تركيا والنظام السوري.. إعادة العلاقات برعاية عراقية
أثارت تصريحات للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أعرب فيها مؤخرا، عن استعداد أنقرة لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، بعد أيام من كلام مماثل لبشار الأسد، مخاوف كثير من أوساط المعارضة السورية، المتواجدة في تركيا، وتأتي هذه المخاوف في ظل الفوضى وأعمال الشغب التي حدثت في مدينة قيصري التركية وريف حلب على حد سواء.
وقال الباحث والمحلل السياسي أحمد سعدو لأخبار الآن:
إن مسار إعادة العلاقات بين نظام بشار الأسد والدولة التركية ليس بجديد، لكنه تعثر في السابق لأسباب كثيرة لا يبدو أنه قد جرى تجاوزها.
وأضاف أن الوساطة العراقية اليوم وبمباركة إيرانية كما يبدو قد تعيد المسألة إلى سكتها السابقة دون وجود آمال كبرى أو مستعجلة من الممكن أن تسرع ذلك.
مبينا أن نظام الأسد ما زال غير قادر على تأمين الأمن القومي التركي في شمال شرقي سوريا ومن ثم عودة اللاجئين السوريين التي تريدها تركيا، كذلك لا يبدو أن نظام الأسد بات جادا بها وهو أصلا من أوصل الوطن السوري إلى مصاف الدولة الفاشلة وبالضرورة فهو يعثر ويتعثر في تأمين معاش السوريين الذين هم تحت سيطرته فكيف يمكن أن يقوم باستقدام اللاجئين من خارج سوريا وهم بالملايين.
وشدد سعدو على أن إعادة المعارضة السورية المتواجدة في تركيا إلى الداخل السوري إن تمت فهي تشكل خطرا كبيرا لأن مصير المعارضين الموت.
تطبيع أمني
من جهته قال الباحث والكاتب السياسي التركي علي أسمر لأخبار الآن .. إن التصريحات التركية والسورية حول إعادة العلاقات نابعة من القلق من تقسيم سوريا عبر قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني وتركيا لا تريد تقسيم سوريا لأن هذا التقسيم قد ينتقل إليها.
مبينا أن الكلام عن كردستان الكبرى كثر في الآونة الأخيرة. والآن المصالح التركية والنظام السوري تتقاطع بموضوع وحدة الأراضي السورية.
لماذا تسعى #تركيا لإعادة العلاقات مع #النظام_السوري؟ وما مصير المعارضة؟#أخبار_الآن @AliAsmarrr pic.twitter.com/btV8b9CDTU
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) July 2, 2024
وأشار علي أسمر إلى أن تركيا لديها هدفان مهمان وعملت مع العراق على الهدف الأول المتمثل في مكافحة الإرهاب والثاني تحقيق الاستقرار السياسي في سوريا.
موضحا أن ما يتم تداوله الآن عن انسحاب تركيا من الشمال وتسليمه إلى النظام السوري غير صحيح حاليا وهو يندرج في البند الثاني بعيد المدى وأن ما يحصل الآن عبارة عن تنسيق أمني بين تركيا والعراق وسوريا ،، لا يوجد نية لتسليم إدلب إلى النظام السوري أو طرد المعارضة السورية من تركيا.
أعمال العنف
وبشأن أعمال العنف في قيصري وأيضا التي حدثت في ريف حلب:
قال علي أسمر إن ما قامت به حفنة من المشاغبين في مدينة قيصري لا تعبر عن كل الشارع التركي وهذا يأتي من خلال دعم بعض الأحزاب المتطرفة التي خسرت في الانتخابات الأخيرة لذلك هي تدعم بعض الأطراف العنصرية.
وأضاف أن الداخلية التركية أعلنت اعتقال أكثر من 60 شخصا تركيا على صلة بالأحداث والتحقيق جار والدولة لن تسمح بمثل هذه الأعمال التي تقوض الأمن التركي قبل السوري.
مبينا أن بعض السوريين اعتدوا على شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى الشمال السوري في حادثة يراد منها فتنة وخلط الأوراق بين سوريا وتركيا وتغيير الأولويات التركية في محاربة حزب العمال الكردستاني.
إغلاق المعبر
وعقب الأحداث أكد رئيس فريق ملهم التطوعي عاطف نعنوع لأخبار الآن إن جميع المعابر بين تركيا وسوريا مغلقة الآن، وجميع الموظفين الأتراك خرجوا من مناطق الشمال السوري المحرر.
وأضاف أن هذا سوف يؤدي إلى تعطيل آلية تحويل الأموال عبر البريد التركي الموجود في سوريا والمعتمد للتحويل للتجار والمنظمات، إضافة إلى عدم وصول المواد الغذائية والأساسية وتعطل التجارة مما ينعكس سلبا على حياة الناس في تلك المناطق.
مؤامرة ضد كل السوريين
من جانبها، أكدت “قوات سوريا الديمقراطية أن أي مصالحة أو تقارب بين أنقرة والنظام في دمشق سوف يشكل “مؤامرة كبيرة ضد الشعب السوري ومصلحة السوريين”،
وذكرت في بيان نُشر على موقعها الرسمي، أن “أي اتفاق مع الدولة التركية يكرّس التقسيم وهو تآمر على وحدة سوريا وشعبها”.
وأضاف البيان: “أن هذه المصالحة وإن تمت فهي مؤامرة كبيرة ضد الشعب السوري بكل أطيافه وكذلك شرعنة واضحة للتوغل التركي كون تركيا معروف عنها تاريخياً لا تخرج من منطقة احتلتها بسهولة”.