حماس تتّهم إسرائيل بالسعي إلى مفاوضات “بلا نهاية ولا سقف زمني”

قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه من المقرر أن تنطلق المفاوضات بين إسرائيل وحماس، الأربعاء، في الدوحة. وتأتي هذه المفاوضات في ظل توتر شديد، وتصعيد مستمر في قطاع غزة، حيث تسعى الأطراف إلى التوصل إلى هدنة دائمة ووقف إطلاق النار، خاصة مع المعاناة الشديدة التي يعانيها أبناء القطاع.

وأشار “الدويري” في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن”، إلى أن هذه المفاوضات تأتي بعد سلسلة من الاجتماعات والمحادثات التي جرت بين الأطراف المعنية.

وأكد نائب رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن هذه الاجتماعات تأتي في إطار خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي أعلن عنها لوقف الحرب في غزة، والتي تتضمن سلسلة من الإجراءات الدبلوماسية والسياسية بهدف تحقيق استقرار دائم في المنطقة.

وشدد “الدويري” على أهمية هذه المفاوضات، معربًا عن أمله في أن تسفر عن نتائج إيجابية تُسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وإعادة الهدوء إلى المنطقة. مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يتابع عن كثب هذه المفاوضات.

وأكد “الدويري” على ضرورة استغلال هذه الفرصة لتحقيق تقدم ملموس في مسار السلام، مشدداً على أن الحل السلمي هو الخيار الأمثل لإنهاء النزاع الدائر في غزة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

“مفاوضات بلا نهاية”

وفي السياق، اتّهم القيادي في حماس أسامة حمدان، الثلاثاء، إسرائيل بالسعي إلى مفاوضات مفتوحة “بدون سقف زمني”، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لا يُمكن القبول باتفاق لا يضمن وقفاً لإطلاق النار.

وجاءت هذه التصريحات في حين أعلنت قطر المنخرطة في وساطة بين إسرائيل وحماس، أنها تنتظر “موقفاً واضحاً” من تل أبيب، حيال مقترح الهدنة في غزة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي.

مصدر مصري يكشف لـ"أخبار الآن" تفاصيل جولة المفاوضات الجديدة بين إسرائيل وحماس

وقال “حمدان” في مؤتمر صحافي في بيروت إن رد إسرائيل على مقترح الوسطاء بشأن موافقة حماس في السادس من أيار/مايو “يتكلم عن فتح باب المفاوضات في كلّ شيء، وبلا نهاية ولا سقف زمني”.

وتراوح المفاوضات التي تجرى بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر مكانها منذ نهاية هدنة استمرت أسبوعًا وأتاحت الإفراج عن عشرات الرهائن في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.

وتوقفت المفاوضات في أوائل أيار/مايو عندما بدأت إسرائيل عملياتها البرية في رفح في جنوبي قطاع غزة.

وفي محاولة لتنشيط المحادثات، عرض الرئيس الأمريكي، الجمعة، ما قال إنه مقترح إسرائيلي لإنهاء الحرب على ثلاث مراحل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن وانسحاب الجيش الإسرائيلي وإطلاق عملية واسعة لإعادة إعمار القطاع.

وأشار حمدان في مؤتمره الصحافي إلى أن النص الذي اقترحه بايدن يضمن “بقاء المفاوضات إلى ما لا نهاية حتى يتفق الطرفان”.

لكن حماس بدورها قالت إنها لن تقبل بأي اتفاق “لا يؤمّن ولا يضمن ولا يؤكّد وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل جادة وحقيقية تبعاً لذلك”.

مصدر مصري يكشف لـ"أخبار الآن" تفاصيل جولة المفاوضات الجديدة بين إسرائيل وحماس

وأضاف حمدان “نطالب الوسطاء الحصول على موقف واضح من الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامه بهذا الأمر، بالوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الشامل”.

