ما هو وضع نتنياهو داخل إسرائيل؟ وما هو مسار الحل؟
بعد أكثر من 8 أشهر على اندلاع حرب غزة، لا يزال المشهد مقلقًا في ظل عدم التوصل إلى هدنة حاسمة تضع حدًا لوقف وإنهاء الحرب، وتعمل على إعادة الرهائن، وإيصال المُساعدات الإنسانية العاجلة.
والأربعاء، خلصت لجنة تحقيق أممية إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الدائرة في غزة بما يشمل “الإبادة” فيما شددت على أن إسرائيل وحماس ارتكبا جرائم حرب.
وفي خضم هذه الأحداث، تواصلت “أخبار الآن” مع المسؤول الإسرائيلي السابق، نمرود نوفيك Nimrod Novik، والذي كان مستشارًا كبيرًا للسياسة الخارجية للرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، وهو حاليًا عضو في اللجنة التنفيذية لمجموعة قادة من اجل أمن إسرائيل (CIS), نوفيك أبدى في تصريحاته لنا معارضته لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واستعرض الحل لإعادة الرهائن، في حين طرح بعض السيناريوهات التي يُمكن أن تفضي إلى إنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.
الحل لإعادة الرهائن
وقال نوفيك: “تحمسنا كثيرًا للعملية العسكرية التي جرت السبت الماضي، والتي أعادت 4 رهائن بسلام، ولكننا نعلم أن هذا ليس الحل الوحيد، فالطريقة الوحيدة لإعادة الرهائن الـ 120 المتبقين إلى بلدهم، الذين هم على قيدِ الحياة، أو أولئك الذين ليسوا على قيدِ الحياة، هي من خلال صفقة كبيرة، وهذه الصفقة مطروحة على الطاولة الآن”.
وتابع: “نحن كإسرائيليين، ننتظر رد حماس، ونأمل أن يكون الرد إيجابيًا تمامًا، أو إذا كانت هناك مطالب إضافية، تتم بوساطة، من قبل الأطراف الوسيطة، قطر ومصر وبالتأكيد الولايات المُتحدة”.
تأثير وأسباب استقالة غانتس
وردًا على تأثير وأسباب استقالة عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس على الحكومة الإسرائيلية، قال نوفيك: “أعتقد أن غانتس توصل إلى نتيجة مفادها أنه لم يعد فعالًا داخل مجلس الحرب الإسرائيلي، فالقرارات التي اُتخذت لم يكن سعيدًا بها، والعناصر الأكثر تطرفًا في ائتلافنا هي التي تقود السياسة”.
وأضاف: “قرر غانتس أنه يجب عليه أن يغادر لسببين، الأول: عدم تقاسم المسؤولية عن السياسات والخطوات التي لا يتفق معها، وأيضًا كي يرى الجمهور الإسرائيلي مدى خطورة تركيبة الائتلاف الحالي، وأعتقد أنه سوف يحقق كلا الهدفين، وأرى أن الإسرائيليين سوف يرون أن الائتلاف الحالي الذي يُمثل مجموعة صغيرة للغاية يوفر لأقلية صغيرة على هامشِ المجتمع الإسرائيلي صوتًا حاسمًا فيما يتعلق بالسياسة.. فإن هذه العناصر المتطرفة تقودنا في اتجاهٍ خاطئ للغاية”.
واستطرد: “يواجه رئيس الوزراء الآن عدة خيارات.. منها أن يستسلم للعناصر الأكثر تطرفًا في ائتلافه لأنهم هم الذين يبقونه في السلطة”.
غضب من نتنياهو
ولأن الكثير من الأحزاب السياسية في إسرائيل غاضبة من تصرفات نتنياهو وعدم وجود خطة لليوم التالي، سألنا نمرود نوفيك، عن الأسباب وراء عدم اجتماع الأحزاب السياسية جميعها لإزاحته من السلطة.
وحول هذه النقطة، رد نوفيك – وهو أحد المستشارين السياسيين الإسرائيليين السابقين -، قائلًا: “النظام السياسي في إسرائيل ليس من السهل عليه أن يُزيل الحكومة، فالحكومة تتمتع بأغلبية في الكنيست (120 عدد الأعضاء) بـ 64 عضوًا”.
