أهالي مجدل شمس في الجولان عاشوا أياماً عصيبة نتيجة استهدافهم
أكد أهالي الجولان المحتل “رفضهم أي مواقف رسمية تحريضية، ومحاولة استغلال اسم “مجدل شمس” كمنبرٍ سياسيّ على حساب دماء أطفالهم”.
وأوضح بيان صدر عن “الهيئة الدينية والزمنية” في الجولان المحتل، “لقد تنبّه العالم أمس على وقع أصاب قلب بلدتنا مجدل شمس، حين تناثرت أشلاء أطفالنا مع تناثر قلوبنا وتشتّت عقولنا، فسقطوا شهداء أبرياء وسقطت معهم كل ما يُسمى منظومة حقوق إنسانية، وأسفرت عن وجه أخلاقها الحقيقية في ملعب كرة القدم”.
وذكر أن “الخطب جلل، والوقع أليم، والمصاب مُشترك لكل بيت في الجولان.. أطفالنا فجر وحازم وميلار وألمى وفينيس وناجي وأيزيل ويزن وجوني وأمير وناظم، والآن نشيع ابننا الغالي جيفارا”.
ولفت البيان إلى أن “التصريحات الخارجة عن الإجماع الجولاني، سواء كانت من داخل الجولان، أو خارجه؛ لا تمثّل إلا صاحبها فقط، وأن ثوابتنا التي أعلنا عنها أمس في موقف التأبين، نؤكدها الآن وفي كل وقت، ولن نتخلى عنها مع تقادم الزمن وتقلب الأحداث”.
بماذا يطالب أهالي الجولان؟
إلى ذلك تواصلت أخبار الآن مع الصحفي السوري في الجولان، “نور جولان”، والذي أوضح الحالة التي يعشيها سكان هضبة الجولان اليوم، بعد أيام قليلة على الاستهداف الدامي لقرية مجدل شمس.
وقال نور جولان: “أهالي الجولان يطالبون بلجنة تحقيق دولية حصراً.. لأنهم لا يؤمنون لا بحزب الله ولا بالجيش الإسرائيلي ويريدون أن يعرفون الحقيقة عن طريق هذه اللجنة”.
أضاف: “أغلب أهالي القرى الأربعة في الجولان من مجدل شمس خاصة وبقعاتا وعين قنية ومسعدة لا يذهبون إلى عملهم، بسبب الحزن المتراكم على الأهالي حزن يخيم بشكل كامل على أهالي مجدل شمس وعين قنية، لأن أغلب الضحايا الذين سقطوا هم من مجدل شمس وعين قنية.. 12 ضحية هو عدد كبير.. ومن الجرحى هناك ما يقارب الـ 34 جريح و7 منهم حالات خطيرة جدا”.
ولفت إلى أن “الضربة سببت صدمة وفاجعة بشكل كبير على الأهالي.. في عام 1986 قتل طفلان بانفجار لغم في محيط القرية فكانت هذه الفاجعة الثانية بالنسبة لهم.. ما يعني أنهم للمرة الأولى يرون منظراً كهذا من أشلاء الأطفال.. وما يريده أهل الجولان اليوم وينتظرونه هو التحقيق لعرفة المتسبب بهذا القصف”.
وأكد أنه إلى الآن فإن “أغلب أهالي الجولان ليسوا مقتنعين بأن قذيفة جاءت عن عبث.. ويرون أن السبب هو تواجد معسكرات تابعة للجيش الإسرائيلي على أطراف قرية مجدل شمس أو حتى فيها، وهناك موقع اسمه بيت الجبل وهو موقع قريب جداً من القرية فحصل عدة استهدافات على هذه القرية .. والأهالي يحمّلون المسؤولية للجيش الإسرائيلي بسبب هذه النقاط أو نهاية هذه المعسكرات للجيش الإسرائيلي من هذه القرية”.
