تونس تلاحق شركات التوظيف الوهمية
في أول رد فعل رسمي لها، أخضعت الإدارة القانونية بوزارة التشغيل والتكوين المهني التونسية، شركة “ياسمين ترافيل” غير القانونية للملاحقة القضائية متخذة ضدها كافة الإجراءات القانونية اللازمة وذلك بناء على ما ورد في تحقيق “أخبار الآن” تحت عنوان “أُلفة”..ضحية شركات التوظيف الوهمية في تونس تقع في يد شبكة إجرامية”، حيث ثت في التحقيق تورط تلك الشركة محل الملاحقة في عمليات تحايل ونصب على الشباب، وإيهامهم بتوفير فرص عمل لهم في الخارج نظير الآف الدولارات.
وكانت أخبار الآن، أجرت تحقيقاً موسعاً حول شركات التوظيف الوهمية في تونس، والتي أصبحت باب خلفي للاتجار بالبشر بعدما يتم إيهام الشباب بإيجاد فرص عمل لهم في الخارج نظير تحصيل الآف الدولارات، ليتفاجىء الشباب بعد سفرهم بعدم وجود شيء على أرض الواقع وإنهم كانوا ضحايا لتلك الشركات غير القانونية.
“أُلفة”..ضحية شركات التوظيف الوهمية في تونس تقع في يد شبكة إجرامية
وسلط التحقيق الضوء على مجموعة من قصص الضحايا أبرزهم قصة “أُلفة” تلك الفتاة التونسية التي خدعتها شركات التوظيف الوهمية .. ووعدوها بتوفير فرصة عمل لها في إحدى الدول العربية في مجالها “اللياقة البدنية”، ولكن وجدت نفسها في براثن شبكة إجرامية وضعت أعينها القذرة عليها لأغراض مُشينة.
ماذا حدث لــ”ألفة” ضحية شركات التوظيف الوهمية؟
تحكي ألفة تفاصيل واقعة النصب التي تعرضت لها قائلة : عندما وصلت كان في انتظاري شخص بالمطار، اصطحبني لمحل إقامتي وكان عبارة عن شقة بها 4 فتيات أخريات ، كانت حالة المنزل متردية للغاية والأوساخ بكل مكان، تفاجئت من المكان خاصة وأن الشركة وعدتني بتوفير منزل مناسب قريب من محل العمل الجديد، لم أكن أتوقع أن أكون في مثل هذا الوضع .
وتضيف : ولكن وعدني بالرحيل بعد بضعة أيام لمكان أخر، ظللت في المنزل لمدة 4 أيام كنت خلالها أخرج بصحبة الفتيات بهدف التجول فى المدينة واكتشافها والترويح عن نفسي، حتى جاء اليوم الذي اصطحبوني فيه لمكان وكان في انتظارنا شخص تونسي أخر استغربت في البداية ولكني لاحظت أن هذا الشخص يقوم بين كل حين وأخر بإرسال الفتيات إلى رجال “.
أدركت “ألفة” إنها لن تكون مدربة لياقة بدنية، ولكن ستصبح رقماً جديداً في شبكة دعارة هدفها استقطاب الفتيات الراغبات في الحصول على المال.
تقدمت الضحية فور عودتها إلى تونس، بشكوى ضد الشركة المزعومة وارفقت شكواها بكافة الوثائق والمستندات التي تثبت عملية النصب والاحتيال التي تعرضت لها ، وبالفعل وتم مداهمة المقر من قبل قوات الأمن وغلقه ”..
ويقدم توفيق علي، مدير التشغيل بالخارج بالوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل، البدائل التي يمكن أن يلجأ لها الشباب بدلاً من الشركات الوهمية قائلاً : هناك بدائل حقيقية للباحثين عن شغل تتمثل في اتفاقيات شراكة جديدة مُبرمة بين الحكومة والبلدان المستقطبة لليد العاملة الأجنبية وهذه الاتفاقيات تمكن من توفير فرص تشغيل حقيقية لائقة للشباب.
وبمقتضى القانون عدد 49 لسنة 2010 والأمر عدد 29/48 لسنة 2010، يتم تنظيم الوساطة الخاصة في مجال التوظيف بالخارج حيث يحظر على شركة خاصة أن تتقاضى مبالغ مالية من المرشح حيث ينبغي أن تكون خدماتها مجانية وفي حال مخالفتها يتم سحب التراخيص منها.
ويعتمد دور وزارة التشغيل والتكوين المهني على المراقبة ونشر بلاغات إعلامية حول هذه التجاوزات لتفادي التعامل مع هذا الصنف من المؤسسات وعند تلقينا شكاوى من قبل طالبي الشغل، حيث تتدخل وزارة التكوين المهني والتشغيل وترفع قضايا لدى النيابة العمومية بخصوص هذه التجاوزات، حيث تم تحرير 30 قضية حتى الآن ضد المؤسسات غير المرخصة، وسحبنا تراخيص عشرات المؤسسات الأخرى المرخصة التي قامت بعدد من التجاوزات وهناك قضايا تم البت فيها وإصدار أحكام ضد المخالفين وقضايا أخرى صدد البت فيها.