هل “يُعيق” القصف الإسرائيلي على رفح محادثات الهدنة لوقف النار بغزة؟
تناول السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الوضع المتأزم في غزة ورفح، مسلطًا الضوء على الأهداف الإسرائيلية، وخططها المستقبلية في المنطقة، وكذلك المفاوضات بين حماس وإسرائيل والتي تنطلق الثلاثاء، وسط تصاعد التوترات.
قال “هريدي” في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن”، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في رفح وغزة تهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز سيطرتها الأمنية على كامل القطاع لمدة عشر سنوات، وهو ما تم الإعلان عنه سابقًا من قبل السلطات الإسرائيلية. ويعكس هذا الهدف الاستراتيجي لإسرائيل رغبتها في الحفاظ على نفوذها الأمني والسياسي في القطاع.
وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى أن إسرائيل لن تقبل بالتفريط في سيطرتها الأمنية والتواجد العسكري على معبر رفح، معتبرًا أن هذا المعبر يمثل نقطة استراتيجية هامة بالنسبة لإسرائيل. ومع ذلك، أوضح أن “الإشراف الإسرائيلي على المعبر لن يستمر لفترة طويلة، مما يفتح الباب أمام احتمالات جديدة لإدارة المعبر في المستقبل القريب”.
وفي إطار الحديث عن إدارة المعبر، كشف السفير حسين هريدي عن وجود نقاشات جارية حول عودة بعثة المراقبة الأوروبية إلى المعبر. هذه البعثة كانت قد اضطلعت بمهمة مراقبة المعبر في السابق، ويبدو أن هناك توجهًا لإعادة تفعيل دورها، وهو ما قد يسهم في تخفيف التوترات وإعادة بعض مظاهر الاستقرار إلى المنطقة.
وتناول “هريدي” مسألة المفاوضات التي من المقرر أن تنطلق الثلاثاء 28 مايو الجاري، مشددًا على أن نجاح هذه المفاوضات يعتمد بشكل كبير على الصياغات والضمانات التي سيتم الاتفاق عليها. موضحًا أن الثقة في إسرائيل وتعهداتها تبقى موضع شك كبير، وهو ما يستدعي ضرورة وضع ضمانات قوية ومُلزمة لضمان تنفيذ أي اتفاقات يتم التوصل إليها.
تصريحات السفير هريدي تأتي في ظل تصاعد التوترات والأحداث العنيفة في قطاع غزة ورفح، مما يجعل من الضروري التركيز على الجهود الدبلوماسية لحل النزاع وضمان حقوق الفلسطينيين في المنطقة. ويعكس هذا الموقف الحذر الذي يتبناه “هريدي” شكوكًا واسعة النطاق تجاه نوايا إسرائيل وإمكانية التزامها بأي تعهدات قد تصدر عنها خلال المفاوضات المرتقبة.
واختتم السفير هريدي تصريحاته مع “أخبار الآن” بتأكيده على أهمية دور المجتمع الدولي في مراقبة وتقييم التطورات في المنطقة، مشيرًا إلى أن دور بعثة المراقبة الأوروبية، قد يكون جزءًا من حل شامل يضمن الاستقرار والأمن في غزة ورفح.
وأكد أن الالتزام الدولي بمتابعة وتنفيذ الاتفاقات سيكون عاملًا حاسمًا في تحقيق نتائج إيجابية للمفاوضات.
استئناف المفاوضات
وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي وآخر مطلع على مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، إن اجتماعا ثلاثيًا في باريس توصل إلى استئناف المحادثات خلال الأسبوع الحالي، والتي تنطلق الثلاثاء.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤول إسرائيلي أن مدير الموساد ديفيد برنيع عاد إلى إسرائيل بعد اجتماعه في باريس مع مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن المسؤولين الثلاثة ناقشوا في باريس صيغة للسماح باستئناف مفاوضات تبادل الأسرى.
وأضاف أنه تقرر استئناف المفاوضات خلال الأسبوع الجاري على أساس مقترحات جديدة بقيادة الوسطاء المصريين والقطريين وبمشاركة فعالة من الولايات المتحدة.
وكانت المفاوضات قد بلغت مرحلة متقدمة قبل أن تبدأ إسرائيل هجومًا على رفح بجنوب قطاع غزة في السادس من مايو/أيار الجاري. وحينها تم التوصل إلى الخطوط العريضة لاتفاق تبادل كان يفترض أن يتم تنفيذه على 3 مراحل.
مقترحات جديدة
وفي السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن رئيس الموساد قدم لمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس الوزراء القطري اقتراحا جديدا صاغه فريق التفاوض الإسرائيلي.
وقالت الهيئة الإسرائيلية إن العرض الجديد يتضمن حلولا ممكنة لنقاط كانت محل خلاف في المباحثات السابقة، مشيرة إلى أن من المنتظر أن يعقد اجتماع آخر خلال الأسبوع المقبل ينضم إليه ممثل مصر.
وأضافت أن القيادة الأمنية الإسرائيلية بكاملها والعضوين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت يؤيدون الدفع نحو صفقة تشمل تبادل الأسرى، ويقولون إنها ضرورية في الوقت الراهن.
وفي الإطار، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن المباحثات في باريس كانت ناجحة جدا وجرى التوافق خلالها على تحريك مفاوضات التبادل.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت الخميس، عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن مجلس الحرب وجه فريق التفاوض بمواصلة المفاوضات من أجل عودة المحتجزين في غزة.
والخميس أيضا، أفادت تسريبات صحفية بأن إسرائيل قدمت مقترحا جديدا يتضمن تنازلات كبيرة من أجل التوصل لصفقة مع حماس تشمل تبادل الأسرى ووقفا لإطلاق النار.
قلق وإدانة
وأعربت قطر عن قلقها الاثنين، من أن “يعيق” القصف الإسرائيلي على مخيم للنازحين في رفح في جنوب غزة، محادثات التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل أسرى في القطاع الذي يشهد حربًا دامية بين إسرائيل وحماس منذ أكثر من سبعة أشهر.
وعبّرت وزارة الخارجية القطرية في بيان عن قلقها من أن “يُعقد القصف جهود الوساطة الجارية، ويعيق الوصول إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين”.
من ناحيتها، دانت مصر الاثنين، “بأشد العبارات” القصف الاسرائيلي لمخيمات النازحين في رفح واصفة إياه بـ”المتعمد”.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن مصر “تدين بأشد العبارات قصف القوات الاسرائيلية المتعمد لخيام النازحين في رفح” الذي أوقع 40 قتيلا بحسب الدفاع المدني في قطاع غزة.
واعتبر البيان قصف مخيمات النازحين “انتهاكا جديدا وصارخا للقانون الدولي الانساني واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب”.
وطالبت مصر مجددا، وفق البيان، إسرائيل “بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية”.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي الذي طال مخيما للنازحين في رفح جنوبا إلى 40 على الأقل وإصابة 65 شخصا آخرين.