تتواصل المطالب الدولية لحماس وإسرائيل من أجل وقف حرب غزة
قال اللواء أركان حرب محمد قشقوش، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن حماس ستسعى خلال المفاوضات المرتقبة “الحصول على أكبر قدر من المكاسب” مشددًا على أنه يجب على جميع الأطراف المنخرطة في هذه المفاوضات لإنهاء الحرب على غزة؛ تقديم بعض التنازلات من إجل المضي قدمًا في تنفيذها.
تصريحات المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، جاءت بعد أن كشف مصدرين مطلعين لموقع “أكسيوس Axios” أنه من المنتظر أن يصل وفد من حماس إلى القاهرة الثلاثاء، لبحث مقترح وقف إطلاق النار في غزة مع وسطاء مصريين وقطريين.
وأوضح “قشقوش” في حوار خاص مع “أخبار الآن”، أنه “ينبغي عدم الخوض في التفاصيل التي يمكن تأجيلها لما بعد، خاصة وأنها هي السبب الرئيس لتعطل المفاوضات” مشددًا على أن “الخطة التي عرضها الرئيس الأمريكي جو بايدن تُعد فرصة من الممكن عدم تكرارها، وعلى حماس اقتناصها”.
وكان قد عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، “خارطة طريق” قال إنها إسرائيلية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يتم خلاله الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة وعن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
وتنصّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستة أسابيع على “وقف لإطلاق النار، وانسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في قطاع غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى. في المقابل، يتمّ إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيين”.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنّه سيتمّ التفاوض على الخطوط العريضة للمرحلة الثانية خلال وقف إطلاق النار. كما أوضح أنّه إذا نجحت المفاوضات قد يصبح وقف إطلاق النار “المؤقت دائمًا في حال وفت حماس بالتزاماتها”. وتتضمن هذه المرحلة انسحاب الجيش من قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين.
وكانت حماس أكّدت بعد إعلان بايدن، أنّها “تنظر بإيجابية” إلى المقترح، مشدّدة في الوقت نفسه على أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا إسرائيليًا كاملًا من غزة.
كذلك تتمسّك إسرائيل بشروطها؛ وهو الموقف الذي قال عنه اللواء محمد قشقوش، إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة التوصل إلى اتفاق من خلال وضع بعض الشروط التي تؤدي في النهاية إلى تعثر المفاوضات”.
وأضاف “قشقوش” أن “تعثر المفاوضات من شأنه أن يزيد من معاناة المواطنين في غزة”.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “BBC“، فإن إنهاء الحرب في غزة أصبحت “لعبة بقاء مميتة” بالنسبة لقادة حماس وإسرائيل على حد سواء>
وبحسب “BBC”، فإن الشروط التي تنتهي بها الحرب قد تحدد إلى حد كبير مستقبلهم السياسي وقبضتهم على السلطة. وبالنسبة لزعيم حماس يحيى السنوار، حتى بقاؤه على قيد الحياة.
واعتبر المصدر ذاته، أن هذا يبقى “جزئيًا السبب في فشل المفاوضات السابقة”، وهو أيضًا ما يقف “وراء إرجاء سؤال كيفية إنهاء القتال بشكل دائم إلى المراحل النهائية من الخطة التي أوضحها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة”.
وفي السياق، أكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن “أحد أهداف إسرائيل من هذه الحرب، وهو القضاء على حماس، ربما يكون من الصعب تحقيقه، خاصة أن الحركة قد لا تقبل أي ترتيبات تمنعها من التواجد في القطاع مستقبلا”.
وفي سياق منفصل، قال مسؤول إسرائيلي، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ نوابًا إسرائيليين بأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة بصيغته الحالية يتيح استئناف الأعمال القتالية إذا انهارت المحادثات مع حماس في المراحل المتقدمة.
وأضاف المسؤول لصحيفة “وول ستريت جورنال Wall Street Journal” أن نتنياهو أكد للمشرعين في تصريحات غير علنية أن المقترح يحفظ لإسرائيل حق استئناف القتال في أي وقت تشعر فيه بأن المفاوضات “غير مجدية”.
كما شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، على أنه سيصر بمرحلة لاحقة من المحادثات على الإفراج عن جميع المحتجزين لدى حماس وتدمير قدراتها العسكرية وإنهاء حكمها لقطاع غزة.
من ناحيته قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان Jake Sullivan، الاثنين، إن إسرائيل أبدت استعدادها للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، والكرة صارت في ملعب حماس.
وجاءت تصريحات “سوليفان” رغم الشكوك المتزايدة بشأن الخطة التي وصفها بايدن بأنها مبادرة إسرائيلية لكنها لقيت ردود فعل متباينة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
بيان مشترك لـ5 دول عربية
وشدد وزراء خارجية دول الإمارات ومصر والسعودية وقطر والأردن، على أهمية التعامل بجدية وإيجابية مع مقترح الرئيس الأمريكي بهدف الاتفاق على صفقة تضمن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وإيصال المساعدات بشكل كاف إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وبما ينهي معاناة أهل القطاع.
