خبير في التحوّل الرقمي لـ “أخبار الآن”: الذكاء الاصطناعي شأنه شأن أي طفل، فحسبما تُنشأه تكون النتيجة

في ظلِ التقدم التكنولوجي وقضاء الأطفال وقتًا طويلًا أمام الأجهزة اللوحية وأنظمة الذكاء الاصطناعي، تظل هناك مخاوف إزاء النمو العاطفي والنفسي لدى الصغار، ممن يواجهون مشكلة مع روبوتات الدردشة، بسبب “فجوة التعاطف” التي حظّر منها العديد من الخبراء في المجال التقني.

ووفقًا لدراسة من جامعة كامبريدج، أثبتت تعرّض الأطفال للضيق والأذى، بسبب عدم قدرة روبوتات الدردشة المدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي والتي يتعاملون معها، على محاكاة عواطفهم ورغباتهم النفسية، التي يتلقونها في المقابل من المحادثات البشرية.

كيف يؤذي الذكاء الاصطناعي مشاعر طفلك؟.. وخبير: هذه الطرق تحميه

ولأن أطفال هذا العصر يقضون وقتًا طويلًا أمام الهواتف والآيباد، لذا فهناك تحذيرات من قبلِ خبراء تهدف لحماية الصحة النفسية للأطفال، ممن يعتمدون على تلك التفاعلات للحصول على الدعم العاطفي أو التوجيه، خاصة وأن استجابة تلك الأنظمة غالبًا ما تفتقر إلى الفهم الدقيق للمشاعر الإنسانية.

عقلية البشر.. وعقلية الذكاء الاصطناعي

وحول هذه المشكلة، تواصلت “أخبار الآن” مع الخبير في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، د. نادر غزال، الذي أكد أن: “الذكاء الاصطناعي دخل عالم أطفالنا من خلال الألعاب من سنواتٍ طويلة، والآن بات التحدي هو كيفية  الاستفادة بشكلٍ إيجابي من الذكاء الاصطناعي في توعية الصغار وتوسيع مداركهم”.

وتابع د. غزال – متحدثًا عن الفارق بين عقلية البشر والذكاء الاصطناعي -، قائلًا: “نحن كبشر لدينا 4 شبكات دماغية تعمل بشكل متناسق مع بعضها، وهم الشبكة التي تهتم بتنظيم عمل الدماغ، والشبكة المعنية بتنظيم الأوقات والالتزامات، وأخرى الفطرية الطبيعية، بالإضافة إلى الشبكة التي تهتم بالزمان والسمع والمكان.. وهذه كلها مجتمع وتُشكل طريقة عمل تفكير الإنسان”.

كيف يؤذي الذكاء الاصطناعي مشاعر طفلك؟.. وخبير: هذه الطرق تحميه

كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي؟

وأوضح د. نادر غزال في عدة نقاط أمور يُمكن للآباء اتباعها لتحقيق الاستفادة المطلوبة من الذكاء الاصطناعي على الأطفال، مشيرًا: “علينا الاستفادة من تلك الأنظمة عبر تطوير مهارات الأطفال من خلال فتح المجال للطفل، لتحليل إجابات روبوتات الدردشة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي”.

ولفت: “نطلب من الطفل أن يُحلل لنا النتيجة التي أتى بهذا الذكاء الاصطناعي، وأن يعلق على رأيه، ومن ثم يُسهم ذلك في توسع مداركه ودفعه نحو الابتكار”.

كيف يؤذي الذكاء الاصطناعي مشاعر طفلك؟.. وخبير: هذه الطرق تحميه

وأكد في معرض حديثه: “الذكاء الاصطناعي قد يكون بوابة لتوسيع مخيلات الأطفال”.

كما أشار الخبير في التحول الرقمي إلى أن: “الذكاء الاصطناعي شأنه شأن أي طفل صغير، فحسبما تُنشأة تكون النتيجة”، محذّرًا: “لابد من عدم الاعتماد كليًا على أنظمته فيصبح المعلم والقائد للأطفال، ويجب أن يكون فقط أداة مساعدة ضمن أيادي الأطفال، لتيسير أمور حياتهم وتوسيع مداركهم وفهمهم”.

قانون صارم

وفي مطلع أغسطس الجاري، نفذ الاتحاد الأوروبي رسميًا قانون الذكاء الاصطناعي، وهو أول مجموعة شاملة من القوانين في العالم تنظم نشر واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة.

وسيكون هذا القانون خطوة مهمة في التطبيقات العملية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي في المستقبل المنظور.

وتحظر اللائحة أنظمة التلاعب بالسلوك المعرفي، والجمع غير المستهدف لصور الوجه من الإنترنت أو لقطات الدوائر التلفزيونية المغلقة لإنشاء قواعد بيانات التعرف على الوجه، والتعرف على المشاعر في مكان العمل والمؤسسات التعليمية، و”التسجيل الاجتماعي” من قبل الحكومات.

كيف يؤذي الذكاء الاصطناعي مشاعر طفلك؟.. وخبير: هذه الطرق تحميه

وكلك التصنيف البيومتري لاستنتاج البيانات الحساسة (المعتقدات السياسية أو الدينية أو الفلسفية أو التوجه الجنسي) أو المعتقدات الدينية.

وينص القانون على إنشاء هيئات إشرافية في كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لضمان الامتثال السليم للوائح الذكاء الاصطناعي وتنفيذها، بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء مجلس استشاري أوروبي للذكاء الاصطناعي (EAIB) لتنسيق هذه الجهود على مستوى الاتحاد الأوروبي.