إطلاق نار لتفريق المحتجين الرافضين للانتخابات في السويداء

تعرض المتظاهرون في مدينة السويداء جنوب سوريا، إلى إطلاق نار مباشر من قبل عناصر الأمن في النظام السوري، وذلك أثناء خروج تظاهرة احتجاجية على انتخابات “مجلس الشعب”، فيما منعت قرى وبلدات في المحافظة دخول صناديق الاقتراع وحطمت بعضها وأقفلت مراكز انتخابية.

وذكرت مصادر محلية لأخبار الآن أن عناصر من الأمن السوري أطلقوا النار بشكل كثيف وعشوائي على عشرات المتظاهرين في ساحة الكرامة، خرجوا للتعبير عن رفضهم لانتخابات “مجلس الشعب”، ما أدّى إلى إصابة مدني لا علاقة له بالتظاهرة برصاصتين نقل على إثرها للعناية المركزة.

انتخابات نظام الأسد.. السويداء تحتج والشرطة ترد بإطلاق النار

وبحسب المصدر لم تمنع الحادثة المتظاهرين من إكمال وقفتهم الاحتجاجية، إذ عاد العشرات وتجمعوا أمام مبنى مجلس المحافظة ومبنى قيادة الشرطة، وهتفوا بعبارات تدعو لإسقاط النظام السوري، وترفض مسرحية الانتخابات.

وشهدت محافظة السويداء، قطع طرقات لمنع وصول صناديق الاقتراع إلى المراكز الانتخابية كما قاموا بتحطيم صناديق وإغلاق مراكز للاقتراع.

كما قام عدد من المتظاهرين بإتلاف صناديق وأوراق خاصة بانتخابات مجلس الشعب، بعد العثور عليها في سيارة أجرة.

انتخابات الأسد

يأتي تنظيم الانتخابات البرلمانية، التي يعارضها خصوم الرئيس بشار الأسد، على وقع مؤشرات متزايدة على انفتاح دبلوماسي تجاه دمشق، آخرها إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان انه قد يدعو نظيره السوري “في أي وقت” الى تركيا. ورد الأسد على الدعوة بتأكيده أن المشكلة ليست في لقاء إردوغان إنما في “مضمون” اللقاء.

وشهدت ساعات الاثنين هدوءاً في غالبية المراكز عموماً، باستثناء محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب البلاد، حيث هاجم محتجون مراكز اقتراع عدّة رفضاً لتنظيم الانتخابات.

وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 8151 مركزاً في مناطق سيطرة الحكومة، أبوابها عند الساعة 07,00 صباحاً بالتوقيت المحلي (04,00 بتوقيت غرينتش)، وفق مراسلي وكالة فرانس برس، على أن تغلق عند التاسعة مساء، بعد تمديدها لساعتين.

انتخابات نظام الأسد.. السويداء تحتج والشرطة ترد بإطلاق النار

خارج السيطرة

جرت الانتخابات الاثنين فيما لا يمكن للمقيمين في مناطق عدة خارج سيطرة الحكومة أو ملايين اللاجئين الذين شردتهم الحرب المشاركة فيها.

وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، بينما تسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى أقل نفوذا على مناطق في إدلب (شمال غرب) ومحيطها. وتنتشر فصائل موالية لأنقرة مع قوات تركية في شريط حدودي واسع في شمال البلاد.

وحدّدت السلطات للمتحدرين من تلك المناطق والمقيمين تحت سيطرتها مراكز اقتراع في محافظات أخرى. وتنتشر في دمشق لافتات وملصقات لمرشحين من محافظتي إدلب والرقة.

ومنذ العام 2014، فشلت محاولات التوصل الى تسوية سياسية للنزاع برعاية الأمم المتحدة. وبعدما كانت المعارضة تفاوض على مرحلة انتقالية تبدأ بتنحي الأسد، اقتصرت المحادثات منذ عام 2019 على اجتماعات للبحث في تعديل أو وضع دستور جديد، لكنّها لم تحقق أي تقدم. وفقدت المعارضة السياسية تباعاً الزخم الدولي الداعم.

واعتبر الأسد على هامش إدلائه بصوته في مركز اقتراع في دمشق أن الانتخابات الحالية تختلف عن سابقاتها. وقال للصحافيين “نحن اليوم في مرحلة انتقالية ترتبط برؤى حول دور الدولة ومؤسسات الدولة بشكل عام”، موضحاً أن “من واجب مجلس الشعب أن يكون جزءاً من هذه المرحلة”.

ويأتي تنظيم الانتخابات على وقع تغيرات على الساحة الدبلوماسية السورية بدأت منذ العام الماضي وتمثلت باستئناف دول خليجية على رأسها السعودية علاقاتها مع دمشق، التي استعادت مقعدها في جامعة الدول العربية وحضر الأسد قمتي الرياض والبحرين.