ما هي أبرز نقاط الخلاف التي تعيق التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
يجتمع مفاوضون في قطر مرة أخرى اليوم سعيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يساعد في تجنب التصعيد الإقليمي وإنهاء الحرب التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وتتواصل مفاوضات الدوحة، بينما أكدت وزارة الخارجية القطرية أن جهود الوسطاء في دولة قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية مستمرة، مضيفة أن الوسطاء عازمون على المضي قدما في مساعيهم وصولا إلى وقف لإطلاق النار في القطاع يتم خلاله إطلاق سراح الرهائن ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وبينما أكد مسؤولون أمريكيون أن تقدما تحقق في اليوم الأول من الجولة الجديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية عن مصادر مطلعة على المحادثات قولها، إن الخلافات بين الطرفين لا تزال “كبيرة”.
حول هذا الموضوع يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية فايز عباس، أن القرار بتمديد المفاوضات يوما إضافيا وبقاء الوفد الإسرائيلي يشير إلى تقدم ما في مسار التفاوض، لكنه أكد أن إمكانية التوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يعتمد على مدى قبول شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإذا ما كانت حماس على استعداد لذلك.
اصطدام بشروط نتنياهو
ويعتقد عباس في حديثه مع أخبار الآن أن نتنياهو وفقا لكل الشواهد المحيطة، لن يتنازل عن شروطه التي تمنحه، البقاء في محور فيلادلفيا، ومعبر رفح، والعودة للحرب مرة أخرى، بعد انتهاء الصفقة.
ويرى المختص في الشؤون الإسرائيلية أن هذه الشروط لن تقبل من قبل حماس أو حتى الوسطاء، خاصة مصر، التي تصر على انسحاب إسرائيلي من فيلادلفيا ومعبر رفح، معربا عن قناعته أن هذه الجولة من المفاوضات ستنتهي خلال أيام دون التوصل إلى اتفاق.
نتنياهو لن يتنازل عن شروطه التي تمنحه العودة للحرب مرة أخرى، بعد انتهاء الصفقة، في المقابل لن تقبل حماس بذلك أو حتى الوسطاء خاصة مصر التي تصر على انسحاب إسرائيلي من محور فيلادلفيا
أبرز النقاط العالقة
أما أبرز نقاط الخلاف التي تواجه محادثات الهدنة الحالية، فيقول الكاتب والمحلل السياسي فايز عباس، إنها تتمحور حول شروط نتنياهو التي يرى أنها لا يمكن قبولها، وتشمل تمسك إسرائيل بإبقاء سيطرتها على محور صلاح الدين “فيلادلفيا”، وعدم عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة، فضلا عن مواصلة الحرب حتى القضاء على سلطة حماس وإعادة المحتجزين.
وينظر عباس إلى هذه المفاوضات على أنها ربما تكون الفرصة الأخيرة أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، لكنه لفت إلى أن نتنياهو لن يجرؤ على الموافقة على إبرام اتفاق، مع حماس، خشية تفكك ائتلافه الحاكم وفقدان منصبه، إذ يهدد وزراء في حكومته بالانسحاب الفوري، إذا قبل باتفاق يفضي لوقف الحرب.
وشدد الخبير في الشؤون الإسرائيلية في هذا الصدد على أن بنيامين نتنياهو ليس لديه أي رغبة أو حكومته، لإنهاء الحرب، على غزة، وإنما هناك بحسب عباس، من يريد إعادة المحتجزين وبعدها تعود إسرائيل إلى الحرب المدمرة على القطاع، معتبرا أن إسرائيل تقف حاليا أمام معادلة غاية بالصعوبة، من جهة حياة الأسرى، ومن ناحية أخرى وقف الصراع الذي يعني فشل حكومة نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب.
ويشارك في المفاوضات التي تستضيفها الدوحة، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي ايه” وليام بيرنز، إضافة إلى رئيسي جهازي الاستخبارات الخارجية (موساد) والداخلية (شين بيت) الإسرائيليين.
غياب حماس
ولا تشارك حماس في هذه المفاوضات، لكن أحد قادة الحركة أسامة حمدان قال مساء الخميس إن حماس أبلغت الوسطاء في الدوحة بموقفها.
وحول هذه النقطة، يقول الباحث في الشأن الإسرائيلي فايز عباس، إن وفد حماس هو عمليا موجود في الدوحة وعلى اتصال دائم مع الوسطاء، وبالتالي لن يتم اتخاذ قرارات دون معرفة وموافقة قادة حماس.
واعتبر أن تعيين يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي يسهل على اتخاذ القرار المناسب لأنه بات الآن صاحب القرار الأول والأخير.
نتنياهو العائق الأكبر
وبينما كان يتم التأكيد في مختلف جولات التفاوض السابقة، على أن جميع الأطراف لديهم رغبة حقيقية في التوصل لاتفاق، ثم تنتهي دون التوصل لشئ، يقول عباس، إن الرغبة موجودة لدى كافة الأطراف، إذا كانت تخدم مصالحهم فقط، لكنه شدد على نتائج المباحثات لا يمكن لها أن تلبي رغبات ومطالب الجميع، دون تقديم تنازلات.
واختتم الخبير في الشؤون الإسرائيلية فايز عباس، تصريحاته لـ”أخبار الآن” بالتأكيد على أن نتنياهو، هو من أعاق كافة المفاوضات والمحاولات في السابق ولن يتغير لأنه سيحبط هذه الصفقة أيضا ولأسبابه الخاصة.
مقترح بايدن
وتجري المفاوضات على أساس طرح أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 أيار/مايو وينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفا للنار وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقد لاقت الخطة ترحيبا واسع النطاق، حيث حثت الأمم المتحدة والقوى الدولية الأخرى إسرائيل وحماس على قبولها. وقالت حماس إنها تنظر إلى الخطة “بشكل إيجابي”، وإنها مستعدة “للتعامل بشكل إيجابي وبناء مع أي اقتراح يقوم على وقف دائم لإطلاق النار”.
ولكن بعد أقل من ساعة من إعلان بايدن للاقتراح، أصر نتنياهو على أن إسرائيل لن تنهي الحرب في غزة حتى تحقق جميع أهدافها، بما في ذلك تدمير حماس.
وترى الولايات المتحدة أن التوصل إلى وقف إطلاق نار قد يسمح بتجنب هجوم من إيران التي توعدت إسرائيل بالرد على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو، الذي ينسب إلى إسرائيل..
وقد ارتفع خطر حصول تصعيد عسكري إقليمي بعد اغتيال هنية وفؤاد شكر القائد العسكري الكبير في حزب الله قبل ساعات على ذلك في ضربة على ضاحية بيروت الجنوبية أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنه.