تقرير: إيران قادرة على صنع قنبلة نووية بغضون 6 أشهر أو أقل
في الوقت الذي يترقّب فيه الشرق الأوسط ومعه العالم بأسره، الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية، كشف تقرير أمريكي معلومات خطيرة حول الملف النووي الإيراني، وحذّر من أن إيران باتت على مشارف إنتاج قنبلة نووية.
في التفاصيل، خلُص تقريرٌ جديدٌ للمفتش النووي ديفيد أولبرايت وزميلته سارة بوركهارد الباحثة في “معهد العلوم والأمن الدولي” إلى أن طهران قطعت شوطًا طويلًا في هذا المجال، معتبراً أنه حان الوقت ليواجه المسؤولون الأمريكيون الوضع النووي الإيراني كما هو.
وأشار التقرير إلى أن موقف المخابرات الأمريكية كان يستند سابقاً إلى أن برنامج التسلح النووي قد توقف، إلا أن هذا الوضع لم يعد قائما الآن. وقال: تغير هذا الوضع على مدى العامين الماضيين، ولكن بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية. وأضاف: تستطيع إيران الآن، ومن عجيب المفارقات، أن تنطلق بسرعة، في غضون أيام، باستخدام منشأة فوردو المدفونة تحت الأرض فقط.
وتابع مُعدّا التقرير قائلَين: إذا كانت الولايات المتحدة جادة في هدفها المتمثل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، فإن الكشف عن أنشطة التسلح النووي يكتسب أهمية متزايدة باعتباره محفزاً للتحرك. ولكن تقييمات الاستخبارات الأمريكية غير السرية الحالية محدودة للغاية إلى الحد الذي يجعلنا نعتقد أن التقييم الأمريكي لا يدرك المخاطر الحالية.
وأكّد المحللان أن الأرشيف ونتائج الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسلط الضوء على أن إيران قادرة على تصنيع سلاح نووي بدائي بسرعة أكبر كثيراً مما يُقَيَّم عادة؛ لافتيْن إلى تقييمات سابقة للمعهد خلصت إلى أن إيران قادرة على صنع سلاح نووي بدائي في غضون ستة أشهر. وقد تكون هذه المدة أقصر اليوم.
الرد الإيراني والقنبلة النووية.. ما الرابط؟
رأى الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج في حديث لموقع “أخبار الآن” أن إيران لا تريد الحرب ولكنها تورطت في البداية وقالت إنها ستنتقم لاغتيال هنية في طهران.
وإذ لفت فرج إلى أن إيران تضع في اعتبارها الرغبة بإنتاج سلام نووي في بداية العام القادم، قال: إذا دخلت في أي ضربة ضد إسرائيل، فالأخيرة سترد عبر استهداف المفاعلات النووية الإيرانية ولذلك إيران متخوفة.
وأوضح أنه في حال وجهت طهران ضربة لتل أبيب فالرد سيكون قاسٍ عليها وسوف يعيدها خطوات لا بل سنوات إلى الوراء في مسار إنتاج القنبلة النووية.
إيران: لا نطلب “الإذن” من أحد
في سياق الحديث عن الرد الإيراني، ردّت طهران الثلاثاء على دعوات الولايات المتحدة ودول أوروبية، وهي فرنسا، بريطانيا وألمانيا، لها إلى “التراجع” عن تهديدها ضد إسرائيل، مؤكدة أنها لا تطلب “الإذن” من أحد للردّ.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان “الجمهورية الإسلامية مصمّمة على الدفاع عن سيادتها … ولا تطلب الإذن من أي كان لممارسة حقوقها المشروعة”.
وحضّت الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيون الإثنين إيران على “التراجع” عن تهديدها بمهاجمة إسرائيل التي تتهمها باغتيال هنية، مع تصاعد المخاوف من هجوم على إسرائيل من شأنه أن يشعل فتيل حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وأكد كنعاني أن “مثل هذا الطلب يفتقر الى المنطق السياسي ويناقض مبادئ وأحكام القانون الدولي ويشكّل دعمًا علنيًا وعمليًا” لإسرائيل.
وندّد بإعلان لا يتضمّن “أي مأخذ على الجرائم الدولية التي يرتكبها النظام الصهيوني”، غير أنه “يطلب بوقاحة من إيران عدم الردّ بشكل رادع” على من “انتهك سيادتها”.
وتوعّدت إيران بالانتقام لاغتيال هنية الذي جاء بعد ساعات على اغتيال القيادي البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية. وتوعّد حزب الله بالردّ على العملية.
وتكثّف الأسرة الدولية مساعيها لتفادي توسّع نطاق الحرب الجارية منذ أكثر من عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.