي قامت بالاستفزازات في المنطقة البحرية.
يتابع: “قالت الصين مرارًا وتكرارًا إنها لن تسمح بتسليم مواد البناء في السفينة الحربية الصدئة “بي آر بي سييرا مادري” في سكند توماس شول… وتحظر الصين أيضًا دخول السفن الفلبينية إلى سكاربورو شول”.
وتعود قصة السفينة “BRP Sierra Madre” إلى عام 1999 عندما تعمدت الفلبين جعلها تجنح في مياه ضحلة وحولتها لقاعدة أمامية للبحرية الفلبينية وذلك من أجل دعم مطالبها في بحر الصين الجنوبي.
وأصبحت السفينة المتوقفة عند منطقة شعب مرجانية تعرف باسم “سكند توماس شول” عند جزر سبراتلي، منذ ذلك الحين مركزا للتوترات بين الفلبين والصين.
وفيما يتعلق بالنزاع الدائر بين البلدين والمتصاعد بين الحين والآخر، يقول تريستان نودالو إن خبراء قانونيين في الفلبين يعتقدون أنه سيكون من الصعب للغاية تغيير عقلية أو موقف بكين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي “بين عشية وضحاها” على الرغم من حق الفلبين المعروف والذي حكمت لصالحها محكمة دولية.
بحر الفلبين الغربي
في 2012، أعلنت الفلبين رسميا عن إطلاق مسمى “بحر الفلبين الغربي” على الجزء الغربي من حدودها البحرية بما في ذلك جزء من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
ونشرت وسائل الإعلام الفلبينية حينها بيانا للقصر الرئاسي أوضح ان بحر الفلبين الغربي يتضمن بحر لوزون والمياه المحيطة بها بالقرب من جزيرتي نانشا وهوانغيان.
الصراع بين الفلبين والصين
ويعتبر النزاع بين الصين والفلبين في بحر الفلبين الغربي وهو المعروف أيضا باسم بحر الصين الجنوبي نتيجة لسنوات من النزاع الإقليمي حول جزر سبراتلي ــ وهي مجموعة تتألف من 7500 جزيرة وشعاب مرجانية تطالب العديد من الدول بملكيتها.
وتتمتع جزر سبراتلي بموقع استراتيجي على طول طرق التجارة الرئيسية، وهي ذات قيمة باعتبارها مناطق لصيد الأسماك، ومصدرا للموارد الطبيعية الأخرى مثل النفط.
وتطالب بكين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبًا، بما في ذلك المياه والجزر القريبة من سواحل عدد من الدول المجاورة، على الرغم من قرار لمحكمة العدل الدولية صدر في 2016.
وتطالب الفيليبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام بعدد من الشعاب المرجانية والجزر الصغيرة في هذا البحر الذي قد تحوي بعض مناطقه احتياطات نفطية كبيرة.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها سفن فلبينية لأعمال استفزازية ببحر الصين الجنوبي الذي يشهد تصاعدا شهد زيادة في منسوب التوتر خلال الفترة الأخيرة، بسبب سعى الرئيس الفليبيني إلى إقامة علاقات أكثر تقاربا مع الولايات المتحدة، ففي مارس/آذار الماضي، فتحت سفن خفر السواحل الصينية خراطيم المياه ضد سفينة فلبينية كانت في مهمة إعادة إمداد في بحر الصين الجنوبي، مما تسبب في تعرضها “لأضرار جسيمة”.