ما الذي حدث لفاغنر بعد مقتل يفغيني بريغوجين

بعد عامٍ على تمرد مجموعة فاغنر الروسية، الذي تم بأوامر من قائدها يفغيني بريغوجين، لا تزال هناك تساؤلات عن مصير تلك المرتزقة، وهل انقسمت إلى مجموعات أخرى؟، وما هي المهام التي باتت معنية بها؟.

وكان زعيم فاغنر – الذي قتل في سقو في أغسطس الماضي -، دعا في الـ 24 من يونيو عام 2023، إلى انتفاضة على قيادة الجيش، بعدما وجه اتهامات إلى وزارة الدفاع الروسية بقتل عدد كبير من عناصره في قصف استهدف مواقع خلفية لهم في أوكرانيا.

أين فاغنر الآن؟

وفي هذا السياق، تواصلت “أخبار الآن” مع الأستاذ بمعهد الاستشراق بمدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، رامي القليوبي، وبسؤاله عن وضع فاغنر الآن، قال: “انقسمت المرتزقة إلى قسمين، فهناك بعض المقاتلين ممن أصبحوا تحت مظلة وزارة الدفاع الروسية”.

بعد عام من تمرد فاغنر: باحث يكشف لأخبار الآن مصير المرتزقة الروسية بعد بريغوجين

وتابع: “هؤلاء يؤدون مهام ضمن تشكيلات تابعة للجيش الروسي في أوكرانيا”، وذلك مع استمرار الحرب لعامها الثالث منذ اندلاعها في فبراير من العام 2022.

كما أضاف القليبوبي: “هناك قسم آخر يواصلون مهامهم في أفريقيا تحت قيادة نجل بريغوجين، بعدما تم دمج فاغنر كإحدى وحدات هيئة الحرس الروسي”.

وهذه النقطة، رجحتها كذلك تقارير مخابراتية بريطانية – نقلًا عن “بي بي سي“، حيث أشارت إلى أن “بعض وحدات المشاة التابعة للمرتزقة ضُمت إلى الحرس الوطني الروسي وأطلق على هذه الوحدة – التي شُكلت في 2016 – “الجيش الخاص” لبوتين بقيادة الحارس الشخصي السابق فيكتور زولوتوف”.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن عناصر من مجموعة فاغنر بدأت تخضع لسيطرة الحرس الوطني في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

بعد عام من تمرد فاغنر: باحث يكشف لأخبار الآن مصير المرتزقة الروسية بعد بريغوجين

تمرد فاغنر

وكان قائد فاغنر قد عبر الحدود من أوكرانيا في الـ 23 من يونيو عام 2023، واستولى على مدينة روستوف الجنوبية، بعد أشهر من التوترات المتزايدة بينه وبين قادة عسكريين في موسكو.

وقد زحفت القوات في هذا الوقت باتجاه موسكو، قبل أن تنتهي المسيرة بشكلٍ مفاجئ في اليوم التالي بعد أن أمر بوقف التقدم.

وبات مستقبل المجموعة في مهبِ الريح وغير معروف، بعد شهرين من التمرد، إذ تحطمت طائرة بريغوجين وقتل هو وعدد كبير من قيادات المجموعة.

بعد عام من تمرد فاغنر: باحث يكشف لأخبار الآن مصير المرتزقة الروسية بعد بريغوجين

وحشية في أفريقيا

أما عن تواجد فاغنر في أفريقيا، فلا تتوقف الأعمال الوحشية التي ترتكبها المرتزقة الروسية بدعم من القوات المسلحة المالية والتي تنشر الرعب بين السكان المحليين وترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وكان أبرز هذه الانتهاكات ما أبلغ عنه سليمان أنارا الصحفي المستقل في مالي والنيجر والذي قال لـ”أخبار الآن” في تقرير مفصل نٌشر في أبريل الماضي (اقرأ هنا)، إن غارة جوية بطائرة بدون طيارة تابعة للمرتزقة استهدفت بلدة زارهو التي تقع على بعد 30 كم شرق راروس وهي بلدة ريفية وبلدة صغيرة تقع في منطقة تمبكتو شمال مالي.

خريطة توضح موقع بلدة زارهو في مالي.  

وأضاف أنارا أن الغارة الجوية استهدفت أسرة فقيرة وأسفرت عن مقتل الأم وطفليها اللذين لا تتجاوز أعمارهما 12 عاما.

وأشار سليمان أنارا إلى أنه منذ وصول مرتزقة فاغنر لمساعدة الجيش المالي، وتستهدف بشكل خاص الطوارق والعرب الفلان، عن طريق إعدام مئات الأبرياء واعتقال العشرات وسرقة الممتلكات فضلا عن الاختفاء القسري للكثيرين وإحراق العديد من المنازل السكنية.

وبحسب مجلة منبر الدفاع الأفريقي (ADF) يُعتقد أن للمجموعة الروسية ما يتراوح من 1,000 إلى 1,645 مقاتلاً في مالي، يقودهم المدعو إيفان ماسلوف الذي يواجه عقوبات دولية لمحاولة تهريب أسلحة من مالي لاستخدامها في حرب روسيا على أوكرانيا.

بعد عام من تمرد فاغنر: باحث يكشف لأخبار الآن مصير المرتزقة الروسية بعد بريغوجين

وفي إطار عملياتهم في ربوع القارة، لطالما ترك مرتزقة فاغنر سلسلة من الخراب والدمار والقتلى في صفوف المدنيين، فلاحقتهم الكثير من مزاعم ارتكاب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.

وتسبّبت المعارك بين الجيش المالي و”فاغنر” من جانب، وحركات أزواد الساعية للاستقلال بحكم إقليم أزواد من جانب آخر، والتي اندلعت في الربع الأخير من عام 2023، في مقتل نحو 600 مدني.

بعد عام من تمرد فاغنر: باحث يكشف لأخبار الآن مصير المرتزقة الروسية بعد بريغوجين

وفي شهر فبراير الماضي نفّذ الجيش المالي و”فاغنر” العديد من العمليات في ولايتي تومبكتو وكيدال؛ أسفرت عن مقتل واعتقال العديد من السكان؛ حسب ما أكدته مصادر محلية.