السفارة الأمريكية في لبنان تعرضت لحادث إطلاق نار
كشف مسؤول أمني لبناني لوكالة أنباء أسوشيتد برس، عن تفاصيل حادث إطلاق النار التي تعرضت له السفارة الأمريكية في لبنان.
وقال المسؤول اللبناني لأسوشيتد برس، إن عملية إطلاق النار على السفارة الأمريكية تمت عن طريق 4 مهاجمين شاركوا في الهجوم، وأحدهم قاد السيارة التي أقلتهم للمكان و3 أطلقوا النيران.
وأضاف المسؤول الأمني اللبناني، أن أحد المهاجمين قتل وفر ثان وأصيب الثالث واعتقله عناصر الجيش اللبناني المنتشرة في محيط السفارة.
وأعلن الجيش اللبناني، في وقت سابق من اليوم، إن السفارة الأمريكية في لبنان في منطقة عوكر تعرضت إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية.
داعش.. دلالات الهجوم
حول ذلك ولمزيد من التفاصيل، تواصلت أخبار الآن مع الصحفي اللبناني جورج العاقوري، الذي قال إن “الاعتداء على السفارة الأمريكية في بيروت بمنطقة عوكر في جبل لبنان أمر غير مستغرب في ظل الفلتان الأمني الذي يعيشه لبنان”.
وأوضح العاقوري أن “أحد المنفذين هو سوري الجنسية قتل، وهو مقيم في الصويرة بالقاع، ويجري التحقيق مع ذويه”.
وأضاف: “يحمل هذا الاعتداء رسائل سياسية أكثر منها أمنية لأن الجهات المنفذة تدرك استحالة الوصول إلى داخل السفارة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة”.
وأردف القول: “يجب التوقف عند السرعة في الإعلان إلى أن أحد المهاجمين سوري الجنسية وأنه يتبع لداعش لأن هناك علامات لداعش على الجعبة، وهنا يمكن طرح أسئلة عدة حول استحضار داعش وقد اعتدنا على ذلك في لبنان عند أكثر من أزمة سياسية، حيث يستخدمها بعض الأفرقاء كفزاعة يتم الاستفادة منها من أجل أن يمارس حزب الله تفلته على مساحة الوطن وندرك ونتذكر جيداً بمعركة فجر الجرود حين كاد الجيش اللبناني أن يحسم المعركة، تكفل الحزب بنقل مسلحي داعش وفي باصات مكيفة إلى سوريا”.
وتابع الصحفي اللبناني حديثه: “يمكن السؤال الآن، هل العودة للحديث عن داعش لشد العصب والقلق لدى اللبنانيين للقول أن البعبع الداعشي موجود ولن ينقذكم منه سوى حزب الله، أم لحرف الأنظار عن الكوارث والخسائر الفادحة التي يتكبدها لبنان في الجنوب لحرب أراد الحزب تسميتها حرب التخفيف عن غزة، في حين أن ذلك لم ينجح فعلياً بفرملة الهجوم على غزة”.
وأوضح أن “الحزب اعتبرها أيضاً حرب ردع وهو لم يستطع ردع إسرائيل من ممارسة عدوانها على لبنان من أقصى بقاعه في الهرمل وصولاً إلى الحدود الجنوبية، وكل هذه الأسئلة مشروعة وننتظر التحقيقات التي تعتمد غالباً على وقائع حسية في حين من المطلوب معرفة من يقف وراء هذه المجموعة”.
ورأى أنه “يمكن السؤال أيضاً هل هذه السياسة في إطار توجيه الضغط على الطرف الأمريكي، أن هناك إمكانية لإشعال الوضع داخل لبنان، وتالياً على واشنطن التجاوب مع الأفرقاء بمسائل مثل المفاوضات الإيرانية الأمريكية وأيضاً مسألة رئاسة الجمهورية في لبنان”.
“الوضع مستتب”
أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بدوره أنه تبلغ من مسؤولين أمنيين بأن “الوضع مستتب وأن التحقيقات الكثيفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين”، وفق ما أفاد بيان صادر عن مكتبه، موضحاً أنّ السفيرة ليزا جونسون خارج البلاد.
وفتح رجل النار في أيلول/سبتمبر على السفارة الأمريكية لكن الهجوم حينها لم يسفر عن وقوع ضحايا. وأعلنت السلطات اللبنانية توقيفه وقالت إنه عامل توصيل أراد “الانتقام” لتعرضه للإهانة من قبل أحد عناصر الأمن.
وتزامن الحادث وقتها مع الذكرى التاسعة والثلاثين لتفجير بسيارة مفخخة استهدف مبنى تابعاً للسفارة في عوكر عام 1984، أدى الى مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات، وحمّلت واشنطن حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، مسؤوليته.
وانتقلت السفارة إلى هذه البلدة عام 1984 بعد تعرض مبناها السابق في منطقة عين المريسة في غرب بيروت لتفجير انتحاري ضخم بشاحنة مفخخة في 18 نيسان/أبريل 1983 أدى إلى مقتل 63 شخصاً. وتبنّت الهجوم منظمة تطلق على نفسها اسم “الجهاد الإسلامي”، أكدت واشنطن أنها مرتبطة بحزب الله.