ما هي آخر تطورات جبهة لبنان بين حزب الله وإسرائيل؟

مع إطلاق الرئيس الأمريكي جو بايدن لمبادرته بشأن غزة، ساد توقّع بأن الجبهة الجنوبية اللبنانية ستشهد تهدئةً وخفضاً للأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل على جانبي الحدود، لكنّ العكس هو الذي حصل، إذ اشتعلت المناطق الحدودية بالنار والمواجهات بين الطرفين.

ولليوم الرابع على التوالي، واصل حزب الله تكثيف وتيرة استهدافه مواقع ومستوطنات شمالي إسرائيل، فيما استمرت الأخيرة في تصعيدها بشن عشرات الغارات الجوية وصولا إلى عمق الجنوب، ما أسفر عن مقتل شخصين في غارتين إحداهما قرب مدينة صيدا. فما سرّ هذا التصعيد؟

يقول بعض المحللين اللبنانيين أن أحد أسباب التصعيد هو أن “حزب الله” يريد أن يرفع السقف إلى الحدّ الأقصى، استعداداً لأي عملية تفاوض يُحتمل أن تقود إليها التطورات في غزة.

في المقابل، أكّد الصحافي قاسم قصير في حديث لموقع “أخبار الآن” أن التصعيد هو نتيجة تصعيد إسرائيل للأعمال العسكرية في غزة وبسبب دخولها إلى مدينة رفح، موضحاً أن هذه الخطوة دفعت بحزب الله إلى اتخاذ قرار رفع وتيرة العمليات.

 

وأشار إلى أن المواجهات تصاعدت أيضاً لأن إسرائيل لم توافق حتى الآن على اقتراح جو بايدن بشأن إنهاء الحرب.

ولفت إلى أن “التصعيد جزء منه لدعم موقف حماس في المفاوضات، والجزء الآخر لدعم المقاومة في غزة”.

تهديد بحرب واسعة.. في يونيو؟

وعلى وقع المبادرة الأمريكية أيضاً، وصلت إلى بيروت في الأيام الماضية رسائل دبلوماسية تتضمن تهديداً بضربة إسرائيلية وشيكة.

وكشفت مصادر، تحدثت عنها صحيفة “الأخبار” المقربة من حزب الله، أن أغلب الموفدين الدوليين نقلوا تخوّفهم من جدية التهديد الإسرائيلي، لكن أبرز الرسائل أتت من “الجانب البريطاني الذي حدّد موعداً للضربة الإسرائيلية منتصف حزيران الجاري، مع نصائح بضرورة القيام بإجراءات التموين اللازمة للحرب التي لن يكون معروفاً مدى رقعة توسّعها ولا مدتها الزمنية”!

عن هذا الموضوع، قال قصير لـ”أخبار الآن” إن التهديدات التي تصل إلى لبنان جدية و”معلوماتي تقول إن حزب الله يستعد لاحتمال توسع الحرب”.

لماذا يُصعد حزب الله هجماته رغم دعوات التهدئة؟ صحافي لبناني يكشف أخر التطورات

وشدد على أن حزب الله حريص على عدم الذهاب إلى حرب واسعة، وقال: “لكن إذا قررت إسرائيل الذهاب إلى حرب واسعة لا يعود هناك خيار، وبالتالي الخيار بيد إسرائيل.”

وكان وزير الأمن القومي ووزير المالية الإسرائيليان قد طالبا بحرق لبنان وإعادته إلى “العصر الحجري” ردا على هجمات حزب الله.

كما وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، هجمات حزب الله والحرائق في شمال إسرائيل بـ”الإفلاس”، وأنها “تجسيد لنتائج سياسة الاحتواء”. وقال بن غفير إنه “حان الوقت ليحترق لبنان كله”، وفق ما أفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية.

اتفاق حدودي بين لبنان وإسرائيل

قبيل اشتعال الحدود، وتزايد الحديث عن حرب موسعة بين لبنان وإسرائيل، كان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الطاقة والاستثمار، آموس هوكشتاين قد أكّد أنّ اتفاقاً للحدود البرية يتم تنفيذه على مراحل، قد يخفف من الصراع المحتدم والدامي بين الطرفين.

وقال هوكشتاين في مقابلة مع مؤسسة “كارنيغي” للسلام الدولي “إن البداية ستكون بالسماح لسكان المجتمعات الشمالية في إسرائيل بالعودة إلى منازلهم ولسكان المجتمعات الجنوبية في لبنان بالعودة إلى منازلهم”. وأضاف، “إن جزءاً من ذلك سيتطلب تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك التجنيد وتدريب وتجهيز القوات”، من دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.

أما المرحلة الثانية فستشمل حزمة اقتصادية للبنان “والتأكد من أن المجتمع الدولي يظهر للشعب اللبناني أننا نستثمر فيه”.

ولفت إلى أن المرحلة الأخيرة ستكون اتفاق الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. وقال إنه إذا استقر الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، فقد يساعد ذلك في تقليص نفوذ إيران هناك.

عن هذا الموضوع، أكّد قصير لـ”أخبار الآن” أن الحراك الذي يقوده هوكشتاين مستمر، وقال: تم التوصل لصيغة بشكل مبدئي لكن هذه الصيغة لا يمكن تنفيذها طالما الحرب في غزة مستمرة.

وأضاف: أصبح هناك ما يمكن تسميته بخطة عمل اليوم التالي لكن هذه الخطة مرتبطة بوقف الحرب في غزة.