بعض الجمهوريين يعتقدون أن طريق ترمب إلى البيت الأبيض بات أسهل
نجا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السبت إثر إطلاق نار على تجمّع انتخابي حاشد في محاولة اغتيال من شأنها تأجيج المخاوف من عدم استقرار قبل الانتخابات الرئاسيّة الأمريكية المثيرة للاستقطاب.
وبينما أتت محاولة اغتيال ترامب خلال تجمع انتخابي في الهواء الطلق لتظهر التوترات السياسية المسيطرة على المجتمع الأمريكي وسط استقطاب شديد، دفعتنا إلى البحث أكثر حول تأثير مثل هذه الحالات على مستويات الدعم والتأييد تاريخيا.
تشكل محاولة اغتيال دونالد ترامب اللحظة الأكثر أهمية منذ عقود، وفي الثواني التي أعقبت سماع طلقات الرصاص في ساحة العرض حيث كان المرشح الجمهوري يلقي كلمة أمام أنصاره، أصبح من الواضح أن كل شيء قد تغير.
وهذا هو أول تهديد موثوق به باغتيال حياة رئيس أمريكي منذ اغتيال رونالد ريغان في مارس/آذار عام 1981.
وقد جرت محاولات أخرى أكثر ضعفا ــ ليس أقلها ضد ترامب، الذي كان هدفا لثلاث مؤامرات سابقة على الأقل، كما خطط عدد آخر من المهاجمين المحتملين لقتل جو بايدن.
إن التهديد المستمر بالموت العنيف يشكل خطراً مهنياً يهدد القادة العسكريين الأمريكيين، وقد تعرض أربعة رؤساء أميركيين لهذا الخطر أثناء توليهم مناصبهم.
رونالد ريغان نموذج
ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذه الحادثة سيكون لها تأثير كبير على السباق الرئاسي هذا العام .
لقد بنى ترامب حملته على فكرة مفادها أن الجميع يتآمرون ضده، فقد اتُهم المدعون الفيدراليون والقضاة ومسؤولو الانتخابات والسياسيون المنافسون والصحافيون بمحاولة إفشال حملته ومنع عودته إلى البيت الأبيض.
وبينما لا تتوقف حملة ترامب عن ترديد كل ما سبق تم الطعن في العديد من هذه الادعاءات بحق، لكن بعد الحادث في ولاية بنسلفانيا، لا يستطيع حتى ألد أعداء ترامب أن ينكروا أن هناك من يفضل رؤيته ميتا على إعادة انتخابه.
مثل ريغان، يمكن لترامب أن يتوقع ارتفاعًا في استطلاعات الرأي، وتشير استطلاعات الرأي بالفعل إلى أن ترامب من المرجح أن يفوز بالرئاسة مرة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أشهر قليلة عصيبة بالنسبة لمنافسه وإدانة جنائية لم يكن لها تأثير يذكر على شعبيته.
وإذا كان التاريخ يخبرنا بأي شيء، فإن أحداث يوم السبت لن تؤدي إلا إلى زيادة شعبيته، ففي الأشهر التي أعقبت إطلاق النار على ريغان، شهد الرئيس الجمهوري المنتخب حديثاً ارتفاعاً في شعبيته في استطلاعات الرأي بنحو ثماني نقاط.
ويعتقد باحثون ومشرعون أن الحادثة ستصب في مصلحة ترمب إلى حد بعيد، إذ يشير رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة نورث ويسترن، كوستاس باناغوبولوس إلى أن الحادثة ربما تولد التعاطف مع ترمب.
جايير بولسونارو
ويعود هذا الاستنتاج إلى أن محاولات الاغتيال التي تستهدف القادة الشعبويين لها سجل حافل في تعزيز شعبيتهم، مثل المرشح البرازيلي جايير بولسونارو الذي تعرض للطعن عام 2018، مما عزز دعم الناخبين الذين رأوا أنه نجا من محاولة اغتيال على يد أعدائهم الأيديولوجيين.
عمران خان
وفي الأشهر التي تلت إصابته برصاصة في ساقه خلال تجمع سياسي، شهد رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان تزايد الدعم لحزبه إذ أصبح الجمهور ينظر إليه بصفته شخصية تحارب مؤسسة فاسدة.
ويحذر علماء من تزايد واضح في الاغتيالات السياسية خلال الأعوام الأخيرة، بعد عدد من المحاولات الفاشلة والناجحة لاستهداف مسؤولين في الولايات المتحدة وخارجها.