وفشلت المقترحات السابقة التي قدمها الوسطاء بسبب اشتراط حماس أن يشمل أي اتفاق وقفاً دائماً للإطلاق النار، في حين قالت إسرائيل إنه يجب السماح لها بمواصلة عملياتها العسكرية التي تستهدف المجموعات الفلسطينية المسلحة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء “لم نر بعد موقفاً واضحاً للغاية من الحكومة الإسرائيلية، قرأنا وشاهدنا التصريحات المتناقضة الصادرة عن الوزراء الإسرائيليين، وهو ما لا يعطينا ثقة كبيرة بوجود موقف موحّد في إسرائيل تجاه هذا المقترح الحالي المطروح على الطاولة”.

ولفت المتحدث القطري إلى أن حماس أيضاً لم توضح موقفها بعد.

وانتقد بايدن نتنياهو في مقابلة مع مجلة تايم نشرت الثلاثاء، بقوله إن هناك “كل الأسباب” للاستنتاج بأن نتنياهو يطيل أمد حرب غزة لإنقاذ نفسه سياسيًا.

نتنياهو في مأزق سياسي

ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط دولية هائلة للمضي قدمًا في اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، لكن المعارضة داخل ائتلافه اليميني المتشدد تعني أن ذلك قد يكون له ثمن سياسي.

وهدد شركاء الائتلاف اليميني المتطرف بالاستقالة بسبب المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، ما قد يترك نتنياهو تحت رحمة أحزاب الوسط التي من المرجح أن تغتنم أول فرصة لإقالته من منصبه.

لكن، قال محللون إنه في مجتمع لا يزال يعاني من صدمة هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، من السابق لأوانه استبعاد نتنياهو عن المشهد كليا.

مصدر مصري يكشف لـ"أخبار الآن" تفاصيل جولة المفاوضات الجديدة بين إسرائيل وحماس

لماذا يتعرض نتنياهو للضغوط؟

وخرج عشرات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع السبت، لمطالبة نتنياهو بالموافقة على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة.

منذ أشهر، تنظم احتجاجات تطالب بالإفراج عن الرهائن في نهاية كل أسبوع، لكن السبت كان مختلفا بعدما عرض خطة بايدن لوقف القتال. لكن نتنياهو جدد التأكيد على أن شروطه لوقف إطلاق النار لم تتغير، وأنها تشمل “القضاء” على حماس.

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس جدعون رهط “هناك رهائن ينتظرون أن يتخذ نتنياهو قراره وهذا أمر مروع”.

ورأى “رهط” أن نتنياهو “قد يقدم ردًا سلبيًا لأن من مصلحته ضمان استمراريته السياسية”، معبرا بذلك عن مخاوف الكثير من المتظاهرين المناهضين للحكومة.

اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق نفذته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأسفر عن مقتل 1194 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 120 منهم في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

ردا على ذلك تشن إسرائيل حملة قصف عنيف ومدمر وغارات وهجوم البري أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 36550 شخصًا في غزة، معظمهم أيضًا من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.

ولوح المتظاهرون في تل أبيب السبت بالأعلام الأمريكية وقالوا: “بايدن هو أملنا الوحيد”.

هل يتخلى اليمين المتطرف عن نتنياهو؟

هدد حليفا نتنياهو اليمينيان المتطرفان، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المال بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا قرر نتنياهو إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس.

ويحكم الائتلاف بغالبية ضئيلة تبلغ 64 مقعدا من أصل 120 في البرلمان الإسرائيلي ويعتمد على أصوات اليمين المتطرف.

وقال الخبير السياسي في جامعة بار إيلان، إيلان غريلسامر إن تنفيذ بن غفير وسموتريتش تهديداتهما يعتمد على اتفاق وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة.

وأضاف لوكالة فرانس برس “إذا كان الاتفاق يقضي بوقف الحرب على الفور وإعادة القوات إلى البلاد، فمن الصعب تصور بقائهما في الحكومة”.

واستدرك “لكن إذا كان هناك اتفاق وسطيا، فربما يبقيان”.

أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المفتوحة في إسرائيل دينيس شاربيت، ، فأوضح أن ثمة “احتمالا قويا” لانسحابهما من الحكومة.

من ناحية أخرى، قال رهط إنه من الممكن تشكيل حكومة أقلية بدون اليمين المتطرف مع الاحتفاظ بنفوذ كبير في البرلمان.