ماتوا عطشا وجوعا.. 12 سوريا قضوا في صحراء الجزائر
استمرارا لمعاناة المهاجرين السوريين لقي 12 مواطنا سوريا مع شخصين آخرين حتفهم بعد أن ضلوا الطريق في صحراء الجزائر.
وقال قريب أحد الضحايا (رفض الكشف عن هويته) في تصريح خاص أخبار الآن وهو يعيش في منطقة حدودية في الجزائر: إن ثلاث سيارات انطلقت منذ عدة أيام من ليبيا، واحدة تحمل 12 سوريا وأخرى تحمل مهاجرين أفارقة جمعهم لقوا حتفهم، وسيارة ثالثة ما يزال البحث مستمرا ولم يتم الاستدلال على مكانها.
وأضاف المصدر الذي كان يتواجد في مستشفى برج عمر إدريس: أن جميع من كانوا في السيارة توفوا منهم 12 سوريا وجزائريان اثنان يعتقد أنهما السائق ومرافقه.
مبينا أن السوريين ينحدون من محافظات الرقة والحسكة ودير الزور في سوريا، وكانوا يعيشون في ليبيا منذ فترة، ولكن أرادوا الهجرة منها للقاء أقاربهم.
وأشار إلى أن السيارات ذات الدفع الرباعي كانت تحمل مهاجرين غير شرعيين لنقلهم من ليبيا إلى الجزائر، وخلال عملية النقل والتهريب تعرضت السيارات لعاصفة رملية قوية أدت إلى انعدام الرؤية، “بحسب تقرير الدرك الجزائري”، فضلت السيارات الطريق وتاهت في الصحراء لأكثر من 3 أيام دون ماء أو طعام.
مبينا أن إحدى السيارات وجدت في حالة سيئة وكأنها تعرضت لحادثة سير.
وأشار المصدر لأخبار الآن أن أحد الضحايا أرسل رسالة “واتسآب” يناشد أهله بأنه لم يتذوق الطعام ولا الماء منذ ثلاثة أيام.
وبعد المناشدة تحركت سيارات تابعة لجمعية غوث للبحث والإنقاذ الجزائرية وخلال بحثها لعدة ساعات، تمكنت من الوصول إلى سيارتين ووجدت جثث الضحايا، في منظر محزن.
وتوقفت سيارتهم في صحراء ولاية إليزي (حوالي 1800 كلم جنوب شرقي العاصمة الجزائر)، وفق ما ذكرته جمعية الإغاثة الجزائرية.
وعثر على الضحايا بمنطقة “ضاية الفرسيق” الواقعة في الصحراء الجزائرية ما بين 4 ولايات هي تامنغست وإن صالح وورقلة وإليزي، وتعرف هذه المناطق ارتفاعا شديدا لدرجات الحرارة خلال فصل الصيف.
وتتراوح أعمار المتوفين حسب قائمة نشرتها جمعية غوث الإنسانية للبحث والإنقاذ بولاية تامنغست عبر صفحتها على منصة فيسبوك- ما بين 10 و57 سنة، وكلهم ذكور.
وتم تحويل جثامين الضحايا الـ12 إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى برج عمر إدريس بولاية إليزي.
سبب الوفاة
يقول الناطق باسم جمعية غوث الإنسانية للبحث والإنقاذ بولاية تامنغست، توهامي إبراهيم، إن الجمعية تقوم بمئات عمليات البحث عن تائهين في الصحراء نظرا لصعوبة المنطقة، سواء كانوا من سكان المنطقة أو أجانب.
وأكد أن توقف سيارات المواطنين السوريين في صحراء قاحلة وارتفاع درجات الحرارة مع نفاد المياه لديهم قد يكون السبب الرئيسي للوفاة.
كما أكد توهامي، أن الجهات الأمنية والقضائية تمكنت من التعرف على هويات الضحايا وجنسياتهم.
السفارة السورية في الجزائر
كشف بسام فروخ، الحقوقي وعضو المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وعضو الجالية السورية المكلف من السفارة السورية بالجزائر في تصريح لأخبار الآن: أنه تم تفويضه، للتعرف على جثث الضحايا مع ذويهم وأقاربهم أو أصدقائهم، تمهيدا لأنهاء معاملات دفنهم أو نقلهم إلى لبنان ومن ثم إلى سوريا.
وأضاف أن تصريحات عائلات الضحايا، تؤكد أن المعنيين كانوا مقيمين على الأراضي الليبية، كما أن بعضهم مقيم بها بطريقة نظامية، وقد قدموا إليها من دول مختلفة كتركيا ولبنان.
ويضيف أن السوريين الـ12 توجهوا إلى الجزائر الثلاثاء الماضي 2/7/2024 بحثا عن الأمن والاستقرار والعمل، حسبما أكده أهالي الضحايا.واستبعد أن يكون قدومهم للجزائر كمنطقة عبور إلى بلدان أخرى، كاشفا أن هناك تنسيقا مع السلطات الجزائرية لنقل جثامين الضحايا إلى لبنان ثم إلى سوريا لتسليمهم إلى ذويهم عن طريق الهلال الأحمر الجزائري.
صحراء قاسية
من خلال متابعتنا لهذا الحدث، رفض عدد من المواطنين القبليين في تلك المنطقة الحدودية الحديث بشكل مباشر، ولكنهم أكدوا أن جهود الإنقاذ تقوم بها جميعة غوث في غياب شبه تام للدرك أو حرس الحدود.
وأكد أحدهم أن الصحراء واسعة، وتمتد لآلاف الكيلو مترات والبحث بالطرق البدائرة متعب جدا، ويستغرق وقتا، منتقدا عدم تدخل مروحيات الجيش في عمليات البحث.