النائب مصطفى علوش: حزب الله سيستمر في تصعيده مع إسرائيل خدمة لمصالح إيران
تصعيد غير مسبوق منذ بداية حرب غزة، تشهده الجبهة الحدودية بين حزب الله وإسرائيل خلال الأيام الماضية، على وقع ارتفاع منسوب التوتر الحدودي، الذي تسبب في اندلاع حرائق على نطاق واسع في شمال إسرائيل في أعقاب ضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة شنّها حزب الله من جنوب لبنان، ما دفع الى إجلاء بعض السكان في بلدة قريبة من الحدود.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد متسارع في سير المعارك بين حزب الله وإسرائيل، وأخذ هذا التصعيد أشكالا مختلفة، بالتزامن مع تزايد الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بناء على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي، لكن اللافت كان تزايد وتيرة التصعيد بين الطرفين في الأيام الأخيرة، ما استدعى التساؤل حول أسباب هذا التصعيد في هذا التوقيت، وتأثير ذلك ربما على صناعة القرار السياسي داخل إسرائيل.
في هذا الإطار يرى النائب السابق في البرلمان اللبناني مصطفى علوش أنه في ظل ما يحدث في فلسطين وشعار وحدة الساحات الذي رفعته المجموعات المسلحة التابعة لإيران يجد حزب الله اللبناني نفسه في موقع المضطر للمشاركة في المعارك بحكم إثبات الوجود وجعل من إيران لاعبا ضروريا في الساحة الاقليمية من خلال وكلائها.
ويؤكد علوش في تصريحات خاصة لـ”اخبار الآن” أنه من هذا المنطلق سيستمر حزب الله بالتصعيد المدروس خدمة لإيران بغض النظر عن المضار اللاحقة بلبنان.
وتقدّم إيران دعماً مادياً وبالسلاح لحزب الله الذي يتبادل وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ووسّعت اسرائيل كذلك نطاق هجماتها حيث قصفت لليوم الثاني على التوالي في البقاع الغربي في شرق البلاد من دون تسجيل ضحايا، وفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
يأتي ذلك غداة نعي الحزب ثلاثة من مقاتليه قضوا بقصف اسرائيلي على سيارة ودراجة نارية في بلدتين في جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله الثلاثاء في بيان الردّ على مقتل اثنين منهما، بهجوم “بسرب من المسيّرات الإنقضاضيّة على لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني في الجولان السوري المحتل”.
لا دفاع عن لبنان ولا دعم لغزة
أما بالنسبة للرواية التي يروجها بعض المناصرين لحزب الله من كون ما يقوم به هو دفاع عن الدولة اللبنانية، فيشدد النائب السابق في البرلمان اللبناني على أن هذا المنطق هو ساقط حكما بكون الحزب لا يستشير الدولة ولا يهتم بمصالحها لكونه يعتبر أن دولته تستند لولاية الفقيه.
يضيف علوش أن لبنان بالنسبة لحزب الله ما هو إلا مجرد ساحة يستعملها، وبالتالي لا يوجد أي منطق يدعم مقولة “لا الدفاع عن لبنان ولا دعم غزة”، يوضح: لأنه كما يبدو أنّ إسرائيل بالرغم من خسائرها الكبيرة مستعدة وقادرة على حرب طويلة الامد تعتبرها وجودية بعكس الأطراف التي تواجهها.
تصعيد يتزامن مع زيارة إيرانية
ويتزامن التصعيد من جانب حزب الله مع زيارة لوزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري للبنان، التقى خلالها مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
ووصل باقري إلى بيروت الإثنين، قبل أن يتوجه إلى دمشق الثلاثاء حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد، في أوّل زيارة خارجية له منذ توليه وزارة الخارجية بالوكالة خلفاً لحسين أمير عبداللهيان الذي قضى بتحطم طائرة مروحية مع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في أيار/مايو.
وأعلن حزب الله، حليف إيران، في بيان أن أمينه العام استقبل باقري واستعرض معه “آخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة وخصوصاً في جبهتي غزة ولبنان والحلول المطروحة والاحتمالات القائمة حول تطور الأحداث”.
وعن تزامن هذه الزيارة مع التصعيد على الجبهة الحدودية، يقول علوش في تصريحاته لـ”أخبار الآن” إن الأمر قد يكون مصافة، وقد يكون أيضا رسالة من إيران لإسرائيل او العكس من إسرائيل لإيران، لكن “بالنتيجة فإن الموت والدمار يلحقان بلبنان من غير أفاق إنقاذ أو نجدة لأبنائه” كما يقول النائب السابق بالبرلمان اللبناني.
واختتم علوش حديثه بالتأكيد على أن حزب الله هو فيلق عسكري يتبع أوامر قيادة الحرس الثوري وسينفذ ما أُمر به عن قناعة عقائدية بغض النظر عن الكوارث اللاحقة بلبنان.
واستهدفت اسرائيل خلال الأشهر الماضية مقاتلين وقياديين من حزب الله وفصائل فلسطينية بطائرات مسيرة ضربت سيارات أو دراجات نارية.
وتشهد مناطق في جنوب لبنان قصفاً اسرائيلياً كثيفاً منذ ليل الجمعة أسفر عن مقتل أربعة مدنيين على الأقلّ.
واشتعلت حرائق منذ مساء الاثنين في جنوب لبنان وشمال اسرائيل نتيجةً للقصف المتبادل عبر الحدود. وأفادت الوكالة الوطنية باندلاع حرائق في مناطق عديدة في جنوب لبنان الاثنين والثلاثاء، جراء إطلاق الجيش الاسرائيلي لقنابل “حارقة” و”فسفورية”، على مناطق حرجية.
ومنذ بدء التصعيد، قُتل 455 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 88 مدنياً و295 مقاتلاً من حزب الله على الأقلّ، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكريا و11 مدنيا.