الأردن يستضيف مؤتمرًا دوليًا للاستجابة الإنسانية في غزة
يستضيف الأردن، الثلاثاء مؤتمرًا دوليًا للاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة، الذي دخلت الحرب فيه بين إسرائيل وحماس شهرها التاسع من دون أفق للحل. تسببت الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بكارثة إنسانية في قطاع غزة.
يعقد المؤتمر بتنظيم مشترك من الأمم المتحدة والأردن ومصر وبدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
ويشارك في المؤتمر الذي يعقد في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على شاطئ البحر الميت، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يقوم بجولة في المنطقة للترويج لوقف لإطلاق النار في غزة، ومنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، وقادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية بهدف “تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة”، بحسب بيان الديوان الملكي الأردني.
أهداف المؤتمر
يرى سميح المعايطة، وزير الإعلام الأردني الأسبق، أن الأهداف الرئيسية للمؤتمر هي توفير حالة دولية منسقة تعمل ضمن منهجية واضحة وضمن تمويل كبير لمعالجة جميع الآثار الإنسانية للعدوان الإسرائيلي على غزة.
مضيفا: “الآثار الإنسانية ليست مقتصرة على الغذاء أو المستلزمات الأساسية فقط، بل تشمل جميع جوانب الحياة اليومية للمواطنين في غزة. ومن المؤكد أن آثار العدوان واسعة وتمس كل نواحي الحياة هناك. وجزء كبير من الآثار الإنسانية قد لا يكون ظاهرًا الآن، وربما بعد توقف العدوان سيكتشف العالم حجم هذه الآثار والتداعيات التي تركها العدوان العسكري على المواطنين في غزة. والهدف هو توفير منهجية دولية وجهد منظم وممول ومدعوم سياسياً لمعالجة هذه الآثار”.
وأوضح “المعايطة”، في حوار خاص مع “أخبار الآن”، أن مبادرة عقد المؤتمر ليست خاصة بالأردن وحده، بل هي جهد مشترك مع مصر والأمم المتحدة. خاصة وأن الأردن ومصر مرتبطان جغرافياً بالأراضي الفلسطينية، والأمم المتحدة تلعب دور المظلة الدولية في العديد من القضايا، بما في ذلك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والجهود الإنسانية في غزة.
لفت انتباه العالم
وأشار “المعايطة” إلى أن الأردن خلال فترات العدوان على غزة قد ساهم في أكثر من مسار إنساني، سواء من خلال إرسال مساعدات خاصة، أو من دول أخرى عبر الهيئة الخيرية الهاشمية بالتنسيق مع الشركاء المصريين وعبر معبر رفح أو معبر كرم أبو سالم. كما أن الأردن كان له دور في تنظيم الجهود الإنسانية العربية والدولية، بما في ذلك الإغاثة الجوية التي نسقها الأردن.
وأوضح المعايطة أن رسالة الأردن من خلال المؤتمر تتلخص في ضرورة تسليط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وحاجة هذا الوضع إلى جهد دولي منسق ومنهجي ودعم مالي وسياسي كبير. كما يرغب الأردن في لفت انتباه العالم إلى الكوارث الإنسانية التي قد يتم اكتشافها بعد انتهاء العدوان.
وأكد وزير الإعلام الأردني الأسبق، أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة يواجه صعوبات كبيرة نتيجة الفوضى الناتجة عن الحرب. مشيرًا إلى أن أحد أهداف المؤتمر هو تنظيم الجهد الدولي لتوصيل المساعدات عبر منظمات دولية موثوقة، مثل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية.
وبيّن أن المؤتمر يهدف إلى التنسيق بين الجهود الدولية لضمان وصول المساعدات إلى المستحقين.
كما أوضح المعايطة أن أبرز التحديات التي تواجه إيصال المساعدات إلى غزة تتعلق بالإجراءات الإسرائيلية التي تعيق إدخال المساعدات الإنسانية. مؤكدًا أن إسرائيل تحاول جعل غزة منطقة غير قابلة للحياة من خلال منع دخول المستلزمات الأساسية. كما شدد على ضرورة وجود مخزون استراتيجي من المساعدات لضمان استدامة الجهود الإنسانية.
ويختتم المؤتمر أعماله بمؤتمر صحفي مشترك بمشاركة وزيري خارجية الأردن ومصر. ويأمل المنظمون في التوصل إلى توافق دولي بشأن التدابير العملية لتلبية الاحتياجات الفورية على أرض الواقع في غزة.
معارك متواصلة
وفي السياق، لحق دمار هائل بجزء كبير من قطاع غزة جراء الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل، ردًا على هجوم حماس، فيما نزح غالبية السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بسبب المعارك المتواصلة منذ أكثر من ثمانية أشهر. وتحذر الأمم المتحدة منذ شهور من أن المجاعة تهدد القطاع المحاصر.
وتدخل المساعدات ببطء شديد، خصوصًا بعدما باشر الجيش الإسرائيلي عملية برية في مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة في مطلع أيار/مايو، وسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي الحيوي مع مصر الذي تمر عبره غالبية المساعدات.
وبحسب برنامج المؤتمر الذي وزعته وزارة الخارجية الأردنية، تُعقد خلال الجلسة الصباحية “ثلاث مجموعات عمل” ستركز نقاشاتها على سبل “توفير المساعدات الإنسانية لغزة بما يتناسب مع الاحتياجات”، وسبل “تجاوز التحديات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين”، و”أولويات التعافي المبكر”.
وفي الجلسة المسائية، يلقي العاهل الأردني والرئيس المصري والأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفلسطيني، إضافة إلى العديد من رؤساء الدول والحكومات، كلمات.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية إن المؤتمر سيناقش “الاستعدادات للتعافي المبكر، والسعي للحصول على التزامات باستجابة جماعية ومنسقة لمعالجة الوضع الإنساني في غزة”.
وأوضح البيان أن “الهدف الأساسي لهذا الاجتماع الرفيع المستوى هو التوصل إلى توافق في الآراء بشأن التدابير العملية لتلبية الاحتياجات الفورية على أرض الواقع”.
ويختتم المؤتمر أعماله بمؤتمر صحافي مشترك بمشاركة وزيري خارجية الأردن ومصر.
ويبحث بلينكن في جولته الثامنة إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب، في الحلول التي تسمح بإعادة فتح معبر رفح بين مصر والقطاع الفلسطيني، بالإضافة إلى مسعى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 1,194 شخصًا داخل إسرائيل، غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
خلال هذا الهجوم، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37,124 شخصًا في القطاع الفلسطيني، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة.