ألمانيا توقف شخصًا تشتبه بانتمائه لحزب الله
أعلن القضاء الألماني الاثنين، توقيف لبناني يشتبه بانتمائه لحزب الله لاتهامه بـ”توفير مكوّنات لصنع مسيّرات” يعتقد أنها مُعدة للاستخدام في هجمات على إسرائيل.
وأوضحت النيابة العامة الألمانية في بيان أن المواطن اللبناني الذي عرفت عنه باسم “فاضل ز” أوقف الأحد في زالتسغيتر في ولاية ساكسونيا السفلى بشمال البلاد.
خريطة توضح حدود منطقة زالتسغيتر في ولاية ساكسونيا
ويُشتبه بحسب البيان بأن الموقوف التحق بحزب الله عام 2016 وقام منذ ذلك الحين بالتزوّد بمكوّنات مسيّرات ولا سيما محرّكات بهدف إرسالها إلى لبنان لاستخدامها في “هجمات إرهابية” على إسرائيل.
ومثل الموقوف أمام قاض وجه إليه التهمة رسميًا وأمر بوضعه قيد التوقيف الاحترازي.
وحزب الله مصنف منظمة “إرهابية” في العديد من الدول من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. وحُظر ذراعه السياسي في ألمانيا عام 2020 بعدما ظل مسموحًا به لفترة طويلة.
انتشار عالمي
بالإضافة إلى تصرفه كـ”شبه دولة”، فإن حزب الله يمارس أنشطته في عشرات البلدان حول العالم، وخاصة حيث تتواجد الجاليات اللبنانية منذ فترة طويلة مثل أمريكا اللاتينية.
وتظل إيران مانحاً كبيراً للمنظمة، وقد قدمت لها تقليدياً ما يصل إلى 900 مليون دولار سنوياً ــ أي ثلثي ميزانية حزب الله ــ حتى عام 2018. ولكن إيران قلصت تحويلاتها بسبب العقوبات والضغوط الأميركية على البنوك. ونتيجة لهذا، نجح الحزب في تنويع مصادر دخله إلى حد كبير من خلال غسل الأموال، فضلاً عن تجارة الأسلحة والتبغ والمخدرات.
وتشير تقارير إلى أن حزب الله متواجد بطريقة أو بأخرى في ما لا يقل عن اثنتي عشرة دولة أوروبية. ويشمل هذا الوجود الدعاية والعمليات داخل أوروبا. كما يستخدم القارة كمنطقة انطلاق وتجنيد لعمليات خارج أوروبا.
وذكرت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية -في وقت سابق- أن الحزب كان لديه في وقت من الأوقات نحو ألف عنصر نشط في البلاد.
ونستعرض في هذا التقرير بعض أنشطة حزب الله في دول أجنبية خلال السنوات الماضية:
وشهدت السنوات الأخيرة، عددًا من الاعتقالات، والتي كشفت مدى اتساع نطاق الأنشطة الإجرامية لحزب الله في أوروبا، والتي ترتبط في الغالب بغسيل الأموال والاتجار بها وشراء الأسلحة.
- في عام 2013، تم القبض على مسافرين لبنانيين في مطار بروكسل وبحوزتهما ما يقرب من 770 ألف يورو. ويشتبه اليوروبول (وكالة تطبيق القانون الأوروبية) في أن بعض هذه الأموال كانت مخصصة لحزب الله.
- في عام 2013 أيضًا، داهمت ألمانيا مكاتب مشروع الأطفال الأيتام في لبنان في إيسن، متهمة المجموعة بالعمل كمنظمة واجهة لجمع التبرعات لصالح الحزب، ووفقا لنائبة وزير الداخلية -حينها- إميلي هابر، فإن المنظمة جمعت 3.3 مليون يورو (4.5 مليون دولار) في صورة تبرعات بين عامي 2007 و2013.
- في عام 2014، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية شبكة من الأفراد حول شركة لبنانية (ستارز جروب القابضة) على القائمة السوداء، والتي يُزعم أنها عملت كشبكة مشتريات رئيسية لحزب الله للحصول على طائرات بدون طيار وكانت نشطة في أوروبا.
- في عام 2015، اعتقلت جمهورية التشيك علي فياض، أحد أبرز تجار الأسلحة في الحزب، ثم طُرد بعد ذلك إلى لبنان بعد اختفاء خمسة مواطنين تشيكيين.
- في عام 2015 أيضًا، اعتُقلت في باريس مواطنة فرنسية من أصل لبناني تدعى إيمان قبيسي، وتم توجيه اتهامات بغسل الأموال، والاتجار بالأسلحة النارية دون ترخيص، والتآمر في جريمة غسل الأموال التي يعتقد أنها أموال مخدرات، وترتيب بيع آلاف الأسلحة النارية، بما في ذلك بنادق هجومية عسكرية، ومدافع رشاشة، وبنادق قنص.
- في عام 2016، أدت عملية دولية كبرى إلى اعتقال العديد من أعضاء حزب الله في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا، للاشتباه في تورطهم في تهم جنائية تتعلق بالمخدرات وغسيل الأموال لتمويل شراء الأسلحة للمنظمة. وكشفت العملية عن وجود مخطط ضخم لحزب الله لغسيل الأموال والمخدرات يعمل إلى حد كبير في أوروبا.
- في عام 2016 أيضًا، ألقي القبض على محمد عمار، أحد شركاء حزب الله، المقيم في كولومبيا، في الولايات المتحدة بتهمة غسل أموال المخدرات من أو عبر عدة بلدان، بما في ذلك هولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
- في عام 2016، ألقي القبض على المواطن الفرنسي اللبناني علي أهسور في كوت ديفوار، حيث ألقت السلطات القبض عليه وهو يحاول تهريب 1.7 مليون يورو إلى حزب الله في لبنان.
- في عام 2018، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية ممول حزب الله، محمد إبراهيم بزي وخمس شركات يملكها أو يسيطر عليها. وقد قدم “بزي” ملايين الدولارات للحزب من الشركات التي يديرها، من بين أمور أخرى، في بلجيكا. وكانت إحدى الشركات المدرجة هي Global Trading Group NV، وهي مجموعة بلجيكية لخدمات الطاقة.
وتشهد الحدود اللبنانية مع إسرائيل تصعيدًا مع تبادل يومي لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، حليف حماس، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأسفر القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله منذ اندلاع حرب غزة عن مقتل أكثر من 500 شخص في لبنان غالبيتهم مقاتلون من “الحزب”، وبينهم أكثر من 90 مدنياً، في الوقت الذي أعلن فيه الجانب الإسرائيلي مقتل 29 شخصاً، غالبيتهم عسكريون.