أغراض سياسية وحربية
وطرد أهالي الجولان عددا من المسؤولين الاسرائيليين أتوا للمشاركة في جنازة الأطفال والمراهقين القتلى، وسط اتهامات بأن هؤلاء المسؤولين يستغلون الحدث لأغراض سياسية وحربية، بينما يهمشون سكان الجولان في الأيام العادية ويفرضون عليهم سياسات يصفونها بـ”الظالمة” من هدم وحرمان من تراخيص البناء ومصادرة أراض.
وقال نتنياهو، خلال تقديمه التعازي بعد يومين على مقتل 12 طفلا، وإصابة العشرات، من جراء ضربة صاروخية اتهمت إسرائيل حزب الله اللبناني بتنفيذها، “هؤلاء الأطفال هم أطفالنا… لن تدع دولة إسرائيل هذا يمر ولا يمكنها ذلك”.
مجدل شمس بالجولان أثناء تواجد رئيس حكومة الإسرائيلية نتنياهو #الجولان #مجدل_شمس https://t.co/NVDOUu10XM pic.twitter.com/c72aJ1YiYw
— Nour Golan (@nourabohsn) July 29, 2024
وتوعد نتنياهو، من موقع الضربة الصاروخية بأن “ردنا سيأتي.. وسيكون قاسيا”.
ولم تستغرق الزيارة مدة طويلة علما بأن نتنياهو، توجه إلى المركز الجماهيري، حيث أجرى بعض اللقاءات، ليغادر بعدها مباشرة.
كما أكّدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنّ ممثلي بعض عائلات الضحايا في مجدل شمس، رفضوا الاجتماع مع نتنياهو، موضحةً أنّ “رئاسة الحكومة حاولت تنسيق لقاء بين نتنياهو، وممثلي بعض العائلات، الأمر الذي قوبل بالرفض”.
حول ذلك قال الصحفي نور جولان إن “هناك امتناع فعلي عن لقاء نتنياهو من قبل العائلات المفجوعة والسبب الذي اضطرهم لذلك، أنهم يعتبرونه السبب الأول والأخير في هذه المجزرة.. بسبب معسكراته.. ويرون أنه يشبه السارق الذي يأتي لتفقد البيت الذي تمت سرقته”.
وواصل جولان حديثه لأخبار الآن: “أغلب أهل الجولان حملوا المسؤولية للجيش الإسرائيلي بهذه الفاجعة.. البعض يقولون إن من أطلق الصاروخ هو من جنوب لبنان.. وبعض الناس يعتقدون أن الصاروخ جاء من القبة الحديدية.. خمسين كيلو غرام وزن الصاروخ بحسب بعض القنوات الإعلامية الإسرائيلية.. لكن الصورة لا تقول إنه 50 كيلو غرام.. هذ قذيفة صغيرة”.
جولان نقل عن الأهالي قولهم: “طبعا نحن شعب مسالم لا نريد لا حرب ولا قصف ولا نريد الانتقام حتى لجثامين الأطفال التي تم لفها باللون الأبيض”.
وأكد الصحفي السوري في الجولان: “يطالب أهالي الجولان بإزالة كامل المعسكرات من محيط القرية أو من محيط التجمع السكاني للسوريين والعرب المتواجدين في القرى الأربعة الدرزية”.
إلغاء قانون القومية
تجدد، منذ الهجوم، مطلب بإلغاء قانون القومية، وهو القانون الذي يقر بأن اسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، الأمر الذي رفضته أقليات وطوائف في إسرائيل، من بينها الطائفة المعروفية.
واتهمت إسرائيل حزب الله بالوقوف وراء الهجوم الدامي، قائلة إنه نُفد بصاروخ “إيراني الصنع”، إلا أن الجماعة اللبنانية المدعومة من طهران نفت ذلك.
وفوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الحكومة، برئاسة نتنياهو، بتحديد “طريقة وتوقيت” الرد على الهجوم، وسط دعوات دولية لتخفيض حدة التوتر، بهدف تجنيب المنطقة خطر نشوب حرب جديدة.
وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير لوكالة رويترز، إن إسرائيل “تريد إيذاء” جماعة حزب الله اللبنانية، لكنها “لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة”، بينما قال مسؤولان آخران إن إسرائيل “تتأهب لاحتمال اندلاع قتال يستمر عدة أيام”.