دخول أولى المساعدات إلى غزة عبر “الميناء العائم”
علق المختص في الشأن الإسرائيلي فتحي بوزية على تعثر المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا على أنها الآن “باتت مجمدة، لكن تبادل الأسرى بين الجانبين في حُكم المؤكد ويتوقف الأمر على التوقيت”.
وقال “بوزية” في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن”، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو المسؤول حاليًا عن تعطل هذه المفاوضات والتي من شأنها أن تُفضي إلى هدنة ووقف إطلاق النار، وذلك لأسباب شخصية، وهو ما أكده استطلاع للرأي في الداخل الإسرائيلي، حيث يرى أكثر من 60% أن نتنياهو يدير المفاوضات وتبادل الأسرى لمصلحته الشخصية، في الوقت الذي يرى فيه 30% فقط أنه يتم إدارة هذه المسألة لصالح إسرائيل.
واستطرد المختص في الشأن الإسرائيلي، أن سيطرة إسرائيل على معبر رفح، كانت سببًا في تعثر المفاوضات، خاصة مع الموقف المصري، الذي يرفض إدارة إسرائيلية للمعبر من الجانب الفلسطيني.
وفي وقت سابق، كشف مصدران أمنيان مصريان عن أن القاهرة رفضت اقتراحًا إسرائيليًا للتنسيق مع تل أبيب لإعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر وإدارة عملياته المستقبلية.
ووفقا لما أوردته وكالة رويترز، عرض مسؤولون من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) الخطة خلال زيارة للقاهرة يوم الأربعاء.
وقال مسؤول إسرائيلي للوكالة -طلب عدم الكشف عن هويته- إن الوفد سافر إلى مصر “في الأساس لمناقشة الأمور بشأن رفح في ضوء التطورات الأخيرة”، لكنه رفض الخوض في التفاصيل.
وتشهد العلاقة بين مصر وإسرائيل توترا بعد التوغل الإسرائيلي في رفح والسيطرة على المعبر.
ويشكل معبر رفح ممرًا رئيسيًا لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وخروج المصابين من القطاع، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية ويلوح شبح المجاعة.
وقال المصدران الأمنيان المصريان إن الاقتراح الإسرائيلي يتضمن آلية لكيفية إدارة المعبر بعد الانسحاب الإسرائيلي، وأضافا أن مصر تصر على أن المعبر يجب أن تديره سلطات فلسطينية فقط.
وبعد الموقف المصري، عرضت إسرائيل مقترحًا على القاهرة؛ لإعادة فتح المعبر، بمشاركة ممثلين فلسطينيين من غزة وآخرين أمميين. حيث ذكر موقع “ولا” الإسرائيلي أن المقترح يتضمن إرسال مصر أسماء الفلسطينيين المرشحين لإدارة المعبر على أن يكون لإسرائيل حق الاعتراض على أي منها.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين مصريين قولهم إن مصر رفضت عدة طلبات إسرائيلية لتنسيق إعادة فتح معبر رفح وإدارته.
وكشف المصدران أن من بين المقترحات الإسرائيلية خطة لجعل السلطة الفلسطينية تساعد في إدارة المعبر.
وتبادلت القاهرة وتل أبيب الاتهامات بشأن إغلاق المعبر الحدودي وما تبعه من عرقلة لجهود الإغاثة.
وتقول مصر إن السبب الوحيد لإغلاق معبر رفح هو العملية العسكرية الإسرائيلية، وحذرت مرارًا من أن هدف إسرائيل من الهجوم هو إخلاء غزة من خلال دفع الفلسطينيين للنزوح إليها.
دخول المساعدات عبر الميناء العائم
وفي سايق متصل، بدأت أولى الشاحنات المحمّلة مساعدات وتم نقلها إلى الميناء العائم قبالة غزة، توزيع حمولاتها في القطاع المحاصر، وفق ما أعلن الجيش الأمريكي، بينما تبقى المعارك محتدمة بين إسرائيل وحماس.
وشهد شمال قطاع غزة معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحماس الجمعة، غداة إعلان إسرائيل “تكثيف” عملياتها في رفح في جنوب القطاع رغم المخاوف الدولية على السكان المدنيين.
بعد أيام على منع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي بات على شفير المجاعة، أعلن الجيش الأمريكي أن شاحنات “محمّلة مساعدات إنسانية بدأت تتوجه إلى الساحل” عبر رصيف المنصة العائمة غداة ربطه بشاطئ غزة.
في الشهر الثامن من الحرب بين إسرائيل وحماس، يخوض الجيش الإسرائيلي مواجهات مع فصائل فلسطينية في مخيم جباليا للاجئين (شمال) الذي طاله كذلك قصف جوي ومدفعي إسرائيلي، بحسب شهود.
وقتل ستة أشخاص بعد تعرض منزلهم للقصف، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني الذي تحاول فرقه إنقاذ عالقين تحت الأنقاض.
وقد أعلن الجيش انتهاء عملية استمرت أسبوعًا في حي الزيتون في مدينة غزة والقضاء على أكثر من 90 مقاتلا.
وفي رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، استهداف القوات الإسرائيلية “المتمركزة على المركز الحدودي” مع مصر بقذائف.
ويتعرض ساحل هذه المدينة المكتظة بمئات آلاف النازحين لنيران البحرية الإسرائيلية، بحسب شهود، بعد ضربات ليلية أدت إلى وقوع إصابات، وفق المستشفى الكويتي في المدينة.
كما أعلن الجيش الأمريكي وصول “نحو 500 طن من المساعدات في الأيام المقبلة موزعة على زوارق عدة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من جانبه “نعمل على وضع اللمسات الأخيرة على خططنا التشغيلية للتأكد من أننا مستعدون لإدارة هذه المساعدات، مع ضمان سلامة موظفينا”، مؤكدا تفضيله النقل البرّي.
ساليفان في السعودية ثم إسرائيل
وغداة إعلان إسرائيل تكثيف عملياتها في رفح، دعت 13 دولة غربية، كثير منها داعم تقليديا لإسرائيل، الجمعة إلى عدم شن هجوم واسع على رفح.
والدول الموقعة هي أستراليا وبريطانيا وكندا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى الدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والسويد الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس أن “قوات إضافية ستدخل” رفح و”سيتكثف النشاط العسكري فيها بهدف “القضاء على حماس.
ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”الحاسمة” معركة رفح، المدينة التي اعتبر أنها تُعدّ بالنسبة للفصائل بمثابة “شريان حياة لها للهروب وإعادة الأمداد”.
وقال الناطق باسم الجيش الكولونيل نداف شوشاني إن “هناك رهائن في رفح ممن اختطفوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ونحن نعمل على تهيئة الظروف لإعادتهم”.
ووفق أوتشا، “فر بين 6 أيار/مايو” حين حذّر الجيش الإسرائيلي بوجوب مغادرة القطاعات الشرقية من رفح التي كان يتكدس فيها حينها نحو 1,4 مليون شخص غالبيتهم من النازحين، “و16 منه نحو 640 ألف شخص بينهم نحو 40 ألفا في 16 أيار/مايو”.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أنها لم تتلق أي إمدادات طبية في قطاع غزة منذ السادس من أيار/مايو.
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش في جنيف “تمكنا من توزيع بعض الإمدادات لكن النقص كبير، بشكل خاص المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات”.
ويواصل الفلسطينيون مغادرة شرق رفح وكذلك مناطق أخرى من المدينة المتاخمة للحدود المغلقة مع مصر.
من جهته، أعلن البيت الأبيض الجمعة، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان سيزور السعودية السبت ثم إسرائيل الأحد، لإجراء محادثات حول الحرب في غزة.
وفي لاهاي في اليوم الثاني لجلسة الاستماع أمام محكمة العدل الدولية التي تنظر بالقضية التي أقامتها جنوب إفريقيا وتتهم فيها إسرائيل بأنها كثفت حملة “الإبادة الجماعية” بعمليتها العسكرية في رفح، نددت تل أبيب بالاتهامات “المنفصلة تماما” عن الواقع.
وقال كبير المحامين الممثلين لإسرائيل جلعاد نوام إن الحرب ضد حماس في قطاع غزة “مأساوية” لكن لا تصنّف “إبادة جماعية”.