خبير لـ”أخبار الآن”: اغتيال إسماعيل هنية في طهران ينال من إيران أكثر بكثير مما ينال من حماس

اغتيل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بتفجير عبوة ناسفة زرعت مسبقًا في غرفة نومه في مقر إقامته في طهران، بعد ساعات من مشاركته في تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان.

هذه المعلومات التي كشفت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ووسائل إعلامية أخرى، كانت كفيلة بإحداث خضة في الأوساط السياسية والاستخباراتية، لما يمكن أن تحمله من انعكاسات وتداعيات على الأزمة الشرق أوسطية المشتعلة منذ أكثر من 10 أشهر. فماذا يعني فعلاً أن يتم اغيتال إسماعيل هنية في طهران وبهذه الطريقة بالتحديد؟

رأى مطلعون أن حقيقة أن الموساد تمكّن من زرع العبوة الناسفة في منشأة شديدة الحراسة لا تُظهر فقط الاختراق العميق لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران ولكن أيضًا نقاط ضعف أجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية.

ماذا يعني اغتيال إسماعيل هنية بعبوة ناسفة في طهران؟

مع ذلك، اعتبر الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن مسألة العبوة الناسفة غير منطقية، مشيراً إلى أن بيان حماس، وفقًا لمرافقي إسماعيل هنية، يقول إن صاروخ جو – أرض هو ما أصاب المسؤول السياسي.

وكانت التحقيقات الأولية الإيرانية قد تحدثت عن تعرض مقر إقامة إسماعيل هنية، في الطابق الرابع من أحد المباني في منطقة الزعفرانية بطهران لقذيفة، أدت إلى تحطم أجزاء من السقف والنوافذ. وبالتالي مقتل هنية وأحد حراسه، مؤكدة أن إسرائيل تقف وراء الحادث.

ماذا يعني اغتيال إسماعيل هنية بعبوة ناسفة في طهران؟

مع ذلك شدد أبو النور الذي تحدث لـ “أخبار الآن”، على أن طريقة الاغتيال تشير إلى أن هناك اختراقًا أمنيًا إلى أعمق الأعماق في طهران. وقال: اغتيال أهم شخصية في حماس، بإيران ينال من إيران أكثر بكثير مما ينال من حماس؛ لأنه يهز الصورة الذهنية لإيران بعنف أمام داعميها ومناصريها بالداخل والخارج.

كيف حصل ذلك؟

ذكرت مصادر لموقع أكسيوس الأمريكي أن القنبلة زرعت في غرفة هنية مسبقًا، موضحةً أنها كانت عبارة عن جهاز عالي التقنية يستخدم الذكاء الاصطناعي وقد تم تفجيرها عن بُعد من قبل عملاء الموساد الذين كانوا على الأراضي الإيرانية بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بأن هنية كان موجودًا بالفعل في الغرفة.

ماذا يعني اغتيال إسماعيل هنية بعبوة ناسفة في طهران؟

في هذا السياق، أوضح أبو النور أن الانكشاف الأمني سيجعل إيران مجبرة على فتح تحقيق على أعلى المستويات للعثور على الثغرات الاستخباراتية ومعرفة من يكون الـ”إيلي كوهين” في مؤسسات الدولة، وهي بالمناسبة سبق وأعدمت مسؤولا في الحرس الثوري لتعاونه مع إدارة ترامب في اغتيال قاسم سليماني.

إيران غير آمنة؟

على وقع خبر العبوة الناسفة، انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي وهو ينظر بريبة إلى السماء أثناء صلاته على جثمان هنية في طهران.

وقد علّق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، على هذه اللقطات معتبرين أن نظرات خامنئي غريبة واعتبر البعض أنها نظرات “خوف وترقب”، في حين تساءل البعض ما إذا كانت إيران قد أصبحت غير آمنة لكبار شخصيات المحور وقادة المجموعات التي تدعمها طهران.

كيف سيكون الرد؟

بعد تكشّف المعلومات التي تشير إلى إتمام عملية الاغتيال بواسطة عبوة ناسفة، رأى مطلعون أن هذه المعطيات سيكون لها تأثيراتها وانعكاساتها على خيارات الرد الإيراني، وستزيد من وتيرة التعقيد في المنطقة.

وعن هذا الموضوع، قال أبو النور لـ”أخبار الآن”: من اتخذ قرار الاغتيال في تل أبيب يعرف أن إيران لن تتسامح مع مثل هذا العمل ولا يمكن لها أن تكتمه في كبدها أو تمرره تحت أي ظرف؛ لأن حماية الضيف أهم من حماية أصحاب البيت.

وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله قد تناول هذه المسألة بالذات في كلمة متلفزة بُثت خلال تشييع فؤاد شكر أحد القادة الكبار في حزب الله. وقال إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران “مس بشرف إيران” وليس سيادتها فقط، مشدداً على أنه يختلف عن قصف القنصلية الإيرانية في دمشق أبريل الماضي.

وأضاف أن المس بالسيادة والأمن له حساب، ولكن هنية كان ضيف إيران، وإسرائيل قتلت ضيفها.

ماذا يعني اغتيال إسماعيل هنية بعبوة ناسفة في طهران؟

وأكّد أبو النور، في معرض حديثه لـ”أخبار الآن”، أن الرد سيكون إيرانيًا بشكل مباشر بالتزامن مع عمليات من حلفاء إيران في المنطقة على غرار ما حصل في إبريل الماضي. وأضاف: قد تلجأ إيران إلى سلسلة من الإجراءات بما في ذلك احتجاز السفن في مضيق هرمز أو اغتيال شخصيات بارزة في تل أبيب أو شخصيات إسرائيلية نوعية بالخارج.

وتابع: مجمل الأمر أن إيران ستقود عملية غير مسبوقة ضد إسرائيل بعد هذا الاغتيال ويمكن أن يرى ذلك بوضوح من خلال التصريحات المتواترة وعلى رأسها تصريح المرشد علي خامنئي نفسه.