وتابع في معرضِ حديثه: “الأغلبية الساحقة تريد التغيير، وتريد أن ترحل هذه الحكومة، وهذا محتمل أن يحدث ولكن من خلال عمليات تتم بشكلٍ بطئ، مقارنة بما يرغب فيه المجتمع الدولي والمجتمع الإقليمي.. وربما يغير نتنياهو مساره داخل الكنيست، أو سنشهد مظاهرات حاشدة كما رأين في عام 2023، فالنظام السياسي الآن غير مستقر، كما أصبحت الحكومة الآن مكشوفة على أنها متطرفة للغاية، وقد يؤدي ذلك إلى نوعٍ من التغيير، لا أستطيع التنبؤ، وكيف سيحدث، لكنني لا أعتقد أن هذه الحكومة سوف تستمر طويلًا”.
واستعراضًا للوضعِ الداخلي في إسرائيل، قال نوفيك: “أعتقد أن معظم الإسرائيليين لا يعرفون الخيارات أمامهم، – فقط – أولئك الذين يُمارسون السياسة مثلي، هم الذين يعرفون ما يتم تقديمه”.
مخاطر تُشكلها الحكومة
وأشار: “ليست الحكومة الإسرائيلية حقًا هي التي نعتقد أنها تُشكل خطرًا على إسرائيل، ولكن سياستها التي تمثل الرغبة في احتلال مفتوح النهاية لغزة”.
وأوضح – شارحًا تفاصيل هذه السياسة -: “أنها تمثل الرغبة في إعادة إنشاء المستوطنات وسط غزة، ورؤية احتلال إسرائيلي دائم للضفة الغربية بلا أمل.. وهذا أخطر على مستقبلنا”.
كما أكد المحلل السياسي الإسرائيلي لـ “أخبار الآن”: أتحدث إليكم باسم 580 جنرالًا إسرائيليًا متقاعدًا، جنرالات جيش الدفاع الإسرائيلي، الموساد.. نحن جميعًا مقتنعون بأن حل الدولتين مع دولة فلسطين، يخدم مصالح إسرائيل وأمنها واستقرارها الإقليمي”.
تأييد ضعيف لنتنياهو
وفيما يخص الرغبة في رحيل نتنياهو، أكد أن: “75% من الإسرائيليين يُريدون رحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهذا واضح جدًا وليس في استطلاع واحد، بل في استطلاع بعد استطلاع بعد استطلاع لعدة أشهر.. 75% يريدون رحيله، وأعتقد أن هذه إجابة واضحة للغاية عن كيفية فقدان الاتصال بالجمهور الإسرائيلي”.
سيناريوهات نهاية الحرب
وعن السيناريو الأفضل لإنهاء حرب غزة، قال: “أعتقد أن السيناريو الأمثل بالنسبة لغزة، يتم عن طريق عمليتين يتم اتباعهما في نفس الوقت، وإحدى هذه العمليات هي الإدارة المؤقتة لغزة، وذلك يشمل لاعبين إقليميين ودوليين يحلون محل إسرائيل، وينسقون مع السلطة الفلسطينية ويوفرون الاحتياجات الإنسانية والبدء في إعادة تأهيل غزة، وهي عملية ستستغرق عدة سنوات”.
وعن العملية الثانية، أوضح نوفيك أن: “يتم عملية تغيير وإصلاح السلطة الفلسطينية، إلى نسخة منقحة، تذكرنا بأفضل أيام السلطة الفلسطينية، في عهد رئيس الوزراء سلام فياض، من أجل سلطة فلسطينية تتجدد تدريجيًا وتصبح أقوى، وبالتالي أكثر شعبية بين الفلسطينيين، كلما أصبحت أكثر قدرة على تولي المسؤولية في غزة، وهذه الصيغة واعدة بشكل أكبر، وقد قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأيدها اللاعبون الإقليميون.. وأنتظر أن تُصادق عليها إسرائيل أيضًا”.