الناطق باسم اليونيفيل يتحدث عن مهام البعثة في زمن التوتر

بين ضربات إسرائيل على جنوب لبنان، وعمليات حزب الله رداً عليها، تقف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في موقع الفصل بين هذين الطرفين المتنزاعين. فما هي مهام هذه القوة؟ وما هو دورها في الصراع الحالي؟

تأسسست اليونيفيل بواسطة مجلس الأمن في آذار/مارس 1978 للتأكيد على إنسحاب اسرائيل من لبنان، واستعادة الأمن والسلام الدوليين ومساعدة الحكومة اللبنانية على إستعادة سلطتها الفعالة في المنطقة. وقام المجلس، بعد أزمة تموز/يوليو- آب/أغسطس 2006، بتعزيزها وقرر أن البعثة بجانب مهامها الأخرى سوف تراقب وقف الاعتداءات، وترافق وتدعم القوات اللبنانية في عملية الانتشار في جنوب لبنان، وتمدّ المساعدة لتأكيد وصول المعونات الانسانية للمواطنين المدنيين والعودة الطوعية الآمنة للمهجرين.

تحدّث الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تيننتي لـ “أخبار الآن” عن الوضع في جنوب لبنان، قائلاً إنه “لا يزال متوتراً”. وأضاف: “الوضع مقلق”.

"الوضع مقلق وهذا هو الحل".. الناطق باسم اليونيفيل في لبنان لـ"أخبار الآن"

وشدد على أن وجود أكثر من 10,500 جندي على الأرض كان مفيداً إلى حد ما في جهود اليونيفيل لتخفيف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، مشيراً إلى أن قناة الاتصال التي حافظت عليها البعثة مع كلا الطرفين، مع السلطات اللبنانية، الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي كانت مهمة للغاية لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الذي قد يؤدي إلى صراع أوسع بكثير.

وكان مسؤولون أمميون قد حذروا، في الفترة الماضية، من وجود خطر حقيقي من أن يؤدي أي سوء تقدير على الحدود الجنوبية للبنان إلى نشوب صراع أوسع نطاقًا بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

وأكّد تيننتي مواصلة البعثة لمهامها رغم التوترات على جانبي الحدود. وقال: أكثر من 450 نشاطاً يُنفّذ يومياً طوال عام من التشغيل. لم يتغير ذلك، يضاف إلى ذلك الأنشطة مع المجتمعات المحلية، والمساعدة للمجتمعات المحلية، والأنشطة الطبية، والأطباء البيطريين، وأطباء الأسنان، وكذلك التبرع بالمعدات، والمساعدة للمستشفيات.

وأضاف: هناك الكثير من العمل الذي يتم بشكل منتظم. على الرغم من التحديات.

القرار 1701 هو المفتاح

في المداولات المتعلقة بالتهدئة وإرساء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، يبرز قرار مجلس الأمن رقم 1701، المتخذ بالإجماع في 11 آب / أغسطس 2006، كنقطة أساسية ينطلق منها أي حل.

مع ذلك، فإن هذا القرار تعرّض لخروقات لا تعد ولا تحصى، منذ بداية حرب غزة وفتح “جبهة الإسناد” في جنوب لبنان.

وترى بعض الآراء أن “خرق إسرائيل وحزب الله لبنود هذا القرار تسبب في توترات أمنية بين الطرفين، توّجت بتحويل جنوب لبنان إلى جبهة إسناد لغزّة منذ الثامن من أكتوبر تشرين الأول 2023″.

في هذا السياق، أكّد المتحدث باسم اليونيفيل في حديثه لـ”أخبار الآن” أن تنفيذ القرار 1701 هو المفتاح لحل العداوات بين الجهتين.

"الوضع مقلق وهذا هو الحل".. الناطق باسم اليونيفيل في لبنان لـ"أخبار الآن"

وقال: القرار 1701 قد تعرض لتحديات كبيرة، ولكن الأحكام الرئيسية للاستقرار والأمن ودعم الجيش اللبناني والحلول الطويلة الأمد لا تزال صالحة للغاية.

وأضاف: الجميع يتفق على أن المشكلة الرئيسية في القرار 1701 هي التنفيذ، يجب أن يتم تنفيذه.

وإذ أوضح أن اليونيفيل ليست المنظمة التي يجب أن تنفذ، وإنما الأطراف المعنية، لفت إلى أنه يمكن تحقيقه من خلال التزام الطرفين بمضمون القرار.

"الوضع مقلق وهذا هو الحل".. الناطق باسم اليونيفيل في لبنان لـ"أخبار الآن"

ورداً على سؤال بشأن الرد الإيراني المرتقب وإمكانية تصاعد حدّة الحرب، قال: لا نزال نرى أن هناك إمكانية لحل دبلوماسي أو سياسي. لا يوجد حل عسكري، لذا يعمل الجميع على محاولة إيجاد حل لهذا الصراع.

وأعاد التأكيد على ” أننا ما زلنا نعتقد أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو الحل السياسي والدبلوماسي لهذه العداوات والعودة إلى وقف الأعمال العدائية الذي شهد عليها جنوب لبنان، والمنطقة، وذلك بعدف استعادة الاستقرار الذي تمتع به الطرفان لأكثر من 17 عاماً، أي منذ عام 2006 حتى أكتوبر 2023.

تخوّف بعد مغادرة عائلات اليونيفيل

أعلن المتحدث باسم قوات اليونيفيل أندريا تيننتي منذ أيام أن عائلات أفراد قوات اليونيفيل يجب أن تغادر لبنان، لافتاً إلى أن طلباً بهذا الشأن قدم من الأمم المتحدة وفقاً لأمر صدر بالفعل في شهر مايو المنصرم مع تصاعد التوترات على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

هذا القرار أثار المخاوف من أن تكون هذه الخطوة مؤشراً على قُرب المواجهة الكبرى واشتعال حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، لكن تيننتي أوضح الأمر عبر “أخبار الآن”، مؤكدا أن “القرار بشأن عائلات الأمم المتحدة في بيروت ليس له علاقة باليونيفيل. نحن نعمل في الجنوب، واليونيفيل ليست محطة عمل للعائلات، لذلك العائلات باتت خارج لبنان”.