طريق البيت الأبيض أسهل
وبحسب “الاندبندنت” يتوقع الجمهوريون أن العواقب السياسية لحادثة إطلاق النار على ترمب ستحفز ناخبيهم بصورة كبيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إذ يقول النائب الجمهوري أنتوني دي إسبوزيتو، الذي يمثل منطقة انتخابية ساخنة في نيويورك، إنه بينما يعتقد أن قضايا مثل أمن الحدود والاقتصاد ستقود بالفعل ترمب إلى النصر، فإن تداعيات إطلاق النار ستجعل الناس يريدون الخروج للتصويت في 20 منطقة ستقرر السيطرة على مجلس النواب.
ويعتقد بعض الجمهوريين أن إطلاق النار في مسيرة ليل أمس السبت جعل طريق ترمب أسهل إلى البيت الأبيض، ونجاته تجعله يفوز مثلما أشار النائب الجمهوري ديريك فان أوردن، غير أن جمهوريين آخرين لن يذهبوا إلى هذا الحد، وإن توقعوا أن يؤدي إطلاق النار إلى تعزيز الدعم للرئيس السابق وتحفيز قاعدتهم في نوفمبر.
حوادث استهدفت رؤساء أو مرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية
ولا يعد ترامب أول مرشح أمريكي يتعرض لمحاولة اغتيال، ففي السطور التالية سنستعرض عددا من حوادث إطلاق النار التي استهدفت رؤساء من بينهم أبراهام لينكولن وجون إف كينيدي، أو مرشحين للرئاسة.
جيرالد فورد (1975)
نجا الرئيس فورد من محاولتي اغتيال منفصلتين نفذتهما امرأتين في أيلول/سبتمبر 1975 في كاليفورنيا خلال فترة 17 يوما.
جورج والاس (1972)
خلال نشاطات حملته للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي له للانتخابات الرئاسية، أطلق النار على والاس في مركز تسوق في لوريل بولاية ماريلاند أربع مرات وأصيب بشلل دائم.
وسلطت محاولة اغتيال والاس المعروف بآرائه العنصرية وشعبويته، الضوء على التوترات السياسية السائدة آنذاك في الولايات المتحدة واحتمالات تفجر أعمال عنف داخلية خلال حقبة حرب فيتنام.
روبرت إف كينيدي (1968)
قُتل روبرت شقيق الرئيس جون إف كينيدي والذي كان يسعى للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي له للانتخابات الرئاسية، في إطلاق نار في فندق أمباسادور في لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا.
كان لمحاولة الاغتيال تداعيات كبيرة على سباق الانتخابات الرئاسية لعام 1968 وجاءت بعد مقتل رائد حقوق الإنسان مارتن لوثر كينغ جونيور، ما أدى إلى تفاقم الاضطرابات السياسة أواخر الستينات.
جون إف كينيدي (1963)
اغتيل الرئيس كينيدي في إطلاق نار استهدف موكبه وكان في إحدى سياراته مع زوجته جاكي، في مدينة دالاس بولاية تكساس. ومطلق النار هو لي هارفي أوزوالد.
توصلت “لجنة وارن” التي حققت في الاغتيال في 1964 إلى أن لي هارفي أوزوالد، عنصر البحرية السابق الذي أقام في الاتحاد السوفياتي، تصرف بمفرده.
يعتقد عدد كبير من الأميركيين أن مقتل جي إف كي، أذِن بفترة أكثر عنفا في السياسة والمجتمع الأميركي، على خلفية حرب فيتنام والكفاح من أجل حقوق الإنسان.
فرانكلين دي روزفلت (1933)
نجا الرئيس المنتخب روزفلت من محاولة اغتيال في ميامي بولاية فلويدا. لم يصب بأذى لكن رئيس بلدية شيكاغو أنتون سيرماك قتل في الهجوم.
ثيودور روزفلت (1912)
مثل ترامب، كان تيدي روزفلت مرشحا للبيت الأبيض ورئيسا سابقا عندما أطلق عليه النار في ميلووكي بولاية ويسكنسن.
والرصاصة التي بقيت في صدره طيلة حياته، اخترقت خطابا مطويا من 50 صفحة وعلبة فولاذية لحفظ النظارات كانت في جيبه. وقرر روزفلت مع ذلك إلقاء الخطاب.
وليام ماكينلي (1901)
قتل الرئيس ماكينلي برصاص الفوضوي ليون كولغوش في بافالو بولاية نيويورك.
أبراهام لينكولن (1865)
اغتيل لينكون على يد جون ويلكس بوث، الممثل المعروف والمتعاطف مع الكونفدرالية، أثناء حضوره مسرحية بعنوان “ابن عمنا الأمريكي” في مسرح فورد بواشنطن.
والهجوم الذي جاء بعد أيام على استسلام قائد الجيش الكونفدرالي في الحرب المدنية، كان جزءا من مخطط أكبر تضمن محاولات اغتيال استهدفت نائب الرئيس أندرو جونسون ووزير الخارجية وليام سيوارد.