وعقد وزراء خارجية الدول الخمس اجتماعاً افتراضياً، ناقشوا خلاله تطورات جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل لصفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإدخال المساعدات بشكل كافٍ إلى قطاع غزة.
#بيان | وزراء خارجية المملكة والأردن والإمارات وقطر ومصر يؤيدون جهود الوساطة التي تقوم بها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأميركية للتوصل لصفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإدخال المساعدات بشكل كافٍ إلى قطاع غزة. pic.twitter.com/tPt1Si7bDB
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) June 3, 2024
وأكد الوزراء ضرورة وقف العدوان على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها، وعودة النازحين إلى مناطقهم، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من القطاع، وإطلاق عملية إعادة إعمار في إطار خطة شاملة لتنفيذ حل الدولتين وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبتواقيت محددة وضمانات ملزمة.
ومن ناحية أخرى، شدد الوزراء على أن تنفيذ حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، هو سبيل تحقيق الأمن والسلام للجميع في المنطقة.
بيان صحفى مشترك: وزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية يؤيدون جهود الوساطة حيال الأزمة في غزةhttps://t.co/kxyOSMhdHM
— MoFA وزارة الخارجية (@mofauae) June 3, 2024
وأعلنت قطر، الثلاثاء، أنها تنتظر “موقفاً واضحاً” من إسرائيل، حيال مقترح الهدنة في غزة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمره الصحافي الأسبوعي “لم نر بعد موقفاً واضحاً للغاية من الحكومة الإسرائيلية تجاه المبادئ التي وضعها بايدن”، مضيفاً أن الدوحة “تنتظر إجابات ملموسة”.
خارطة طريق
وعرض بايدن الجمعة “خارطة طريق” قال إنها إسرائيلية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يتم خلاله الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة وعن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
وتنصّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستة أسابيع على “وقف لإطلاق النار، وانسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في قطاع غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى. في المقابل، يتمّ إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيين”.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنّه سيتمّ التفاوض على الخطوط العريضة للمرحلة الثانية خلال وقف إطلاق النار. كما أوضح أنّه إذا نجحت المفاوضات قد يصبح وقف إطلاق النار “المؤقت دائمًا في حال وفت حماس بالتزاماتها”. وتتضمن هذه المرحلة انسحاب الجيش من قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين.
ودعا مسؤولون أمريكيون حماس مرات عدة إلى الموافقة على الاقتراح.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد إعلان بايدن أنّ “شروط إسرائيل لوقف الحرب لم تتبدّل”، مشدّدًا على ضرورة “القضاء على قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم، وتحرير جميع الرهائن وضمان أن غزة لم تعد تشكّل تهديدًا لإسرائيل”.
ويواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية لتأمين عودة الرهائن تتجسّد في تظاهرات منتظمة تطالب بوقف الحرب وأحيانًا بإسقاط حكومته. في المقابل، هدّد وزيران من اليمين المتطرف هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش السبت بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا مضى قدما بمقترح الهدنة.
الكونغرس الأمريكي
نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء، ما ورد في تقارير إعلامية أمريكية عن اعتزامه إلقاء كلمة أمام الكونغرس الأمريكي في 13 حزيران/يونيو، وسط تصاعد الضغوط عليه للموافقة على وقف لإطلاق النار في غزة.
وأفاد مكتب نتنياهو لوسائل إعلام إسرائيلية أن موعد كلمته أمام الكونغرس “لم يتم تحديده بشكل نهائي”، لكنه لن يكون في 13 حزيران/يونيو لتعارض هذا التاريخ مع عطلة يهودية.
وكان موقعا “بوليتيكو” و”بانشبول نيوز” الأمريكيين المتخصصين بسياسات واشنطن قد أعلنا عن هذا الموعد.
وتأتي التكهنات حول الزيارة في الوقت الذي يواجه فيه نتنياهو انتقادات شديدة بشأن عدد القتلى المدنيين في الحرب الدائرة في غزة، الأمر الذي أدى إلى تصعيد التوتر مع إدارة الرئيس جو بايدن.
وتتواصل المساعي الدولية والإقليمية من أجل دفع إسرائيل وحماس إلى الموافقة على الاقتراح الأمريكي، لوقف النار في غزة، وسط ارتفاع ومعارضة بعض الأصوات الإسرائيلية المتطرفة، والمعترضة على مهادنة الحركة.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم نفّذته حماس على الدولة العبرية أسفر عن مقتل 1189 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
واحتُجز خلال الهجوم 252 رهينة ونقلوا إلى غزة. ولا يزال 120 رهينة في القطاع، بينهم 41 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وردت إسرائيل متوعدة بـ”القضاء” على حماس، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36439 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.