وزير أردني سابق لإيران: إيران تمارس التحرش السياسي بالأردن

تواصل الأردن مساعيها لـ”تهدئة” التوتر في منطقة الشرق الأوسط، حيث توجه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى طهران والتقى نظيره الإيراني.

ووفق وكالة “إيسنا” الإيرانية “ناقش الجانبان آخر التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين”.

يأتي ذلك فيما دعا العاهل الأردني عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “تهدئة شاملة” في المنطقة لتجنيبها “المزيد من الفوضى”.

ويذكر أن الخارجية الإيرانية أكدت في وقت سابق أن الصفدي سينقل “رسالة من الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية”.

حول هذه الزيارة وتداعياتها وتوقيتها تواصلت أخبار الآن مع وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة، والذي قال إن “زيارة الوزير الصفدي إلى إيران تأتي في سياق علاقات ثنائية بين البلدين وأيضاً هناك مشاكل وقضايا تتعلق بمس إيران بالأمن الأردني من خلال محاولات تهريب المخدرات والأسلحة من سوريا”.

مع زيادة التوتر بسبب إيران.. وزير أردني سابق: الأردن لن يسمح بتحويل نفسه لساحة صراع

الوزير الأردني أضاف أن “السبب الأساسي للزيارة هو رسالة للإيرانيين بأنهم إذا أرادوا الرد على إسرائيل أو الدخول في صراع النفوذ، فالساحة الأردنية جواً وأرضاً ليست ساحة للصراع بين الطرفين”.

وواصل حديثه: “إيران يمكنها أن تمارس أي صراع نفوذ أو صدامات تريدها، لكن لتذهب إلى أماكن أخرى وساحات أخرى، والأردن لن يسمح بتحول نفسه لساحة صراع بين هذين الطرفين أو أية أطراف أخرى”.

ولفت إلى أن “توقيت الزيارة متعلق بالتصعيد في المنطقة، وبعد اغتيال إسماعيل هنية فإن هناك ترقب للرد الإيراني الذي يمكن أن يكون مثلما حدث في نيسان الماضي، أو بشكل آخر”.

وأوضح أن “الأردن أرسل رسائل إلى قوى دولية عديدة في المنطقة باتصالات الملك مع الإدارة الأمريكية وماكرون ومع أطراف أخرى”.

أرسلوا صواريخكم من لبنان أو سوريا

تتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت قبل أيام.

وأجرى القائم بأعمال الخارجية الإيرانية خلال الأيام الماضية سلسلة مباحثات هاتفية مع نظرائه في دول عربية، بما فيها الأردن ومصر وعمان وقطر وغيرها، وفق الخارجية الإيرانية.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن بلاده على “مستوى عالٍ جدا” من الاستعداد لأي سيناريو “دفاعي وهجومي”.

مع زيادة التوتر بسبب إيران.. وزير أردني سابق: الأردن لن يسمح بتحويل نفسه لساحة صراع

وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة قال إن “الكل يتوقع تصعيداً بالمنطقة، لكن ربما ما يجري تحت الطاولة في التحرك الدولي هو محاولة احتواء هذه المرحلة وأن يكون التصعيد في الحدود الدنيا وألا يؤدي لدخول المنطقة في حالة من توسيع الصدامات”.

وتابع: “قصف القنصلية الإيرانية في دمشق سابقاً هو الشيء الوحيد الذي أثار إيران ودفعها للرد الشكلي على إسرائيل وليس العدوان على غزة”.

وشدد على أن “موقف الأردن واضح، وأي استعمال لأجوائه بأي صراع بين أطراف أخرى فهو لن يسمح به وبالتالي سيتخذ الإجراءات التي تحفظ سيادته على أجوائه وأرضه وهذا موقف يعرفه الجميع جيداً”.

وأردف القول: “إيران تمارس التحرش السياسي بالأردن، وبإمكانها إرسال صواريخها ومسيراتها من لبنان وسوريا إذا كانت جادة”.

مع زيادة التوتر بسبب إيران.. وزير أردني سابق: الأردن لن يسمح بتحويل نفسه لساحة صراع

متى تنفذ إيران هجومها ضد إسرائيل؟

أعلن حزب الله ليل السبت-الأحد قصف شمال إسرائيل “بعشرات صواريخ الكاتيوشا” رداً على قصف إسرائيلي أصاب “مدنيين” في جنوب لبنان.

وقال الحزب في بيان إنه “رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية، خصوصاً الاعتداءات التي طالت قريتي كفركلا ودير سريان وإصابة مدنيين”، قام بقصف منطقة جديدة وهي “بيت هلل” في شمال إسرائيل “بعشرات صواريخ الكاتيوشا”. وكانت وزارة الصحة اللبنانية أفادت في وقت سابق السبت عن جرح “ستة مدنيين” بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان.

وفي السياق، قال مسؤولان أمريكيان إن الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا، المسؤول عن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط؛ وصل إلى المنطقة السبت، مع استمرار الاستعدادات لهجوم محتمل على إسرائيل من إيران ردا على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر في ضاحية بيروت، وذلك وفقا لموقع “أكسيوس”.

وكشف الموقع الأمريكي، أنه تم التخطيط لزيارة الجنرال كوريلا إلى المنطقة قبل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران وحزب الله، ولكن من المتوقع أن يستخدم الرحلة لمحاولة حشد نفس التحالف الدولي والإقليمي الذي دافع عن إسرائيل ضد الهجوم من إيران في 13 أبريل، بحسب مسؤول أمريكي.

وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين إنهم يتوقعون أن تهاجم إيران إسرائيل اعتبارا من يوم الاثنين.

ونقل الموقع الإخباري عن المصادر الأمريكية والإسرائيلية إنهم لا يعرفون ما إذا كانت إيران وحزب الله سيشنان هجومًا منسقًا أو سيعملان بشكل منفصل.

وأضافوا أنهم يعتقدون أن إيران وحزب الله ما زالا يعملان على وضع اللمسات النهائية على خططهما العسكرية وإقرارها على المستوى السياسي.

مع زيادة التوتر بسبب إيران.. وزير أردني سابق: الأردن لن يسمح بتحويل نفسه لساحة صراع

ويتوقع المسؤولون أن يكون انتقام إيران من نفس قواعد الهجوم الذي شنته إيران في 13 أبريل الذي استهدفت طهران فيه جنوبي إسرائيل وخاصة قاعدة سلاح الجو “بنيفاتيم”- ولكن من المحتمل أن يكون أكبر في نطاقه – كما يمكن أن يشمل أيضا حزب الله في لبنان.

ونفذت إيران هجوماً بمسيّرات وصواريخ على إسرائيل في 14 أبريل الماضي، استمر لنحو 5 ساعات، وهو أوّل هجوم مباشر من هذا النوع تشنّه طهران ضد تل أبيب، بعد حوالي أسبوعين على قصف للقنصليّة الإيرانيّة في دمشق نسب لإسرائيل وتسبّب بمقتل 16 شخصا بينهم عناصر وقياديان في الحرس الثوري الإيراني.

في غضون ذلك، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أمله في أن تتراجع إيران عن تهديدها بالانتقام لاغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران.